الفنانة الإماراتية نجاة مكي: المرأة لها حضور لافت في المشهد التشكيلي العربي
قالت الفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي، إن العرب قريبون جدا من الحركة التشكيلية في العالم، وأن الفنان العربي يمتلك القدرة على الإبداع والتميز، وأن الدليل علي ذلك هو حضوره في الملتقيات والمعارض والمزادات الفنية العالمية التي تقام في الدول العربية أو الأجنبية وتستقطب الكثير من الزوار والمصممين وتجار الاعمال الفنية والقيمين علي الفنون في العالم العربي.
واعتبرت مكي، على هامش مشاركتها بإحدى الفعاليات الفنية التي أقيمت أخيراً بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر ، أن ذلك بحد ذاته دليل على التواجد في الساحة الفنية العالمية إضافة إلى التقدم التكنولوجي والإنفتاح في وسائل التواصل والذي سهل التواصل والتلاقي بين الثقافات المختلفة.
وأضافت نجاة مكي أن الحركة التشكيلية العربية في تطور مستمر، وأن ذلك يبدو ظاهراً وجليّاً، وتشهد زخما فنياً كبيراً وفعاليات ومعارض وملتقيات في كل بلدان الوطن العربي وتنافساً في مختلف مجالات الفنون التشكيلية.
وحول رؤيتها لمكانة المرأة في المشهد التشكيلي العربي، قالت مكي إن المرأة العربية اليوم تقف مع الرجل يداً بيد في مسيرة التنمية، وتحظى بحضور لافت على الخارطة التشكيلية وتشارك بقوة في مختلف المعارض والأنشطة الفنية، موضحة أن ذلك الحضور يؤكد على أن الفنانات التشكيليات العربيات امتلكن أدواتهن الفنية بشكل جيد وقادرات على الإبداع والتميز.
عن مشاركتها بمعرض تشكيلي تواكب مع مهرجان شعري خلال زيارتها لصعيد مصر، قالت مكي إن العلاقة بين اللوحة الفنية والقصيدة الشعرية علاقة متوازية بحيث أن العناصر والأسس التى تكون اللوحة هى نفسها تنطبق على القصيدة الشعرية، مشيرة إلى وجود العديد من التجارب التي تحوّلت من خلالها النصوص الشعرية إلى لوحات فنية.
وحول علاقتها باللوحة والفرشاة والألوان، قالت إن العلاقة التي تجمعها بلوحاتها وفرشاتها وألوانها أصبحت أسلوب حياة لا يمكنها التخلي عنه وأنها بدون تلك الأدوات تشعر بالغربة.
ورأت أن اللوحة جزء مهم في العملية الفنية لكونها المسطح لبناء الفكرة سواء كان ذلك المسطح قطعة خشب أو ورقة مسطحة أو شكل من الأشكال الهندسية، بينما تأتي الفرشاة كآداة يجب أن تحمل مواصفات حسب قناعة كل فنان بمدى امكانياتها حين يبدأ العمل.
وأضافت مكي أن اللون بالنسبة لها يمثل جانباً من السلوك الإنساني تتعامل معه بحذر واحترام وذلك لما له من تأثير نفسي على المتلقي، منوهة إلى أن الألوان بعضها يحمل سمة الراحة والاطمئنان والبعض يحمل صفة الإرهاق والاضطراب.
وحول عوالمها الفنية وشعورها وهي تمارس الفن وحين تنتهي من رسم لوحة، قالت مكي إن الدخول في موضوع فني هو بحد ذاته أمر يحتاج إلى وقت لتجميع الفكرة والتقاط العناصر والاحساس بها وتجميعها ثم فرزها والتخلي عن بعضها، وإعادة النظر مرة تلو أخرى حتى تبدأ بعض المعالم في الوضوح، وهنا يدور التساؤل في ترتيب العناصر حسب أولويات الفكرة المطروحة وكيفية إيصالها للمتلقى ثم يتم الانتقال للون ودرجته خاصة وأن لكل لون دلالته في العمل الفني.
ولفتت إلى أنها تميل إلى الألوان الفسفورية في الكثير من أعمالها التشكيلية، مؤكدة على أن الجمالية في استخدام الألوان الفسفورية مع خامات أخرى أو كلاهما معاً، يعكس طاقة إيجابية عالية يمكن أن تظهر بسهولة على هيئة ثلاثية الأبعاد باتجاهات متعددة وبرموز فنية مختلفة.
كما تحدثت عن ارتباطها بتراث وطنها وحضوره في أعمالها الفنية، وذلك باعتباره يمثل مصدر إلهام رئيسيا لديها، وأنها تعمل دائما في أعمالها على إبراز ما يحتويه ذلك التراث من قيم ومصادر جمالية وإعادة صياغة ذلك برؤية فنية خاصة.
يُذكرأن الفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي، حاصلة على درجة البكالوريوس، ثم درجتي الماجستير والدكتوراة في الفنون من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان المصرية، وهي أحد الوجوه التشكيلية التي أسهمت في تأسيس الحركة التشكيلية بوطنها الإمارات.
كما أشرفت وشاركت في تنظيم 29 حدثا فنيا، وشاركت في 20 ندوة وورشة وجلسة حوارية، وكان لها مشاركة كعضو لجنة تحكيم في أكثر من مئة مسابقة فنية إماراتية وعربية ودولية، ونالت 36 تكريما في وطنها الإمارات والوطن العربي والعالم.