بنت مصر.. السكندرية يارا سمير تحصل على لقب"معلم عالمي" من بين 130 دولة بعد المحاولة الثالثة.. وتؤكد: كنت في قمة سعادتي.. والوحيدة التي مثلت مصر بالهند (حوار)
تلقيت الخبر عن طريق رسالة عبر البريد الإلكتروني تهنئني بحصولي على لقب معلم عالمي، ولم أصدق ذلك لأنني كنت أقدم للسنة الثالثة، واستطعت أن أكون المعلمة الوحيدة التي تمثل مصر هذا العام، فالمنافسة كانت من بين 130 دولة، وهذه السنة السابعة للمسابقة.
استطاعت أن تُمثل مصر وترفع علم دولتها بمسابقة في الهند من بين 130 دولة، وتأخذ لقب "معلم عالمي"، وتؤكد أن أرض الكنانة تتمتع بنوابغ علمية وكوادر قوية، إنها المعلمة السكندرية يارا سمير، مدرس أول تربية موسيقية، بمدرسة كلية البنات القومية، حاصلة على العديد من الألقاب والشهادات التربوية والتخصصية، ومدرب دولي معتمد، وإلى نص الحوار:
• كيف تقدمتي لهذه المسابقة؟
سمعت عن المسابقة من خلال بعض الزملاء في مجال التدريب وبعض مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك"، وهي مسابقة تقيمها منظمة هندية عالمية تهتم بالتعليم، وتفتح بابها في شهر نوفمبر من كل عام، ثم تقدمت لها مرتين للحصول على لقب "معلم عالمي" ولم أُوفق ولكن هذه المرة الثالثة وصابت.
• ما الشيء المميز عن المرتين السابقتين اللتين قمتي بهما عند تقديمك للمسابقة ؟
كنت في كل سنة أحاول أضيف في سيرتي الذاتية ما يؤهلني وأعتقد أن من ضمن أسباب النجاح هذا العام هو إضافة مختلفة وهي مبادرة مجانية خاصة بي تُسمى "أيادي صديقة للتنمية والتطوير المهني"، وهي تخدم جميع المهن ليس المعلمون فقط، ونفذتها بنية الخير وكان عندي علم فياض وأريد أن أوصله لجميع من حولي، والحمدلله جازاني الله خيرًا عظيمًا.
• ما شعورك عند استلام الجائزة وتمثيل مصر؟
كنت في قمة السعادة وأنا أتسلم الجائزة وأرفع علم مصر عاليًا وأقول أنا مصرية ومصر مليئة بالكوادر والعلماء والمجتهدين والنوابغ.
• ما هي معايير وشروط المسابقة؟
أولاً يكون المعلم منتميًا لمؤسسة تعليمية، ثانيًا يكون عمل بمجال التدريس لمدة 5 سنوات، ثالثا يكون لديه تنمية مهنية ويكون إنسانًا معطاءً للمجتمع التعليمي ويمتد عطاؤه ليشمل المجتمع المحيط به.
• كيف تلقيتي خبر فوزك؟
تلقيت الخبر عن طريق رسالة عبر البريد الإلكتروني تهنئني بحصولي على لقب معلم عالمي، ولم أصدق ذلك لأنني كنت أقدم للسنة الثالثة، واستطعت أن أكون المعلمة الوحيدة التي تمثل مصر هذا العام، فالمنافسة كانت من بين 130 دولة، وهذه السنة السابعة للمسابقة.
• ما انطباع الدول الأخرى عن التعليم في مصر؟
دول كثيرة مثل الهند وكازاخستان بولندا كانت منبهرة بأن مصر بها كوادر ونوابغ وطلبت أن يكون هناك تعاون ثقافي علمي بيننا.
• إلى من تحبين أن توجهي الشكر؟
أحب أن أوجه الشكر أولاً لله سبحانه وتعالى، وثانيًا لأسرتي التي كانت تدعمني، زوجي وأبنائي الذين شجعوني على السفر للهند لتمثيل مصر، وثالثًا المعاهد القومية التي خرجت منها فلولاها لم أكن لأصل لهذا، حيث إن وحدة التدريب والجودة لدينا كانت نشيطة جدًا وهي التي وضعتني في أول الطريق، وكذلك لإشراك معلمي الأنشطة في تدريبات المعلمين على الرقمنة أيام جائحة كورونا.
