الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"عروج رايس".. السفينة التركية التى أشعلت التوتر في شرق المتوسط.. أحلام الفتى الطائش من التنقيب عن الغاز إلى السيطرة على شمال إفريقيا.. أردوغان يرى نفسه مزيجا من السلاطين

الأربعاء 16/سبتمبر/2020 - 10:48 م
السفينة عروج رايس
السفينة عروج رايس التركية

ظهرت السفينة "عروج ريس" في أغسطس الماضي، عندما أرسلتها تركيا إلى المنطقة المتنازع عليها مع اليونان شرقي المتوسط، للتنقيب عن الغاز، وصاحبها أسطول من القطع الحربية التركية.


وقبل أيام سحب إردوغان السفينة من المنطقة المتنازع عليها وأعادتها إلى مرفأ تركي، في خطوة اعتبرتها أثينا خطوة في الاتجاه الصحيح.


والجدير بالذكر ان السفينة التي أشعلت التوتر في شرقي المتوسط سميت"عروج ريس" احياء للتاريخ العثمانى واختيارالاسم  ليس من قبيل الصدفة في ظل سياسة رجب طيب أردوغان التي يوظف فيها الماضي لخدمة أهدافه.


وكان "عروج ريس"  شخصية تاريخية حقيقية، متأصلة في التاريخ العثماني حيث كان قرصانا ثم تحول بحارا عثمانيا وتعامل أولا مع الأمير "كركود" ابن السُلطان العثماني "بايزيد" الثاني ضد الصليبيين، ثم مع سلطان مصر بعد أن كان على الأمير أن ينجو بحياته بعد نزاع على الخلافة مع شقيقه.


أرسل عروج هدايا ثمينة إلى السلطان العثماني سليم الأول، الذي أرسل له في المقابل سفينتين وسيفين مزينين بالألماس.


واستولى عروج وإخوته في 1516، على الجزائر العاصمة وأخذوها من الإسبان، مما أجبر الحاكم السابق على الفرار، ثم طلب الحماية من الإمبراطورية العثمانية.


ويقدر الاتراك"عروج" بوصفه البطل الاسطورى العثماني،اختيارهذا الاسم التركى يأتي في نفس السياق توظيف أردوغان للتاريخ العثماني في سياسته التوسعية، وطموحة ان يصبح كالسلطان سليم الأول".


والدليل على ذلك اختياره إسم "عروج ريس" كأسم لسفينة الأبحاث التركية علاوة على  ذلك أن أردوغان يرى نفسه على أنه مزيج من العديد من السلاطين العثمانيين وليس سليم الأول فقط.


ووجاء ذلك وفق تقارير دولية ان أهداف الرئيس التركي تتجاوزمجرد التنقيب عن الغاز والخلاف على ترسيم الحدود البحرية مع اليونان بل انه توسيع نفوذها ليشمل شمال أفريقيا، من ليبيا إلى تونس والجزائر، البلد المرتبطة بعروج.


يرى الرئيس التركي السبيل الوحيد لتحقيق هذا الحلم هو "الاتحاد الأوروبي" المنقسّم و"حلف الناتو"  الطريق الوحيد لتقوية تركيا وتعزيز قوتها الإقليمية.