هنا صُنعت كسوة الكعبة.. حكاية الحاج "أبو عبدالله" أقدم صانع نول في مشغل الخطيب بمحافظة سوهاج (فيديو)
من الساعة التاسعة صباحًا حتي الواحدة بعد الظهر، يجلس "زهران" أو كما يطلق عليه الأصدقاء "أبو عبدالله"، على قطعة خشبية يضع قدميه على أولها ويديه أمامه، ينسج النول ويصنع منه منسوجات مختلفة، قد تكون سادة أو متداخلة مع لون آخر، يقضي ساعات يومه بمصنع "الخطيب" بمدينة أخميم شرق محافظة سوهاج.
وأجرى "مصر تايمز" بثًا مباشرًا مع "أبو عبدالله" صانع النول في مصنع الخطيب، ونقل لمتابعيه كيف تُصنع المنسوجات المحلية ذات الجودة العالية بشرق سوهاج، متجولًا داخل المصنع ناقلًا صورة حية عما به من الآت يدوية قديمة تنسج الخيوط المتشابكة وترسم أشكالًا مختلفة.
ويعود تاريخ مصنع الخطيب لعام 1805 ميلادية، حيث أنشأه "حسين الخطيب" بمدينة أخميم شرق محافظة سوهاج، وبه صُنعت كسوة الكعبة وأفضل المنسوجات والمفروشات على مستوي الصعيد، فضلًا عن ضمه 200 عامل وإداري ومشرف، فكان يصدر منتجه إلى الدول المجاورة.
ويقول الحج "ابو عبدالله": "شغال في النول من 50 سنة وليا في مصنع الخطيب يجي 10 سنين، سمعت أن كسوة الكعبة كانت بتتصنع هنا، المصنع قديم وله تاريخ لا يمكن حصره في سطور ولكن فاتح بيتي وبيوت ناس كتير".
وعن طريقة صنع منسوجات النول، يضيف الصانع أنه يحرك قدمه لشد الخيط من الأسفل ثم يديه من اليمين لليسار ومن اليسار لليمين محركًا بَكرة خيط ملون ليمزجه مع النول، فيقول "البنات بتحط النول خام كله قدامي وبدخله في فتحات الآله بيطلع على شكل رفيع وقوي أشكل منه ما بدالي".
وعن الصعوبات التي لا تخلو منها أي مهنة عمومًا، يستكمل أنه فقد القدرة على النشاط كما كان من قبل، فقد بلغ من العمر 72 عامًا وهو يجلس على القطعة الخشبية، ويستكمل "عاوزة تركيز بصري ولو خيط اتقطع ومركزتش افكه من الأول وجديد، كذلك مجهود بدني جبار ونشاط كان عندي وقت الشباب اما دلوقتي صحتي على قدي".