رانيا محمود ياسين لـ"مصر تايمز": دور الفنانين تقديم الملاحم البطولية في فلسطين
علقت الفنانة رانيا محمود ياسين عن أحداث فلسطين، وعن كفاح شعبها ضد انتهاكات الكيان الصهيوني ومحاولة طرده من أرضه، وعن دور السينما المصرية في طرح هذه القضية، وعن العوائق التي من الممكن أن تحول دون تقديم ذلك.
هل ترى أن السينما المصرية يجب أن تعيد تقديم القضية الفلسطينية؟
وقالت رانيا محمود ياسين في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"إحنا كفنانيين دورنا نقدم الملاحم البطولية اللي موجودة سواء في فلسطين أو مصر أو أي دولة عربية في الدراما ونجسدها في السينما لأن دورنا مش إننا نمسك سلاح ونروح نحارب دورنا نعمل ونعبر عن ده في أعمال درامية مختلفة سواء للتعبير عن القضية الفلسطينية.
وعن رأيها في ما تم تقديمه من اعمال حول القضية الفلسطينية ترى أن القضية الفلسطينية "إتقدمت بس مش بشكل كافي لما نيجي ندور هنلاقي آخر حاجة اتعملت عنها كانت مسرحية"الطريق إلى القدس"ومن بعدها مشوفش حاجة اتقدمت عن القضية الفلسطينية وأنا عملت مسرحية كانت إسمها ليلة الحنة بطولة الأستاذة الكبيرة سميحة أيوب وتأليف الكاتب الثائرة رحمها الله فتحية العسال وكنا عاملين عرض مسرحية عن القضية الفلسطينية إسمه ليلة الحنة.
وعن تفاصيل العرض المشرحي كشفت الفنانة أن العرض كان "بيتكلم عن عريس وعروسة بعد إنتهاء ليلة حنتهم وبكرة الفرح بيضرب الكوبري اللي بين قريتهم والعريش فا بيكملوش الفرح، وبنتكلم فيها عن القضية والمقاومة وكان من إخراج الأستاذة الكبيرة سميحة أيوب.
وأشارت إلى أنه كان يتم استخدام مفرقعات تشبه ما يحدث في الواقع، مؤكدة أن: “كان الجمهور بيتنفض من الخضة من كتر القنابل اللي كانت بتتفرقع لوصف حالة الذعر اللي كان فيها المواطن الآمن في فلسطين جراء الإحتلال الإسرائيلي الغادر الكلام ده حصل 2005 ومن ساعتها ومشوفتش أي عرض مسرحي بيتكلم عن فلسطين”.
وترى الفنانة أن السبب وراء قلة الأعمال المشابهة :أنه غالبا يكون هناك هاجس إن أي عمل وطني في السينما أو المسرح مش هينجح ومحدش هيتفرج عليه والمنتجين بيخافوا يقدموا أعمال وطنية إلا إذا كانت الدولة مشرفة على هذا العمل زي مسلسل الاختيار، فا إحنا عندنا حالة قلق إن مفيش منتج موافق يعمل كدا لازم يكون حد عنده نزعة وطنية زي الأستاذة فتحية العسال الله يرحمها والـأستاذة سميحة أيوب ربنا يديها الصحة والله يرحمه هشام سليم وأنا ومجدي كامل كلنا كنا مؤمنين بالقضية الفلسطينية وحابين نعمل العمل ده حتى لو مش هنكسب.
وتابعت انها سبق وقدمت في مسرح التليفزيون عرضا بعنوان “نازلين المحطة الجاية” والذي حسب وصفها “كسر الدنيا” ، وكان عمل اجتماعي سياسي كوميدي وفلسفي عملنا ليلة الحنة بعدها ب15 يوم لأن ما كنش عليه إقبال جماهيري لأن دايما متصدرة للناس فكرة إن العمل الوطني عمل تقيل وإحنا جايين ننبسط طول ما الفن يعامل معاملة الترفيه والتسلية هتفضل دي نظرة الناس للفن وهتفضل كل القضايا المهمة اللي أنت عايزة تعرضها مش عارف تعرضها.
وأعربت عن تخوفها من أن يتقبل الناس “فكرة إنه جاي يتسلى وينبسط الفن مش تسلية ومش ترفيه فقط فيه جزء منه للتسلية والترفيه لكن بيطرح رسايل لابد من أننا نسمعها ونتأثر بيها ونحظر منها وندق ناقوس بعض القضايا اللي لازم الناس تحذر منها ونلقي الضوء على أدوار المقاومة أيا كانت في السابق أم في اللاحق”.
