"تجار الحرب".. ثلاثة رجال يستعدون لاستغلال العدوان على غزة لمصالحهم الشخصية
ذكرت صحيفة فايننشال تايمزالبريطانية في مقال لتوم فليتشر، سفير بريطانيا السابق في لبنان، بعنوان: "الجهود الدبلوماسية بشأن حرب إسرائيل وغزة تواجه أربعة تحديات صعبة"
قال فليتشر إن هناك "ثلاثة رجال يستعدون لاستغلال الأزمة" التي حدثت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.
الأول هو دونالد ترامب، الذي أدى تخريبه لمصداقية أمريكا، وتشجيعه لليمين الإسرائيلي المتشدد، وخلخلة النظام القائم على قواعد ثابتة وسعيه لتولي رئاسة أمريكا مرة أخرى
والثاني هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو رجل انتهازي يتوقع أن يؤدي الصراع إلى تشتيت انتباه الديمقراطيات الليبرالية وتقسيمها واستنفاد طاقاتها".
والثالث هو المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الذي يأمل في أن يؤدي البؤس الذي يظهر على الشاشات في جميع أنحاء العالم الإسلامي إلى دفن آمال إسرائيل والولايات المتحدة في التطبيع مع الدول العربية لعقد آخر، ومنع التحالفات بين أعدائه".
ودعا فليتشر إلى إثبات خطأ هؤلاء الرجال الثلاثة ،مشيرا إلي إن هذا ما حاول الأمريكيون فعله بعيداً عن
الكاميرات.
واضاف أن بايدن قال لحلفائه في العلن: "نشعر بألمكم ونحن نساندكم .. ولكن تمهلوا".
وفي السر كانت الرسالة حازمة: "لا تقع في فخ نصبته إيران، حماس هي العدو، وليس المدنيين الفلسطينيين، لا تتصرف مثل الوحش لهزيمة الوحش" .
ويرى فليتشر أنه يجب على المجتمع الدولي الآن "أن يجتمع على أربعة تحديات، وكلها صعبة".
أولاً: تخفيف المعاناة غير المقبولة عن المدنيين في غزة، ولكن كيف نوفر للفلسطينيين في غزة نفس الأمن الذي نريده للإسرائيليين؟
ثانياً: أن نظهر لإسرائيل أننا سنعمل معها لملاحقة المسؤولين عن هذه "الأعمال المروعة" ومحاسبتهم.
ثالثاً: منع التصعيد عبر الحدود الإسرائيلية/اللبنانية أو من الحوثيين في الخليج.
رابعاً: إعادة بناء الشعور بوجود شركاء محتملين للسلام على جانبي الطاولة.
وحث فليتشر الناس على مواصلة الحديث عن "متى ستنتهي هذه الأزمة، وكيف ستنتهي؟"، إذ إن الدبلوماسية تصبح صعبة في زمن الاستقطاب والغضب. "لكن ليس لها بديل أفضل".
واستشهد هنا بتعليق "جورج ميتشل، صانع السلام الأمريكي العظيم"، الذي توسط في اتفاق السلام في أيرلندا الشمالية، والذي قال "استمرت الدبلوماسية 700 يوم من الفشل، لكنها حققت النجاح في يوم واحد".
ويقول فليتشر إن "نقطة البداية هي أن يكون لدى كل من الفلسطينيين والإسرائيليين الحق في الأمن والعدالة والفرص في الأراضي التي يمكنهم تسميتها أرضهم، وعندما يوجه رجل مسدسه نحو طفل، فإن غريزتنا الأولى يجب أن تكون حماية الطفل".
ويشير إلى أن التدخل في الشرق الأوسط ليس دون عواقب، "لكن علينا أن نستخدم الدبلوماسية الصارمة والهادئة، ويمكننا أن نساعد أصدقاءنا على تجنب الأخطاء، ويمكننا أن نحرم ترامب وبوتين وخامنئي من الانتصارات" التي يتطلعون إليها