ثم بعد ذلك الفرق التطوعية التي عملت معها وأخص بالشكر فريق "الرقي التكنولوجي للتدريب والتطوير" لأنه هو أول فريق شجعني وأنا عملت فيه كمدربة وأعطاني ثقة في نفسي، وتلاميذي الذين كانوا معي في المدرسة وكنت أرسل إليهم روابط ويتفاعلون معي، وأشكر بالطبع مصر.
• ما هي الجائزة؟
الجائزة عبارة عن شهادة تقدير وميدالية وكأس وافتخر إن عليها اسم مدرستي التي أعمل فيها وأنتمي إليها من يوم أن عملت في مجال التربية والتعليم، وكذلك الميدالية التي تعلن أنني معلم عالمي لسنة 2023، والكأس الذي كُتب عليه اسمي.
• كمعلمة موسيقى هل ترين اهتمامًا كافيًا بتدرسيها مثل باقي المواد؟
نعم هناك اهتمام سابق، بدليل مسرحة المناهج وتبسيط المناهج بعمل أغاني لها وبإذن الله يكون هناك اهتمام أيًضا في المستقبل.
• ما هي مقترحاتك لتطوير التعليم؟
نحتاج أن نهتم أكثر بالرقمنة، فهناك كوادر من المعلمين تستطيع أن تتعامل مع التكنولوجيا، تريد أن تُكتشف فقط وتنشر خبرتها من خلال الأدوات الرقمية وتنقلها لطلابها.
• ما هي رسالتك لزملائك المعلمين؟
كن معطاءً، ومحبًا لطلابك ولا تيأس، واسع للتطور والتقدم.
• ما هي طريقتك في التعامل مع طلابك؟
أستخدم بعض الاستراتيجيات في التعامل مع طلابي، أولها استراتيجية البحث العلمي، بمعنى أني أجعلهم يبحثون عن المعلومات عبر الإنترنت، ويكون الطالب هو محور المعلومة وليس أي شىء آخر، وبالرغم إنني معلمة لمادة نشاط إلا أنني كنت أطلب من طلابي البحث عن معلومات معينة وأعاونهم في ذلك، وكنت أستخدم معهم استراتيجية التعلم الذاتي، وأحثهم على تعليم أنفسهم واستخدام التعلم الرقمي، وأعلمهم كيفية الدخول إلى المنصات التعليمية واستخدام الروابط، والتعامل مع الرقمنة حتى وإن لم يكن هدفي هو إيصال معلومة منهجية معينة، حيث سيستخدمون ذلك مع معلمي المواد الأخرى.
• يوجد بعض التخوفات من إمكانية الذكاء الاصطناعي عمل بحث علمي متكامل مما قد يؤثر سلبًا على مستوى الطلاب، ما وجهة نظرك في هذا التخوف؟
أرى أن كل شئ له شقان إيجابي وسلبي، ويجب علي كمعلمة أعلم الطلبة كيفية استخدام الجانب الإيجابي، وذلك عن طريق استخدام استراتيجية المقارنة معهم، وهذه ضمن استراتيجيات التعليم المتبعة في القرن الـ21، فمن المفترض ألا يأخذ الطالب المعلومة من موقع واحد فقط، لكنه يجب أن يدخل على أكثر من موقع، ويقارن بين المعلومات التي تحصلها منهم، ويعرف المعلومة الصحيحة منهم، فاستخدام استراتيجية البحث العلمي مع استراتيجية المقارنة، سيؤدي إلى استخدام الطلاب للجانب الإيجابي والابتعاد إلى حد ما عن الجانب السلبي.
• من هو المعلم المثالي في وجهة نظرك؟
المعلم المعطاء الذي لا ينتظر مقابلاً، فهو يعمل لوجه الله وبالتأكيد سيكرمه الله ويُصبح معلمًا مثاليًا على مستوى العالم.
• ما هي نصيحتك للطلاب؟
أنصحهم بأن يهتموا بالتعلم الذاتي، وأن يأخذوا الجانب الإيجابي من الرقمنة والبعد عن السلبي، وأن يتأكدوا أنهم يستطيعون الوصول إلى أعلى المكانات، ورأيي أن أبسط الأشياء أروعها.