الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

سفاح الجيزة على شاشة السينما منذ أكثر من نصف قرن

الجمعة 08/سبتمبر/2023 - 04:12 م

لم تكن السينما المصرية بعيدة عن قضايا المجتمع الشائكة سواء كانت قضايا إجتماعية أو إنسانية أو قضايا الجرائم التي أصبحت قضايا رأي عام، فقد تناولت السينما المصرية القضايا التي إرتبطت بقضايا القتل و السفاحين.

من أشهر و أهم و أقوي هذه الأعمال الفنية فيلم { اللص و الكلاب } ١٩٦٢ رائعة الكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي إستحوي أحداثها من قضية حقيقية كانت قضية رأي عام .
الفيلم قدمه المخرج الكبير كمال الشيخ وقام ببطولته النجم شكري سرحان مع النجوم الكبار شادية و كمال الشناوي تناولتها الصحف بشكل يومي عن جرائم هذا السفاح و قدمتها السينما المصرية في واحد من أهم افلام الجرائم عمق 


هنا السفاح انسان مسالم طيب القلب سليم النية يتربص به أقرب الناس له حتي يصبح مجرم هارب من العدالة بلا أي سبب أو جريرة مما يجعله ينتقم منهم ولكن كل ما حاول الانتقام كان يقتل أشخاص آخرين لا ذنب لهم و هكذا أصبح مجرم و سفاح و صفحات الجرائد و الرأي العام لا سيرة له إلا هذا السفاح الذي هو في حقيقة الأمر ضحية. 
ونجح الفيلم نجاحا مدويا علي المستوي الفني و الجماهيري و أصبح واحد ضمن قائمة أفضل 100 فيلم سينمائي في تاريخ السينما العربية وبرغم من مرور أكثر من ستين عاماً علي إنتاجه الا إنه لا يزال يعرض و ينال تقدير كل الاعمار و الأجيال

ولم يكن فيلم { اللص و الكلاب } ١٩٦٢ هو أول الأعمال الهامة في تاريخ السينما المصرية فقد تناولت السينما المصرية مثل هذه الجرائم في أفلام سينمائية لا تقل جمال و تشويق و أهمية مثل أفلام .

{ المنزل رقم ١٣ } ١٩٥٢ أول أفلام كمال الشيخ كمخرج و يعد هذا الفيلم ضمن قائمة أفضل 100 فيلم سينمائي في تاريخ السينما المصرية الفيلم بطولة فاتن حمامة و عماد حمدي و محمود المليجي وسراج منير و الفيلم عن قضية أحداثها حقيقية نشرت في جريدة المصري في اوائل الخمسينات و أصبحت قضية رأي عام كونها قضية غريبة من نوعها علي المجتمع .


قضية القتل بالتنويم المغناطيسي و القاتل هنا لا يقتل بنفسه بل يدفع أحد مرضاه النفسيين لقتل الأثرياء و الإستيلاء علي أموالهم تحت تأثير التنويم المغناطيسي 
وأثارت هذه الجرائم ضجة كبيرة حتي أصبحت حديث الساعة

ومن الأفلام الهامه و العظيمة التي تناولت جرائم القتل كان فيلم {ريا و سكينة} ١٩٥٣ 
هذه القضية التي أصبحت إحدي أهم القضايا الشائكة في مجتمعنا حتي وقتنا هذا رغم مرور أكثر من 100 عام على حدوثها و تناولتها السينما المصرية بشكل واقعي دون التهويل أو التهوين فأصبح هذا الفيلم هو أهم و أنضج من تناول هذه القضية رغم تناولها فيما بعد في السينما و المسرح و الإذاعة و الدراما بأشكال كوميدية مرات و شكل مبالغ فيه من خلال مسلسل ريا و سكينة لعلبة كامل و سمية الخشاب 
ويظل فيلم { ريا و سكينة ١٩٥٣ رائعة رائد الواقعية في السينما المصرية صلاح أبو سيف و سيناريو نجيب محفوظ و حوار السيد بدير و بطولة أنور وجدي مع فريد شوقي و شكري سرحان و سميرة أحمد و نجمة إبراهيم و زوزو حمدي الحكيم 


يظل هذا الفيلم هو الأهم و الاقوي فنيًا و جماهيريًا كونه ظل يعرض في دور العرض السينمائي لأكثر من أربعين سنة و أصبح واحد ضمن قائمة افضل 100 فيلم سينمائي في تاريخ السينما المصرية

وبالرغم من التجارب الهامة في تاريخ السينما العربية في هذه الأعمال إلا انه علي الجانب الاخر كانت هناك تجارب ساخرة فيها من المبالغة الكثير في تنول أحداثها 
مثل أفلام  …
{ سفاح النساء } ١٩٦٣ 
فؤاد المهندس و شويكار 
{ إحترس من الخط } ١٩٨٤
عادل إمام و لبلبه 
{ سفاح كرموز } ١٩٨٧
نورا و يونس شلبي

وبرغم نجاح مسلسل { سفاح الجيزة } الذي يعرض الآن و حديث وسائل التواصل الاجتماعي فهو ليس جديد و لا يرقي بمستوي هذه الأعمال السينمائية التي تم ذكرها { اللص و الكلاب ، المنزل رقم ١٣ ، ريا و سكينة}

ولكن يظل هذا المسلسل حاله فنية مختلفة و جديرة بالتحية و التقدير لصناعها لما بذلوه من جهد واضح و لافت للأنظار وإن كان الفضل كل الفضل يرجع لعوامل التقنية الحديثة التي تساهم بنسبة تكاد تصل ل ٨٠ ٪؜ من نجاح أي عمل فني خاصةً مثل هذه النوعية من الأفلام.

وبرغم قلة أو إنعدام كافة وسائل التقنية الحديثة في هذه الأفلام الهامه التي تم ذكرها إلا أنها إستطاعت ان تعيش و تقاوم الزمن و الأذواق و الأجيال و الأعمار 
بل و تشترك في أهم المهرجانات السينمائية في العالم و تحصد أهم الجوائز و تنجح نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير