أحمد مراد فى حوار لـ " مصر تايمز ": السينما و الفن هما اللي بيحركوا أي حاجة في الدنيا.. وما يحدث فى فلسطين أمر بشع.. وتحويل رواية " ارض الإله" لعمل سينمائى يحتاج تكاليف كبيرة
كشف الكاتب و المؤلف أحمد مراد عن إمكانية تقديم القضية الفلسطينية بالسينما المصرية و عن إمكانيته تقديم عمل فني يطرح فيه القضية الفلسطينية، و العوائق التي قد تواجه طرح هذه القضية بالسينما، و عن إمكانية تحويل رواية “ أرض إله ” لعمل سينمائي، تفاصيل أكثر تحدث عنها أحمد مراد فى هذا الحوار لـ “مصر تايمز”.
رأي أحمد مراد في إعادة طرح القضية الفلسطينية..؟
" أكيد طبعا لازم يتم إعادة تقديم القضية الفلسطينية لأن السينما و الفن هما اللي بيحركوا أي حاجة في الدنيا، هي اللي بتدي Alarm هي اللي بتعرفك المريض بيحس بإيه، هي اللي بتدي تأريخ لحاجات فاتت، هي اللي بتدي طرح للي بيحصل دلوقتي،الناس تبدأ تستوعب، المهم إن الحاجة تتعمل صح و تكون جذابة و مفهومة جدا و واصلة للكبير و الصغير ”
من وجهة نظرك ما هى العوائق التي قد تواجه تقديم القضية الفلسطينية فى السينما..؟
“ القضايا الخاصة بالسياسة لازم تتحرك في إطار من التوافق مع الدولة، لإن النهاردة لما تعمل فيلم و الفيلم ده ممكن يكون محطوط في وقت غلط أو بيطرح شئ بزاوية ممكن تؤدي إلى تداعيات أخرى، لإن الناس ملتهبة جدا دلوقتي بسبب البشاعة اللي بتحصل في فلسطين، فا طبعا النهاردة التون اللي بتتحدث بيه الدولة لازم يكون واحد و لازم كل الناس متوحدة على طبيعة الأمر، علشان احنا في لحظة النهاردة احنا منطقة ملتهبة جدا مش عارفين هتودي المنطقة فين و كأننا بنصنع التاريخ من أول و جديد".
"القضية لم تنتهي و الجريمة لم تنتهي، و لازم في يوم من الأيام هتنتهي، جريمة بقالها 75 سنة، فأنا أعتقد إن لازم يبقى فيه توافق بين الإرادة السياسية و الإرادة الفنية علشان العمل يدي الرسالة الصح، و على الأقل صانع العمل يكون عنده المعلومة الصح يقدر يصنع بيها العمل بتاعه، ميكونش بياخد الموضوع بتاعه من إحساس فقط موجود، و ياما أفكار كتير بتبقى حلوة و لكنها مش مستندة على الحقيقة اللي محدش يعرفها ” .
هل ترى أن هناك فيلماً استطاع أن يتناول القضية الفلسطينية..؟
“ أعتقد إن الفيلم اللي يتعمل عن فلسطين و نقول إن ده الفيلم اللي بيلخص القضية بشكل سليم لسه متعملش، بس أقصد أقول مفيش الفيلم اللي يقدر يطلع برة، و إن أزمتنا الأساسية هي إن احنا بنكلم نفسنا طول الوقت، احنا بنصرخ في بعض، احنا بنقدم تحليلات لبعض، و إن لازم يبقى فيه فيلم يعبر مستواه للآخر و الآخر يفهمه، لأن القوة إنك تأثر في الإنسان اللي مش مصدقك، لكن احنا مشبعين بأزمة فلسطين ”.
هل يمكن أن تقدم فيلم عن القضية الفلسطينية..؟
“ أكيد طبعا لو فيه موضوع و حصل إلمام بيه بشكل كويس، و أنا حسيت إن عندي قدرة إني أقدم فيه شئ فعلا يساعد و هيكون فعلا ليه تأثير، أكيد مش هتردد أبدا، لإن هي قضية بعيدا عن إن هي مؤلمة و بتمس كل إنسان في الوطن العربي، بس هي في الآخر قضية درامية تحمل الكثير من المقومات اللي تخليها عمل فني رائع و مؤلم في نفس الوقت، و مؤثر بشكل كبير على الجمهور، الأهم إنها تؤثر على الجمهور الذي لا يعرف سواء جيل جديد أو الأجانب و الغربيين اللي أن بلتمس العذر في إن بعضهم معندوش وصول للحقيقة، هو بيشوف إعلام مضلل و بيديله صورة معينة عن الوضع، و فيه اللي بيصدقوا كل حاجة بتتقال ”
هل تعتقد أن هناك عوائق رقابية قد تمنع طرح القضية الفلسطينية من جديد..؟
“ معنديش فكرة لإني لم أتعرض لهذا الأمر من قبل و أنا كتبت رواية أرض الإله و كانت بتتحدث عن اليهود و إزاي زيفوا التاريخ، و إن كل إنسان على الساحة بيتكلم بيبقى ليه تون، بيبقى ليه طريقة في التعبير عن رأيه، ف مثلا فيه ناس بتلجأ لتويتر ف بتدخل تقول رأيها اليومي أو كل ساعتين يقول أنا حاسس بإيه، و فيه ناس بتكتب مقال على الفيسبوك، و ناس بتحط صورة على إنستجرام علشان تعبر، أنا بالنسبالي كأحمد بعبر إن أنا بكتب رواية أو بعمل فيلم، يعني في رواية 1919 عبرت عن وطأة الإنجليز و الاحتلال على مصر بما لا نعرفه، لإن ده من أصعب الحاجات اللي عديت في حياتنا و قدرنا ننتصر فيها
