ذكريات حرب أكتوبر.. الجنرال محمود الجوهري يخلع زي كرة القدم ويرتدي ملابس الحرب
مع مضي أيام شهر اكتوبر تظل الذكرى العطرة التي تذكر المصريين والعرب بأيام الانتصار في 6 اكتوبر 1973 ، والأبطال الذي بذلوا أرواحهم ودمائهم فداءا لهذا البلد، ومن بين الفئات الذين شاركو في هذه الملحمة كانو رجال الرياضة وكرة القدم الذي شاكر منهم الحديد في الحرب والاخر الذي كان يدعم الجيش بكل الاساليب حتى وصل الامر إلى مشاركة لاعبو كرة القدم في خطة الخداع الاستراتيجي حينما اقاموا مباراة كرة القدم بين فيقي المحلة والطيران، عشية 6 اكتوبر، ومن بين لاعبي كرة الكرة الذين خلعوا قميص الرياضة ليرتدوا البدلة العسكرية والمشاركة في الحرب كان الجنرال محمود الجوهري، الذي يعد من أشهر وأكبر المدربين في تاريخ الكرة المصرية ، وكان لاعب موهوب ومميز بين جدران النادي الأهلي وشارك في تحقيق إنجازات كثيرة مع المارد الأحمر والمنتخب الوطني وكمدرب صاحب ألقاب كثيرة مع الأهلي والزمالك والمنتخب الوطني.
الكابتن محمود الجوهري كان أحد ضباط الجيش المصري وقت الحرب سنة 1973 وشارك في حرب أكتوبر ضد العدو الإسرائيلي وانتهي من الخدمة وتخرج برتبة عميد في سلاح الإشارة.
لم يكن محمود الجوهري محظوظاً كلاعب كرة قدم بسبب كثرة الإصابات، ولكن برغم ذلك كانت مسيرة محمود الجوهري مليئة بالإنجازات والبطولات مع الأهلي ،وقد أنهت الإصابات مسيرة الجوهرى بعد 10 سنوات فقط من لعب كرة القدم داخل جدران القلعة الحمراء ونهت إصابة القطع في الرباط الصليبي عام 1965 التي تعرض لها الجوهري مسيرته .
"قصة بطل".. الجوهري يخلع زي كرة القدم ويرتدي ملابس الحرب
ورغم ذلك حقق الجوهري خلال هذه الفترة 8 بطولات عبارة عن 6 بطولات دوري وبطولتين لكأس مصر مع الأهلي.
بينما مسيرته الدولية كانت حافلة و مليئة بالأرقام التاريخية حيث حصل مع المنتخب الوطني بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1959، وتوج هدافًا للبطولة وقتها برصيد 3 أهداف سجلها كلها في مرمى إثيوبيا في مباراة واحدة "هاتريك" بها حصل علي لقب الهداف.
ويذكر بأن الكابتن محمود الجوهري هو الوحيد الذي حقق لقب البطولة كلاعب وكمدرب بعدما قاد الفراعنة للقب البطولة في بوركينا فاسو 98.
وكانت تلك البطولة صعبة للغاية على المنتخب الوطني ، لانها تلعب فى أجواء صعبة ودرجة حرارة عالية وتوقيت مبكر ، فيما كان يتواجد داخل البطولة عديت منتخباعت مرشحة بقوة علي اللقب وأهمهم الكاميرون وكوت ديفوار والمغرب والجزائر وجنوب أفريقيا وغانا ومنظم البطولة بوركينا فاسو.
وقال وقتها كابتن محمود الجوهري تصريحه الشهير قبل انطلاق البطولة : "المنتخب المصري قد يحتل المركز الثالث عشر في تلك البطولة"، واقتنص لقب كأس الأمم الأفريقية 1998، رغم تصريحه الشهير ليعود اللقب الغالي إلى أحضان المصريين بعد غياب طال 12 عامًا.
وقاد بعدها الكابتن محمود الجوهري لتدريب عدة أندية ومنتخب الأردن أيضاً وأصبح واحد من أهم الخبراء الكرويين الكبار ومنسقًا ومخططًا عامًا للكرة الأردنية ومشرفًا عليها، وعرض عليه نفس المنصب داخل المنظومة الكروية المصرية للاستفادة من خبراته الواسعة التي جعلته أحد أشهر مدربي العالم في كرة القدم، ولكنه رفض وتمسك بمواصلة نجاحاته مع الكرة الأردنية حتى أصبح أحد ملهمين الجماهير الأردنية وبطلها القومى.
وانتهت مسيرة واحد من أعظم الشخصيات المصرية الكبيرة فى عالم كرة القدم محمود الجوهري بعد صراع مع المرض استمر لايام تعرض لها بجلطة دماغية أدت إلى نزيف حاد بالمخ فى 30 أغسطس يوم السبت من عام 2012 ميلادية لينقل على إثرها إلى أحد المستشفيات الكبرى في العاصمة الأردنية عمان حيث أعلن الأطباء عن وفاته إكلينيكيا وفي صباح يوم الاثنين 3 سبتمبر عام 2012م توفي محمود الجوهري عن عمر يناهز الرابعة والسبعين بعد أزمة قلبية حادة.
أقيمت له جنازة عسكرية في الأردن شارك فيها الأميرعلي بن الحسين نقل إلى القاهرة في طائرة عسكرية، ورحل عن عالمناً الكابتن الخلوق محمود الجوهري أبنائه اللاعبين المصريين والأردنيين وكبار الشخصيات الرياضية وهم يودعونه في صدمة كبيرة لمحبينه من جماهير الكرة المصرية والعربية.