الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

صوتي مش هيطلع مش هقدر أغني والبلد حزينة.. عبد الحليم يفكر في الإعتزال

الإثنين 30/أكتوبر/2023 - 05:10 م

في وقت الأزمات التي تمر بها البلاد أكثر من يتأثر بهذه الأحداث هو الفنان خاصةً إذا كان مطرب و مطلوب منه أن يحيي حفلات هنا وهناك ويغني بكل حب وفرح ويوزع إبتسامات وضحكات ويتبادل السلامات والتحيات مع كل معجبيه من الصغير للكبير .


ومن يكون إنه أهم مطرب عربي في الوطن العربي حتي يومنا هذا و رغم رحيله منذ ما يقرب علي خمسين عاماً إلا أنه لا زال المطرب الأول و الأهم 
العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الإسم وحده يكفي ولا يستطيع أحد مهما كان ومهما تحدث أن يفي هذا الفنان حقه فلم نري فنانا في تاريخ الأمة العربية وصل لقلوب الشعب مثل عبد الحليم حافظ.

 

لايزال صوته مسموع وأغانيه ملء السمع 


وبمناسبة ما يمر به العالم بصفه عامه و تمر به مصر والوطن العربي بصفة خاصة فقد مرت ظروف مشابهة عاشها العندليب الأسمر في هزيمة يونيو 1967 فكانت الأمة العربية كلها في نكسة و محنه وكان عبد الحليم حافظ و هو صوت مصر النابض وصوت الثورة الحي قد تأثر بشكل كبير مما جعله يعزف عن مواصلة فنه وإعتذر عن إقامة الحفلات سواء عامة أو خاصة و سافر إلي قريته الحلوات بمحافظة الشرقية منعزلا شريدا باكياً علي ما آلت إليه أوضاع البلد بل وكاد أن يعتزل الفن مكتفياً بما قدمه

 

إلا أن علم الموسيقار محمد عبد الوهاب بذالك الأمر الذي جعله يتواصل معه عن طريق الموسيقار محمد الموجي و الموسيقار كمال الطويل للخروج من عزلته وبالفعل ذهبوا له لقريته برسالة من محمد عبد الوهاب يرجوه فيها أن يراه علي وجه السرعة وكان عبد الحليم حافظ يحترم و يقدر محمد عبد الوهاب بشكل كبير جداً فعلي الفور ذهب له ووجد عنده صفوة من الفنانين و المثقفين في مصر كلهم في إنتظار العندليب حتي يغرد من جديد فقال لهم {صوتي مش هيطلع إزاي أغني والبلد حزينة } ولكن إصرار الجميع أمامه علي مواصلة عمله جعلته يبكي من أمام هذا الإصرار و الحب.

 

وعاد العندليب يغرد من جديد وكتبت الصحف والمجلات بعودته التي كادت ألا تكون لولا تدخل محمد عبد الوهاب  و بدأ حفلاته وبكي فيها علي المسرح وتأثر الجمهور ببكاءه .
 

ولكن كان قبل أن يغني أي أغنية في أي حفلة من حفلاته  كان يغني أغنية { أحلف بسماها و بترابها } كلمات عبد الرحمن الأبنودي و ألحان كمال الطويل وكان يرددها بكل حرارة ويسمع صدي صوته مع تفاعل الجماهير له في كل حفلة وكانت عبارة عن رسالة يرسلها للعالم كله في مقولة { ما تغيب الشمس العربيه طول ما أنا عايش وسط الدنيا } يعبر فيها عن حال كل مصري و عربي حر شريف 


وظل يرددها حتي شاء الله السميع العليم بنصر أكتوبر المجيد عام 1973
 

وغني وقتها  { عاش اللي قال } ثم إتبعها بـ { صباح الخير يا سينا }