الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

في ذكرى ميلاد أبو ضحكة جنان.. أهم المحطات في حياة اسماعيل ياسين

الجمعة 15/سبتمبر/2023 - 10:56 ص
الفنان اسماعيل ياسين
الفنان اسماعيل ياسين

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان اسماعيل ياسين، الذي يعد من أهم رواد الكوميديا في تاريخ السينما المصرية، و قدم رصيد كبير من الأعمال الفنية التي أصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية . 

 

 

في ذكرى ميلاد أبو ضحكة جنان .. أهم المحطات في حياة اسماعيل ياسين

 

 

ولد اسماعيل ياسين في 15 سبتمبر عام 1912 بمحافظة السويس، و هو الابن الوحيد لصائغ ميسور الحال، و توفيت والدته و هو لا يزال طفلا، حيث التحق اسماعيل بأحد الكتاتيب، ثم تابع في مدرسة ابتدائية حتى الصف الرابع الابتدائي، و عندما أفلس محل الصاغة الخاص بوالده لسوء انفاقه، ثم دخل والده السجن لتراكم الديون عليه، اضطر الفتى للعمل مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، فقد كان عليه أن يتحمل مسؤولية نفسه منذ صغره، ثم اضطر الى ترك المنزل خوفا من زوجة أبيه ليعمل مناديا للسيارات بأحد المواقف بالسويس، كان اسماعيل ياسين يعشق أغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب و يرددها منذ نعومة أظافره، و يحلم أن يكون مطربا منافسا له . 

 

 

نشأة اسماعيل ياسين 

 

 

اتجه اسماعيل ياسين الى القاهرة عندما بلغ من العمر 17 عاما في بداية الثلاثينات حيث عمل صبيا في أحد المقاهي بشارع محمد علي و أقام بالفنادق الصغيرة الشعبية، ثم التحق بالعمل مع الأسطى نوسة و التي تعد أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت، ثم تركها و اضطر العمل وكيلا في مكتب أحد المحامين، ثم عاد يفكر مرة ثانية في تحقيق حلمه الفني فذهب إلى بديعة مصابني، بعد أن اكتشفه توأمه الفني وصديق عمره وشريك رحلة كفاحه الفنية المؤلف الكوميدي الكبير أبو السعود الإبياري والذي كوّن معه ثنائياً فنياً شهيراً وكان شريكاً له في ملهى بديعة مصابني ثم في السينما والمسرح، وهو الذي رشحه لبديعة مصابني لتقوم بتعيينه بفرقتها وبالفعل انضم إلى فرقتها ليلقي المونولوجات في ملهى بديعة مصابني.

استطاع إسماعيل ياسين أن ينجح في فن المونولوج، وظل عشر سنوات من عام 1935- 1945 متألقا في هذا المجال حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، والذي كان يقوم بتأليفه دائماً توأمه الفني أبو السعود الإبياري.

 

 

البداية الفنية لاسماعيل ياسين 

 

 

 بدأ المشوار الفني لاسماعيل ياسين في عام 1939 و ذلك عندما عندما اختاره فؤاد الجزايرلي ليشترك في فيلم (خلف الحبايب). وقدٌم العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثاني من أشهرها في تلك الفترة (علي بابا والأربعين حرامي) و(نور الدين والبحارة الثلاثة) و(القلب له واحد). وقد قدٌم إسماعيل ياسين أكثر من 166 فيلم في حياته، في عام 1944 جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه أنور وجدي فاستعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) أمام الوجه الجديد ماجدة

 

استطاع ياسين أن يكون نجما لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير، وكانت أعوام 52 و53 و54 عصره الذهبي، حيث مثل 16 فيلما في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر.

وعلى الرغم من أن إسماعيل ياسين لم يكن يتمتع بالوسامة والجمال، وهي الصفات المعتادة في نجوم الشباك في ذلك الوقت، فإنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير عندما كان يسخر من شكله وكبر فمـه في معظم أعماله. وهكذا استطاع أن يقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزا، مما دفع المنتجين إلى التعاقد معه على أفلام جديدة ليصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة.

وفي عام 1954 ساهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكوّن فرقة تحمل اسمه بشراكة توأمه الفني وشريك مشواره الفني المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عاما حتى 1966 قدّم خلالها ما يزيد على 50 مسرحية بشكل شبه يومي وكانت جميعها من تأليف أبو السعود الإبياري.

 

بداية من عام 1955 كوّن هو وتوأمه الفني أبو السعود الإبياري مع المخرج فطين عبد الوهاب ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية وتاريخ إسماعيل ياسين و‌أبو السعود الإبياري أيضاً فقد عملوا معاً في أفلام عديدة.

و يذكر أن 30% من الأفلام التي قدمها نجم الكوميديا كان وراءها المخرج فطين عبد الوهاب، وكانت تحمل أغلبها اسم إسماعيل ياسين، حيث أنتجت له الأفلام باسمه بعد ليلى مراد، ومن هذه الأفلام إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش - إسماعيل ياسين في البوليس – إسماعيل ياسين في الطيران – إسماعيل ياسين في البحرية – إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين – إسماعيل ياسين طرزان - إسماعيل ياسين للبيع، والتي كان معظمها من تأليف أبو السعود الإبياري.

ولازمه في هذه الأفلام الممثل رياض القصبجي الشهير بالشاويش عطية، حيث كانت مشاهدهما – ولا تزال إلى الآن - محطة هامة في تاريخ الكوميديا والتي يستمتع بها الجمهور حتى الآن بسبب المفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية والمقالب التي يدبراها لبعضهما البعض كما شاركهما التمثيل في بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسي.

 

بدأ نجمه ينحسر في الستينيات في المسرح و السينما شيئًا فشيئًا لأسباب عديدة منها ابتعاده عن تقديم المونولوج، و تكرار نفسه في السينما والمسرح بسبب اعتماده على صديق عمره (أبو السعود الإبياري) في تأليف جميع أعماله، و مرض القلب، وتدخل الدولة في اﻹنتاج الفني في فترة الستينيات، و إنشاء مسرح التليفزيون. تراكمت عليه الضرائب و الديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية في عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وشارك هناك في بعض الأفلام القصيرة، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى وعاش فيها فترة صعبة للغاية إلى أن وافته المنية نتيجة أزمة قلبية حادة في مايو من عام 1972.

وفاة اسماعيل ياسين 

 

توفي الفنان اسماعيل ياسين في 24 مايو عام 1972 أثر اصابته بأزمة قلبية قبل الانتهاء من تصوير دوره في فيلم “ الرغبة و الضياع ” بطولة الفنان نور الشريف .