الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

تاريخ فواكه الصيف عند المصريين القدماء

الخميس 20/يوليو/2023 - 01:01 م

بمناسبة الصيف والفاكهه نتعرف على تاريخ  الفواكه الصيفية فى مصرعرف المصريون منذ بداية التاريخ القيمة الغذائية للفواكه لذلك نجد   مائدة القرابين فيها نوع من الفواكه علي الأقل وكانوا  المصريون القدامي يأكلون الفواكه طازجة والفائض كانوا بيجففوه وياكلوه لاحقا.

كذلك أوحت للمصريين بعناصر معمارية وفنية وطبعا النخلة كانت أساس من أسس العمارة المصرية القديمة وخاصة في الأعمدة والأسقف والرمان والعنب كانت عناصر مستوحاة في الفن وخاصة صناعة الاواني والحلي.

ومن أنواع الفواكه التي عرفها المصريون التين والعنب والرمان والزيتون والخوخ والمشمش والتوت واللوز والبندق وعين الجمل, والتفاح والبرقوق والكمثري والبطيخ والكرز، وعرف أيضا نخيل البلح ونخيل الدوم والعرجون والجميز والهجليج والنبق والمخيط والسفرجل والخروب. 

 

وكان العنب أهم الفواكه حيث حول الأجداد  حصاد العنب لمهرجان راقص، ففى مقبرة ميريروكا بسقارة أجدادنا سجلوا مشاهد حصاد العنب و عصره، بالطريقة التقليدية فى احتفال مُبهِج مصحوب بالرقص و الموسيقى. 

المشاهد دى عمرها أكتر من 4000 سنة و تُعتبَر أقدم وثيقة تنسِب ابتكار، أحتفالات حصاد العنب للمصريين . فى المشاهد  صور مجموعة من الرجال، واقفين فى حوض كبير موجود تحت تكعيبة العنب و كلهم بيتحركوا مع بعض، فى حركة تناغمية لصناعة النبيذ، ولكى  يحافظوا على توازنهم كل واحد بيسنِد بإيد على خصر زميله، و الإيد التانية بيرفعها لفوق و يسند على خشب تعكيبة العنب. 

 

وعلى بُعد خطوتين منهم فيه شخصين قاعدين على الأرض بيغنوا وممسكين، عصايتين بيخبطوهم فى بعض بإيقاع منتظم , لكى يستطيع  العمال الا بيدهسوا العنب فى الحوض يقدروا يظبطوا حركة رجليهم مع الإيقاع.

 

بمنتهى البساطة و التلقائية أجدادنا أستطعوا أن  يحولوا عمل روتينى لإحتفال راقص وبدون أى أدوات موسيقية متخصصة، فى الحقول  صعب الواحد يجد  أداة موسيقية , لكن لاحظ كيف تمكن  العقل المصرى من  تحويل أبسط الأشياء لأدوات موسيقية ,  حتى أغصان الشجر ممكن تتحول لأداة يصنع بيها إيقاع منتظم يظبط بيه الأغنية التى  سيتنغنى بها  و كذلك يظبط حركة الراقصين.

 

فكرة الاحتفال المصاحب للحصاد مازالت  موجودة فى ثقافتنا الشعبية حتى الان خاصة فى موسم حصاد القمح والقطن، ومن الملاحظ انه لم يعثر علي بقايا الرمان ولكن المصريون عرفوه باسم "تبح" في النصوص المصرية في عصر الملك رمسيس الثاني ورمسيس الثالث، وأشهر فاكهة عرفها المصري القديم هي البلح والعنب والجميز والتين والدوم وصور ذلك  فى كثير في مناظر المقابر والمعابد. 

 

وتعد الفاكهة رقم واحد في مصر القديمة هي البلح الذي سمي " بنرت " وعرف المصري البلح الرطب الطازج والبلح الجاف ( التمر ) , وكان البلح ( بالإضافة الي الخبز والجعة والخضروات ) يستخدم كأجر لعمال دير المدينة وكان يجفف ويحفظ.

 

ومن اهم الفواكه ايضا التفاح وقام الملك رمسيس الثاني بزراعته في حدائق قصره بالدلتا وأشار رمسيس الثالث بانه أهدي الاله حابي 848 سلة تفاح.

ومن غرائب الفواكه التي عرفها المصري القديم هي ثمرة شجرة المخيط وأشار المؤرخ ثيوفراتيس بان أهالي الوجه القبلي كانوا يجنون كثيرا من ثمار أشجار المخيط  وكانوا يجففونه وينزعون من الثمار النوي ويهرسون اللب لعمل الفطائر منه البطيخ هو أهم فواكه الصيف وترجع أصوله إلى  الحضارة المصرية حيث وجدت جداريات في ثلاث  مقابر (حتى الآن) لفاكهة تشبة البطيخ ، وفى واحدة من الجداريات صور بطيخ يشبة احد الاصناف المعاصرة.

 

وفي القرن 19   عثر على اوراق نبات البطيخ في مقبرة وقد وضع فوق مومياء وتم تاريخ المقبرة ب 3500عام .

 

عرفت باحثة النبات Susanne Rennerمن جامعة Munich بالمانيا عن وجود اوراق نبات البطيخ المصرية القديمة وقالت لو استطاعنا استخراج(DNA) من اوراق النبات القديم سنعرف كيف كان البطيخ أيام الفراعنة.

 

ذهبت الى المكان الذى تم وضعت الأوراق المكتشفة به منذ عام 1876،وقاموا باخراج ورقة واحدة اعطوها للباحثة التى اجرت بحثها فى جامعة اكسفورد بالتعاون مع الباحثين هناك وكانت النتائج كالاتي:-

تقول الباحثة لقد كنا محظوظين لاننا وجدنا الكود الجينى الذى يعطى البطيخ مذاقة الحلو وفى نفس الوقت وجدنا طفرة الجين الذى يعطى اللون الاحمر وهو نفسة الذى يعطى اللون الاحمر للطماطم وغيرها من النباتات- وهذا يعني ان البطيخ فى مصر منذ اكثر من 3500سنة وانة كان مزروع ومذاقة حلو ولونة أحمر، وايضا ماتم الحصول علية من جينات يؤكد صلة هذا النوع الاحمر بالنوع الابيض البري الذى مازال ينمو فى منطقة دارفور بالسودان وهذا يعنى ان البطيخ نمي بريا فى السودان ثم انتشر فى وادى النيل.

 

وربما أحضر خلال الرحلات الأستكشافية للمستكشفين الأوائل فى الدولة القديمة فى أفريقيا ربما أحضروه من دارفور فى السودان أما بالنسبة للفواكهه الحديثة من الطرائف التاريخية أنه عندما تولى السلطان برقوق حكم مصر حرم على الباعة النداء على فاكهة البرقوق، فكانوا يطلقون على البرقوق اسم (الأشقر) حتى انتهى عصر السلطان برقوق.