"ورثناها عن والدنا".. حكاية 3 أشقاء يصنعون مراكب الصيد من الأخشاب النادرة بسوهاج
يقضي العم "جمال" وشقيقيه "كامل وعبده" يومهم في ورشة ورثوها عن والدهم الحاج "احمد عبدالواحد" منذ 65 عامًا بمدينة أخميم بسوهاج، يصنعون المراكب من الأخشاب المختلفة، يبدأ يومهم في تمام الساعة الثامنة وينتهي بقدوم الليل، ينتظرون الصيادين ممن يآتون من محافظات أخرى.
صوت الشاكوش و منشار الخشب يخيم على جميع المنطقة، فلا يمر أحدًا بالقرب من مسجد "العمري" إلا ويسمع صوت دقات الشاكوش ويستدل على ما يبحث، الأشقاء الثلاثة "نار على علم" مثلما أطلق أهل الشارع عليهم، وأجري "مصر تايمز" بثًا مباشرًا معهم عن مهنتهم
وضاق الحال بصنعة المراكب مثلما حاوط سوء الظروف مختلف المهن عامة، فأصبحوا يعملون في مواسم نهاية العام أي انخفاض مياه الترع وكثرة صيد السمك، فيما عدا ذلك يعملون بشكل ضعيف أو كما يقول "عبده" "شغالين يوم ويوم، أيام نبقي زي الفل وأيام تمشي بالعافية والرزق على الله راضيين على كل حال".
ويقول "جمال" صاحب الـ65 عامًا: "أيدي تتلف في حرير اخدت على الصناعة النظيفة تطلع من تحت أيدي أحسن مركب ممكن حد يعمله، ويعيش معاك سنين وسنين ولو حصله كسر أو عيب أصلحه، من الآخر منتج أيدي يورث للأجيال لا يتلف ولا بيبوظ، زبايني من كل مكان في محافظات تانية، أصلنا اسم وشهرة".
وعن مراحل صناعة المراكب، يضيف "كمال" أنه يمر بعدة مراحل أولها هي تحديد حجم المركب والكثير من الخطوات أبرزها تقطيع الخشب حسب طوله المطلوب ونحته ومساواة جوانبه وتركيبه بالمسامير وتغطيته بالفايبر وأخيرًا طلاءه، وتركه أيام في الهواء الطلق ليجف.