"لما جيت اتكلمت عن القضية و مقدرش إنها ببتتكلم عن القضية الفلسطينية لإن كان لسه الأزمة محصلتش، و لكن أنا جسدت ازاي اليهود توغلوا في كل حاجة في وقت معين من الزمن المصري و أدوا إلى تداعيات نعاني منها لحد النهاردة في الشخصية بتاعت موردخاي مثلا في أرض الإله، ف كلمتي كانت موجودة في أرض الإله في المنطقة دي، و تعرضت برضه في تراب الماس إلى منطقة معينة في التعامل مع الصهيونية، و أنا ضد فكرة إن الواحد يقول كلمة على اليهودية لإنها ديانة يجب أن تحترم، و لكن أنا بتكلم على الصهيونية و فكرة سرقة الأرض من أهلها، ف أنا لما باجي أتكلم ده التون بتاعي، و لكن أنا معنديش واقعة معينة تقول إن حد يقولي اوعى تتكلم في كذا، لإن زي ما احنا شايفين الدولة بتحث الناس على التعبير عن رأيها و النزول و سايبة النقابات شغالة، و كل الناس تنزل تعمل وقفات احتجاجية، لإن ده شئ محدش يقدر أبدا إنه يخفيه ”
كيف يكون الفن مرآة للمجتمع..؟
“ أعتقد إن احنا لو بنتكلم هنلاقي إن المنطقة بتاعت اللحظة اللي اتعمل فيها هذه الأفلام كان على الناحية الأخرى شعبان عبد الرحيم عمل أغنية قال فيها أنا بكره إسرائيل، الفن يتحرك بما يحدث في المجتمع، و التون لو فيه مشكلة كبيرة فبتلاقي الفن يبدأ يعبر عن هذه المشكلة، و إذا حصل سنوات من الثبات و لا أقول سنوات من السلام، سنوات من الثبات العام اللي هو مفيش أحداث معينة لا في السلام ولا في الحرب ولا في أي حاجة مفهومة بتحصل، ستجد إن ارتباط الفن دايما بما يحدث يعني مقدرش أشعل قضية هي أصلا هادية ماشية بشكل ساكت، و أنا أعتقد إن الانفجار اللي حصل في الفترة الأخيرة هو نتاج صمت كبير جدا سواء من المستوى الفلسطيني أو المستوى الدولي عامة، كل شئ تعطل بقاله فترة، ف ده كان بينذر إن فيه بركان هينفجر و ده اللي حصل بالفعل، من هنا هتلاقي الأعمال اللي هتتناول فلسطين في الفترة الجاية، و اعتقد من بعد رمضان ده هيبقى فيه تفكير في عمل كامل يتناول فلسطين بشكل جيد ”
هل تفكر فى تحويل رواية أرض الإله لعمل سينمائي..؟
“ رواية أرض الإله جزء منها بتتناول سيرة النبي موسى و أعتقد ده شوية دراميا هيكون صعب، لإنه هيحتاج تكاليف عالية لإنه عمل تاريخي فرعوني يدور في زمن قديم بين أحمس طارد الهكسوس و بين الزمن البطلمي و توغل اليهود في إسكندرية الفترة دي، ف ده عمل محتاج إمكانيات جبارة في الإنتاج، و لازم يكون فيه شركة إنتاج قوية تقدر تتحمل ده، و أنا نفسي أحوله و لكن لازم يجي في وقته لما يكون تكاليفه متوفرة ” .
كيف ترى الوقفات الاحتجاجية الاخيرة لبتضامن مع القضية الفلسطينية..؟
"الوقفات الاحتجاجية مش معمولة علشان تغير الموقف، و لكن هي بتوصل إن فناني هذا العصر رافضين للفكرة دي كلها و أنا أعتقد لو رجعنا لسنة 19 هتلاقي إن من أوائل المظاهرات اللي خرجت هي المظاهرة بتاعت نجيب الريحاني و سليمان نجيب و روز اليوسف، و اتضرب عليهم نار و دول كانوا فنانين مصر، خرجوا و كانوا بيغنوا الأغنية قوم يا مصري بتاعت سيد درويش، أعتقد إن ده مظهر شعبي للتاريخ بيقول فيه فئة من الفنانين الواعيين رافضين لهذا الأمر، فا ساعتها احنا بنحرك بعض و اللي مش فاهم بيفهم، و اللي مش قادر يتعامل بيتعاطف على الأقل، و إن لازم نقدر إن كل بني آدم ليه ظروفه في التعامل، و مش كل الناس لازم تكون زي بعضها في التعامل على السوشيال ميديا و التحرك، و إن الأزمة عمرها ما هتيجي أبدا من إن البني آدم تفاعل ازاي، المهم إنه في الآخر مكانش ضد، مكانش مش موافق على اللي حصل في المستشفى و الناس اللي بتموت، ده أهم حاجة، ده انسانيا حتى بعيدا عن الدين أو أي حاجة تانية .