فنانة تشكيلية تجسد واقع الحرب على غزة.. استغلت الجدران المدمرة لرسم لوحاتها الفنية
قررت الفنانة التشكيلية أمل أبو السبح (26 عاماً)، النازحة من معسكر الشاطئ غربي مدينة غزة، إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، استغلال جدار في منزل دمرته المقاتلات الحربية الإسرائيلية لتجسيد واقع الحرب على غزة.
وحملت الجدارية التي رسمتها أبو السبح، أرقاماً لأعداد الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء والطواقم الطبية والصحفيين الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية وحتى بداية العام الجديد 2024، فضلاً عن أرقام المنازل المدمرة آنذاك.
وضمّنت أعلى الجدارية رقم 2024 في إشارة إلى العام الجديد، مسحت محيطه بصبغة حمراء اللون، قاتمة، ورسمت صاروخاً إسرائيلياً يحلق فوقه.
وأسفل منه، رسمت مجموعة من الأطفال يقبعون تحت ركام مبنى مدمر يحاولون رفعه، فيما يعتلي هذا الركام مجموعة أخرى من الأطفال يرفعون علم فلسطين.
وقالت أبو السبح، إن هذه الجدارية تحمل "عدة رسائل أبرزها تمسُّك الفلسطينيين بأرضهم رغم الدمار المحيط بهم".
وأضافت: "هذه الجدارية الملونة بألوان تعكس المعاناة كالأسود والأحمر، محاطة بركام ودمار كبير في منطقة ادعت إسرائيل أنها آمنة".
وذكرت أنها تعمّدت وضع الأرقام على هذه الجدارية، لتأكيد أن "الشهداء المدنيين الذين يسقطون في الغارات الإسرائيلية ليسوا أرقاماً، وليسوا عسكريين إنما هم مدنيون آمنون".
وأوضحت أن هذا الدمار الذي "تشهده مدينة رفح بالتحديد، تنفي أي مزاعم إسرائيلية بـ"أمان هذه المناطق".
واستكملت قائلة: "يدعي المحتل أن هذه المدينة آمنة، فيما يجري الغدر بالمدنيين والنازحين فيه، واختراق حالة الأمان، من خلال قصف المنازل على رؤوسهم".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية، طالب الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة وشمال القطاع بالتوجه من شمال وادي غزة إلى المناطق الواقعة في جنوبه والتي تشمل المنطقة الوسطى ومدن دير البلح وخان يونس ورفح بزعم أنها آمنة لكنه يستهدفها بشكل مُركّز وعنيف.
وكانت القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام والتواصل بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمدينة غزة، إيناس حمدان، قد قالت: "إن ما يقارب 90% من سكان قطاع غزة نازحون".
ووفق مصادر رسمية فلسطينية وأممية، خلّقت الحرب المدمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، حتى السبت، 22 ألفاً و722 شهيداً و58 ألفاً و166 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة" دفعت أعداداً كبيرة إلى النزوح.