الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

بعد الإطلاع.. التلصص الإلكتروني على حرمة الحياة الخاصة

السبت 08/يوليو/2023 - 02:23 م

بعيداً عن حديث قانون العقوبات بشأن حماية حق الإنسان فى حرمة حياته الخاصة والتي أكد عليها الدستور المصري، سوف نتناول فى هذا المقال الجرائم المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتي غير المشروع والمنصوص عليها فى قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 ولائحته التنفيذية وباعثنا فى ذلك أن حرمة الحياة الخاصة حق مصون لا يجوز المساس به ولا يجوز للغير التلصص على مكنون أسرار غيره والوصول إليها بطريقة غير مشروعة ليس من ناحية القانون فقط بل بما يتنافي مع الأخلاق وتعليمات الدين الإسلامي والأديان السماوية الأخرى، ولنا فى حديث سيدنا محمد رسول الله  دستوراً فى حماية العرض والسمعة وذلك فى خطبة الوداع "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه"، وهذا ما أكده ونص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فقال "لا يجوز تعريض إنسان للتدخل فى شؤونه الخاصة ولا فى شؤون أسرته أو مسكنة أو رسائله بغير مسوغ قانوني ولا يجوز الاعتداء على شرفه وسمعته، ولكل إنسان الحق فى الإحتماء بالقانون من مثل هذا التدخل او الاعتداء".

 


وفى ذات السياق تضمنت أحكام المادتين (25)، (26) من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 تجريم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتي غير المشروع، فيعاقب بالعقوبات المنصوص عليها فى القانون المشار إليه كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصري أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات بمعلومات أو أخباراً أو صوراً وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة هذا بخلاف تجريم أفعال كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية فى معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى مناف للآداب العامة أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه.


وفى النهاية بات التأكيد بعيداً عن حديث القانون على مقولة الشاعر أحمد شوقي فى قصيدته الرائعة "إنما الأمم الأخلاق" ونأخذ منها تحديداً قوله إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلاً.