السر وراء ارتباط البطيخ بالقضية الفلسطينية.. BBC تسلط الضوء على التضييق على مظاهرات غزة في أوروبا .. وتطرح الحل بفكرة قديمة
سطلت BBC البريطانيه الضوء على عمليات التضييق التي تشهدها دول أوروبية، خاصة في مناصرة الفلسطينين ومنع المظاهرات في دول أوروبية، وفرض حالة من الحظر حتى في رفع الأعلام الفلسطينينة.
الأحمر والأسود والأبيض والأخضر ليست ألوان البطيخ فحسب، بل ألوان العلم الفلسطيني أيضاً، وبالتالي يمكن رؤية هذه الرمزية في أنحاء العالم أثناء المسيرات المؤيدة للفلسطينيين وفي عدد لا يحصى من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي مع استمرار التوغل الإسرائيلي في غزة.
لكن، هناك تاريخ وراء هذه الرمزية للبطيخ بعد الحرب بين العرب وإسرائيل عام 1967، سيطرت إسرائيل على غزة والضفة الغربية، وحظرت حمل الرموز الوطنية مثل العلم الفلسطيني وألوانه في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
في برلين أيضاً، لوح الناس بالأعلام الفلسطينية وحملوا رسماً لقطعة بطيخ أثناء تجمعهم للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وبما أن حمل العلم أصبح جريمة، بدأ الفلسطينيون برفع شرائح البطيخ بدلاً من العلم، كشكل من أشكال الاحتجاج.
وبعد توقيع إسرائيل والفلسطينيين على سلسلة اتفاقيات سلام مؤقتة، عُرفت باتفاق أوسلو عام 1993، اعتُرف بالعلم على أنه علم السلطة الفلسطينية، التي أقيمت لإدارة غزة وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وقال الصحفي في نيويورك تايمز، جون كيفنر في أعقاب توقيع اتفاق أوسلو: "في قطاع غزة، حيث كان يقبض على الشباب فيما مضى لحملهم شرائح البطيخ إظهارا لألوان علم فلسطين ذي اللون الأحمر والأسود والأخضر - يقف الجنود متفرجين، بينما تسير المواكب ملوحة بالعلم الذي كان محظورا ذات يوم".
وبعد عدة أشهر، في ديسمبر 1993، أوضحت الصحيفة أنه لا يمكن تأكيد مزاعم الاعتقال التي وردت في التقرير السابق، لكنها أضافت أن "متحدثا باسم الحكومة الإسرائيلية، قال، عندما سئل هذا الأمر، إنه لا يستطيع أن ينكر احتمال وقوع مثل تلك الحوادث".
ومنذ ذلك الحين، واصل الفنانون إنتاج أعمال فنية تستخدم البطيخ تعبيراًَ عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
ومن أشهر الأعمال الفنية لوحة للفنان خالد حوراني؛ ففي عام 2007 رسم حوراني لوحة لكتاب حمل عنوان "الأطلس الذاتي لفلسطين"، وكانت اللوحة عبارة عن شريحة بطيخة حمراء.
سافرت اللوحة التي تحمل عنوان "قصة البطيخ"، حول العالم، واكتسبت شهرة أكبر خلال الصراع بين إسرائيل وحماس في مايو 2021 وذاعت قصة البطيخ مجداً في وقت سابق من هذا العام.
ففي يناير2021 أصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، تعليماته للشرطة بإزالة الأعلام الفلسطينية من الأماكن العامة، وقال إن التلويح بها يعد "دعماً للإرهاب" فظهرت صور البطيخ خلال مسيرات المعارضة الإسرائيلية.
ولا يحظر القانون الإسرائيلي الأعلام الفلسطينية، ولكن يحق للشرطة والجنود إزالتها في الحالات التي يرون أنها تشكل تهديداً للنظام العام.
في عام 2007 رسم الفنان خالد حوراني لوحة شريحة البطيخ من أجل كتاب "الأطلس الذاتي لفلسطين".
وفي احتجاج بالقدس في يوليو، رفع المتظاهرون الإسرائيليون لافتات بألوان العلم الفلسطيني وصور شرائح البطيخ أو كلمة "حرية" بالألوان ذاتها.
وفي أغسطس/، ارتدت مجموعة من المتظاهرين قمصاناً عليها رسومات للبطيخ أثناء تجمعهم في تل أبيب للاحتجاج على خطط رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للإصلاح القضائي.
وفي الآونة الأخيرة، انتشرت رسوم البطيخ عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج على حرب غزة.
فعلى سبيل المثال، قامت الفنانة الكوميدية البريطانية المسلمة، شوميرون نيسا، بإنشاء فلاتر للبطيخ على تيك توك وشجعت متابعيها على إنتاج مقاطع فيديو باستخدامها، وتعهدت بتقديم جميع العائدات للجمعيات الخيرية التي تدعم غزة.
رفع المتظاهرون في القدس لافتات بألوان العلم الفلسطيني وعليها رسومات البطيخ أو كلمة "حرية"
ويلجأ بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشر رسومات البطيخ بدلاً من الأعلام الفلسطينية خوفاً من حجب حساباتهم أو مقاطع الفيديو الخاصة بهم من قبل شبكات التواصل الاجتماعي.
واتهم مستخدمون مؤيدون للفلسطينيين منصة إنستغرام في المضيّ باتباع "الحظر الخفي" وذلك عندما تتدخل المنصة للتأكد من عدم ظهور منشورات معينة في حسابات أشخاص آخرين.
لكن مراسل بي بي سي لشؤون الأمن الرقمي، جو تيدي، يقول إنه لا يوجد دليل على أن هذا يحدث الآن.
ويضيف: "لا يبدو أن هناك أي مؤامرة لمنع المستخدمين من نشر مواد مؤيدة لفلسطين. يستخدم الناس صور البطيخ في منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمون العلم الفلسطيني أيضاً بحرية ويكتبون عن الصراع علناً".
كان البطيخ يعتبر رمزا سياسيا لعقود من الزمن في فلسطين، خاصة في الانتفاضتين الأولى والثانية، واليوم كثيرون لا يعتبرون البطيخ فاكهة شعبية فحسب، بل رمزاً قوياً لدى أجيال من الفلسطينيين ولدى أولئك الذين يدعمون نضالهم.