القضية الفلسطينية وإعادة طرحها بالسينما المصرية
وتستمر المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم، نجد في كل يوم وكل ساعة استشهاد عدد كبير من الأطفال والنساء والرجال لا حول لهم ولا قوة، وقصف عدد كبير من المستشفيات والمنازل والمساجد على يد الكيان الصهيوني الذي لا يعرف معنى الإنسانية والرحمة وأنني دائما أتساءل أي عرف أو دين أو شرع يحلل قتل ناس عزل ليس لهم ذنب في أي شئ، هذا الأمر أكبر من كونه دولة محتلة دولة أخرى، الأمر له تداعيات أكبر من تخيلاتنا، صراع ممتد منذ أكثر من 75 عام .
أنني دائما على قناعة تامة إلى درجة يقين أن الفن مرآة المجتمع وأن الفن تأثيره أقوى لدى الجمهور، ولذلك يجب على الفن أن يكون له دور فعال في القضية الفلسطينية، أنا أتفهم أن نقابة المهن التمثيلية ونجوم الفن لم يقصروا في دعم القضية الفلسطينية، ولكن يجب أن دور الفن في دعم القضية يكون أقوى من ذلك، أقولها وبشكل صريح أتمنى أن يتم تقديم أعمال فنية تتناول وتطرح القضية الفلسطينية، نحن في ظل الأحداث العصيبة التي تمر بها فلسطين في الوقت الحالي يجب أن يتم إعادة تقديم القضية الفلسطينية من جديد، ولكن يبدو أن هناك عوائق من جهات الإنتاج لطرح القضية الفلسطينية، لأننا في وسط أحداث يجب أن يتم تقديمها وتأريخها بالسينما المصرية .
وعندما تطرح القضية الفلسطينية بالسينما المصرية يجب أن يكون فيلم ضخم نستطيع أن نخاطب العالم من خلاله لأن القوة في أنك تؤثر في الأشخاص الذين لا يصدقونك، ومن وجهة نظري أن السينما المصرية حتى وقتنا هذا لم تقدم فيلم عن القضية بشكل عميق على عكس ما شاهدناه في أفلام عربية مثل “ باب الشمس “ للمخرج الكبير يسري نصرالله الذي سبق و عرض في مهرجان كان، وفيلم " 200 متر " الذي ناقش القضية بشكل عميق وسلس بنفس الوقت، وأن الأفلام المصرية التي تناولت القضية الفلسطينية كانت تتناول الموضوع كخط فرعي من الخطوط الدرامية للفيلم ولكن لم تتطرق للقضية بشكل متعمق كافيا .
يجب على جميع صناع الفن جهات إنتاج ومؤلفين ومخرجين وممثلين أن تقدموا عمل ضخم عن القضية الفلسطينية نخاطب من خلاله العالم ويؤثر به، مثلما قدم شاروخان فيلم " MY NAME IS KHAN " استطاع هذا الفيلم أن يؤثر في العالم ويبرز الصورة الحقيقية والصحيحة للإسلام وأن الإسلام ليس دين تطرف كما يدعي الغرب، يجب أن نقدم أيضا فيلم ضخم يصنع تأثير في العالم كله ويصنع توعية للمجتمع الغربي والعالم بالمعاناة الحقيقية التي يعانيها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية التي ممتدة منذ عام 1948 والله وحده يعلم متى سينتهي هذا الصراع .
أنتم القوة الناعمة التي لديها تأثير قوي في الوطن العربي، يجب أن تستغلوا هذا التأثير في دعم القضية ومخاطبة العالم كله وأن لم تجعلوا الأمر مقتصر على مخاطبة بعضنا البعض لأننا كعرب مشبعين بالقضية الفلسطينية، ويجب على جهات الإنتاج أن يفكروا في هذا الأمر وتقديم أعمال ضخمة تتناول القضية، و على الكتاب أن يبدأوا في العمل على كتابة نص جيد و مميز يؤثر في الجميع عن القضية الفلسطينية لأننا لدينا كتاب متميزين ومبدعين كفيلين أن يقدموا هذا العمل مثل مدحت العدل وعبد الرحيم كمال وأحمد مراد وخالد دياب وشيرين دياب، أن لدينا أيضا كوادر كبيرة في الإخراج والفنانين، لذا الموضوع يتطلب شجاعة كبيرة وخطوة جريئة من جهات الإنتاج .