وتابعت “حاليا أن هناك نظرة و وعي جمعي لتثبيت فكرة أن الفن شئ خفيف ومسلي ومرفه فقط وأصبحنا لا نهتم بدور الفن التثقيفي أن فيه شئ لازم يطلع من هذا الأمر من هدف إلقاء الضوء على المقاومة في فلسطين أو في مصر زمان أو دلوقتي،فا هنعمل أدوار وطنية إزاي طول ما إحنا عندنا وعي جمعي إن التمثيل شئ ترفيهي فقط ودي كارثة لازم نشتغل عليها”.
من رأيك هل فيه عوائق رقابية أو إنتاجية تمنع تقديمها؟
“ما اعرفش العوائق جايه منين أنا بتكلم على أن الجمهور نظرته للفن أنه شيئ مرفه ومسلي ليس له أهمية بدليل”، بهذا علقت الفنانة حول سبب عدم إقبال الجمهور على الأعمال الفنية الوطنية، .
مشيرة إلى أنه لا يستطيع أي منتج إنتاج فيلم وطني أو فيلم عن القضية الفلسطينية بعيدا عن الرقابة فالمنتج هو الذي يكون لديه مشروع “يا يبقى عايز يعمله يا ما يعملوش فا بيرفضوا من البداية إنه عمل وطني فالميزانية هتكون كبيرة ،والجهات الإنتاجية تخشى إنتاج عمل ديني أو وطني لأن محدش هيدخله والناس بتحب العمل المسلي والترفيهي بس”.
ونقلت الفنانة عن والدها أنه كان يقول: “فين الأعمال الوطنية من بعد الأفلام اللي عملها فالجميع يتذكر ذلك فقط وقت الحروب،وطول مفيش حروب محدش بيتكلم عن كده فلازم تتطرح علشان لما يكون فيه حروب نكون إتكلمنا عن الحاجات دي فلو كنا اتكلمنا عن محمد الدرة اللي مات في حضن أبوه مكانش دلوقتي الناس هتبقى بتموت والأطفل بتموت كل يوم”.
من رأيك مين من الجيل الحالي مؤهل أن يقدم مثل هذه القضية؟
واكدت على استعدادها للعمل في مثل هذه الأعمال الوطنية ولو متبرعين:"إحنا مستعدين ننزل نشتغل الحاجات دي لو هيتم طرحها، و متبرعين نعبر عن صرخات الناس دي لأن دي بتكون وثيقة بتسجل الأعمال الإجرامية علشان متتكررش تاني بس للأسف مفيش حد بيسجل وراهم".
ما رأيك في تصريحات الناقد الفني طارق الشناوي أن السينما المصرية لم تقدم القضية الفلسطينية بشكل متعمق؟
وأجابت الفنانة: “هو حر في رأيه بس أنا شايفه أنها متقدمتش من الأساس من أخر مسرحية عملتها ليلة الحنة وأهميتها تتمثل فيه أنها من بطولة وإخراج سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب وأنها من تأليف الكاتب الراحلة الثائرة فتحية العسال اللي كانت بتقف بالأيام ساعة الثورة قدام وزارة الثقافة هؤلاء السيدات المحترمات قدموا هذا العمل عام 2005 ومن ساعتها مشوفناش حاجة اتكلمت عنها تاني وأنا اسعدني الحظ إني كنت عامله دور العروسة وهشام سليم الله يرحمه كان عامل دور العريس ومجدي كامل كان صديقه الثائر”.
ما المقترحات التي يمكن أن تقدم لإعادة طرح القضية الفلسطينية مرة أخرى في السينما المصرية؟
واختتمت مجيبة على السؤال : بأن الدراما المصرية مسلسلاتها اللي بتعرضها كل يوم، بل هي ملاحم مش مسلسلات، إحنا كل يوم عندنا دراما، وأن لا بد من تغيير الثقافة السائدة لأننا نخسر عقول بسبب “تحول الفن لغرض ترفيهي فقط لدى الوعي الجمعي عند الجميع مش الجمهور بس والصناع كمان”، وان الفنانين “متضامنين جدا مع القضية الفلسطينية وكذلك نقابة المهن التمثيلية ووقفنا يوم الوقفة التضامنية وبعض الفنانين راحت رفح.. وإن شاء الله يوم الخميس رايحين الهلال الأحمر".