ثورة 30 يونيو.. كتبت السطر الأخير بسيناريو الجماعة الإخوانية ومخططهم لتفتيت مصر
لا نبالغ لو قلنا إن أهم ما شهدته مصر من أحداث مهمة منذ 25 يناير 2011 وحتى ثورة 30 يونيو، وهو تفكيك جماعة الإخوان الإرهابية وإنهاء سيطرتها على الدولة المصرية، والذي استمرت لمدة سنة فقط، أثناء تواجد محمد مرسي على عرش الرئاسة، حيث اقتنص الإخوان الفرصة واستولوا على الثورة والوطن وأمن المواطنين.
مع وصول "مرسى" للرئاسة اكتملت جماعة الإخوان واجتمعت لاستكمال مخططها وبدأت قلبوهم تطمئن، وشكلت الإخوان، حكومة خاضعة لسيطرتها بشكل كامل، واختارت هيئة استشارية رئاسية من عناصر الجماعة الإخوانية وأصبح من السهل أن تتواصل الجماعة مع التنظيمات الإقليمية والدولية بشكل لا شبهة فيه، وذلك اتضح أنه مخطط له من قبل لهدم الدولة وتفتيها.
الجماعة الإخوانية تكشف عن وجهها الحقيقي بنوفمبر 2012
فى نوفمبر 2012 قررت الجماعة الكشف عن وجهها الحقيقى وتسريع خطواتها للسيطرة على الدولة المصرية وتفتيت مؤسستها فصاغت إعلانا دستوريا يُحصن قرارات محمد مرسي بما يضمن للإخوان التحكم الكامل فى مصر وأجهزتها التنفيذية والأمنية، وهو ما واجهته القوى السياسية بموجة رفض وتظاهرات واعتصامات متصلة فى التحرير وفى محيط قصر الاتحادية، لتطلق الجماعة الإخوانية أسلحتها ورجالها على المواطنين لتصفية المعارضين لنظامهم، وكانت أحداث الاتحادية فى ديسمبر والذي راح ضحيتها عدد من الشهداء.
"موقعة الاستاد".. محمد مرسي والإخوان يخونون مصر فى سوريا
تصاعدت الموجات المعارضة لنظام الجماعة الإخوانية، ونظم الشباب مظاهرة "تمرد" للمطالبة بالإطاحة بالجماعة وعزل محمد مرسي واستمر جمع التوقيعات طوال أبريل ومايو ويونيو 2013 حتى وصلت إلى حوالى 27 مليون توقيع قبل أيام من الموعد المحدد للتظاهر فى 30 يونيو.
وقبل 30 يونيو بأيام بدأ يظهر الغضب من الشعب لرفضهم للجماعة الإخوانية ونظامها وكانت الجماعة ترد على ذلك الغضب بمخططات فادحة أكثر، حيث دعا "مرسى" لمؤتمر فى استاد القاهرة تحت مسمى "نصرة سوريا"، ودعا فيه قيادات تنظيمات دينية وعناصر الجماعة الإسلامية المتورطين فى جرائم إرهابية ومنهم عاصم عبد الماجد وعبود وطارق الزمر، وفتح الباب خلال المؤتمر لتهديد القوى السياسية وسبابها.
وأعلن "مرسى" فيه عن قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا، فى خطوة لا يمكن تفسيرها إلا باعتبارها دعمًا مباشرا للجماعات الإرهابية والمسلحين على أرض سوريا، وهو على علم بأن ذلك يعتبر تهديد مباشر للمصالح المصرية والأمن القومى للبلاد، لأن سوريا تمثل دائرة أساسية مهمة من دوائره.
ثورة 30 يونيو.. كتبت السطر الأخير بسيناريو الجماعة الإخوانية وتخطيطهم لتفتيت مصر
زادت حدة الغضب الشعبى والرفض النهائى للجماعة الإخوانية وكانت ثورة 30 يونيو الضربة القوية المليئة بالقوة والوعى وتوافق القوى السياسية ورغم محاولات الإخوان طوال سنة لتقويض الدولة ومؤسساتها، واستخدام هذه المؤسسات فى تفتيت مصر، إلا أن القوات المسلحة استطاعت التماسك لحماية للشعب الثائر ضد الإخوان الذين قتلوا الأبرياء وكانوا يسيرون بالشوارع بأسلحتهم ويذعرون الشباب والأطفال.
واكتسحت ثورة 30 يونيو الجماعة الإرهابية، وكسرت مخططاتها وأجنداتها ضخمة التمويل والذي كان اعتصامها وحلفائها من التنظيمات الدينية الإرهابية الأخرى فى رابعة العدوية ونهضة مصر، وما تلا ذلك من أعمال إرهابية واستهداف للمنشآت والأفراد والمؤسسات الأمنية، ولكن ثورة "30 يونيو" كانت أداة سيطرة على تحركات الإخوان وحلفائهم ومموليهم ما ضمن للدولة المصرية آمنا .