دراسة جديدة ترجح وجود حياة في كوكب المريخ في الماضي البعيد
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود حياة على المريخ في الماضي البعيد، بعد أن اكتشف الروبوت الجوال "كوريوسيتي" متحجرة تشكل دليلا على أن الكوكب الأحمر شهد مناخا دوريا يتناوب فيه موسما جفاف ورطوبة، وهي بيئة شبيهة ببيئة الأرض ومواتية لظهور الكائنات الحية.
وأشارت الدراسة، التي أجراها وليام رابان الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، وعلماء آخرون من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بالتعاون مع مختبر ليون للجيولوجيا، نشرتها مجلة نيتشر البريطانية، إلى أن الروبوت "كوريوسيتي" رصد وجود جزيئات عضوية بسيطة قد تكون تشكلت من خلال عمليات جيولوجية أو بيولوجية، لافتة إلى أن من بين هذه الجزيئات الأحماض الأمينية التي تتحد أحيانا لتشكل جزيئات أكثر تعقيدا وتكوينا للكائنات الحية مثل الحمض النووي الريبوزي (RNA) والحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (DNA).
وأشارت إلى أنه عند تسلق الروبوت "كوريوسيتي" منحدر الجبل ببطء، صادف رواسب أملاح متشكلة ضمن قطع على شكل سداسي في تربة يعود تاريخها إلى فترة تتراوح بين 3.6 و3.8 مليار سنة، ليظهر تحليل أجري للرواسب من خلال أداتي "ماست كام" الأمريكية و"شيم كام" الفرنسية الأمريكية التابعتين للروبوت، أن هذه الصخور عبارة عن شقوق من الطين الجاف.
ولفتت إلى أن هذه الأشكال السداسية تعود إلى تاريخ دورة متكررة من الظروف الرطبة والجافة، مما يسمح للمعادن بالتجفيف بين فترات الرطب لإنشاء التكوينات المحددة التي تحولت منذ ذلك الحين إلى صخور.
و قال الباحث وليام رابان "إنه في عالم شديد الجفاف، لا فرصة أمام تشكل هذه الجزيئات، ولا حتى في عالم شديد الرطوبة ما يظهر أن الكوكب الأحمر كان يحوي التوازن الضروري لتطور أشكال الحياة"، مبينا أن العلماء يضعون احتمالا يتمثل في الكائنات الحية الدقيقة وحيدة الخلية البدائية مثل العتائق أو البكتيريا التي تمثل أقدم كائنات على الأرض .
ويتولى الروبوت الجوال "كوريوسيتي" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) منذ عام 2012 استكشاف إحدى هذه الأراضي، وهي عبارة عن فوهة "غايل" الضخمة وجبلها الذي يبلغ ارتفاعه ستة كيلومترات ومكون من طبقات رسوبية.