الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

قاضٍ مصرى يكشف تفاصيل "وثيقة بروتوكول سيفر 1956".. ويؤكد: بن جوريون اقترح مد أنابيب من سيناء إلى حيفا لتكرير النفط بعد علمه بأن شبه الجزيرة مليئة بالنفط

الأحد 07/يناير/2024 - 01:56 م
بن جوريون
بن جوريون

تتعرض مصر لمؤامرت على مدار تاريخها بسبب قوتها فى منطقة الشرق الأوسط ودورها الفاعل وحضارتها التليدة وأخرها ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى – على غير عادتها - فى 23 ديسمبر 2023 من أن إسرائيل وبريطانيا وفرنسا خططوا لأبعد من السيطرة على قناة السويس في حربهم على مصر عام 56 وأن الهجوم استهدف تدمير مصر اقتصاديا وعسكريا والتمهيد لنظام جديد بعد إسقاط نظام حكم الرئيس جمال عبد الناصر .

 

وكشف  الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة  فى دراسة جديدة له بعنوان " من قلب إسرائيل : وثيقة بروتوكول سيفر 1956 أشهر مؤامرة حربية موثقة في التاريخ الحديث ضد مصر " الأبعاد الحقيقية لتلك المؤامرة من خلال المصادر التاريخية لممثلى الدول الثلاث ذاتها فى أصعب ثلاثة أيام من 22 إلى 24 أكتوبر 1956 تم فيها تدبير أكبر مؤامرة فى التاريخ الحديث ضد مصر , وأنه ليس كشفاً جديداً لهيئة الإذاعة البريطانية تفاجئ به العالم على نحو ما تلقفه بعض الإعلاميين بالإشادة من خلال الخبر وقد فضحوها مرات عديدة وهى المعروفة بالتحريض ضد مصر منذ خمسينيات القرن الماضى حتى قبل نشر تقريرها.

 

وقد أثبت المفكر المصرى أنها معلومات مؤكدة بوثيقة بروتوكول سيفر 1956 كشف عنها مذكرات المتاَمرين أنفسهم فى نهاية حياتهم المشاركين فى المؤامرة الكبرى , بل وواصل المفكر المصرى التنقيب عن الحقائق من قلب إسرائيل ذاتها وأطروحة دكتوراه عام 1992 بعنوان (حملة سيناء 1956الجوانب العسكرية والسياسية) بالعبرية جامعة حيفا لموتي جولاني , وكتاب ديفيد تال عام 1997 وهو مؤرخ إسرائيلي نشرته جامعة أكسفورد ‏ بإنجلترا بعنوان ( حرب 1956: التواطؤ والتنافس في الشرق الأوسط لندن: فرانك كاس 2001). ونظراً لأنه تم تدمير النسخة البريطانية بأمر رئيس وزرائها الأسبق , وفُقدت النسخة الفرنسية , فقد سُمح بتصوير البروتوكول عام 1996 من النسخة الإسرائيلية بفيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية عُرض حينما حلت الذكرى الأربعين لحرب السويس. ونعرض للجزء الثالث من الدراسة المثيرة للقاضى المصرى بالحقائق وأدلتها التاريخية لا تقارير هيئة معلوم نيتها الدفينة تجاه مصر .

 

ويتناول القاضى المصرى فى الجزء الثالث مفاجأة مدوية من قلب إسرائيل أن بن غوريون اكتشف شبه جزيرة سيناء مليئة بالنفط واقترح مد أنابيب منها إلى حيفا لتكرير النفط  . و(6) نقاط تلخص المؤامرة على مصر وبن غوريون أضاف نقطتين و(7) مواد وثيقة المؤامرة وملحق إضافى (تعرف على خيوط المؤامرة) 

 

 

أولاً :  بن غوريون اكتشف شبه جزيرة سيناء مليئة بالنفط واقترح مد أنابيب من سيناء إلى حيفا لتكرير النفط

يقول الدكتور محمد خفاجى نقطة فى غاية الخطورة السرية , ألقى بن غوريون محاضرة عن تاريخ شبه جزيرة سيناء،وبين أهميتها الاستراتيجية لإسرائيل الكبرى , وعن رواسب النفط التي تم اكتشافها هناك وأنها مليئة بأجود أنوع النفط - أما عن خطط الاستكشافات التى أجراها بن غوريون عن مناطق الجودة للنفط المصرى فى سيناء فتلك لا يجب تناولها على الرأى العام وإنما تبقى أسرار لصالح البلاد - هذا بخلاف رؤيته عن مشاكل الطاقة الذرية.

 

وسجل بن غوريون فى مذكراته - مذكرات بن غوريون فى 25 أكتوبر 1956 – قوله : «لقد اُخبرت عن اكتشاف النفط في جنوب سيناء وغربها، وأنه سيكون من الجيد انتزاع شبه الجزيرة هذه من مصر لأنها ليست ملكًا لها، بل كانت ملكًا لنا». ثم أكمل " الإنجليز الذين سرقوها من الأتراك عندما اعتقدوا أن مصر في جيوبهم. اقترحت مد خط أنابيب من سيناء إلى حيفا لتكرير النفط وأظهر موليت اهتمامًا بهذا الاقتراح" 

 

ويرى بن غوريون أن تطوير الطاقة النووية فى شبه جزيرة سيناء موضوعا عزيزا على قلبه , ورأى فيه تحدياً تكنولوجياً من شأنه أن يساعد في تحويل إسرائيل إلى دولة صناعية متقدمة. وكانت المفاوضات مع الفرنسيين تدور حول إنشاء مفاعل نووي صغير للأغراض المدنية. ولم يُذكر أي شيء في هذه المرحلة عن التطبيقات العسكرية المحتملة لهذه التكنولوجيا النووية. لكن هذا كان الهدف النهائي لبن غوريون: إنتاج أسلحة نووية. وأعرب عن اعتقاده بأن الأسلحة النووية من شأنها أن تقوي إسرائيل بشكل لا يقاس، وتؤمن لها البقاء وتزيل أي خطر بحدوث محرقة أخرى لهم .

 

ثانياً : بن غوريون وجدها فرصة فريدة من نوعها أن تحاول قوتان ليستا صغيرتين الإطاحة بعبد الناصر

ويذكر قرر بن غوريون إلزام الجيش الإسرائيلي بالمعركة.  وفي مذكراته ذكر الاعتبارات الرئيسية التي أدت إلى هذا القرار المصيرى , للدفاع عن سماء إسرائيل بشكل فعال في اليوم أو اليومين اللذين سينقضيان حتى يبدأ الفرنسيون والبريطانيون في قصف المطارات المصرية. لقد كان هدف تدمير عبد الناصر حاضراً في المؤتمر بأكمله وكان هو الهدف الأسمى في ذهن بن غوريون. وكتب قائلاً: "إنها فرصة فريدة من نوعها أن تحاول قوتان ليستا صغيرتين الإطاحة بناصر، ولن نقف وحدنا ضده بينما يصبح أقوى ويغزو كل البلاد العربية... وربما كلها". سوف يتغير الوضع في الشرق الأوسط وفقًا لخطتى على حد زعمه .

 

ثالثاً : (6) نقاط تلخص المؤامرة على مصر وبن غوريون أضاف نقطتين جديدتين

ويشيرالدكتور محمد خفاجى إلى (6) نقاط تلخص المؤامرة على مصر وبن غوريون أضاف نقطتين جديدتين :

1- في الخطة أن تقرر إسرائيل كيفية بدء الأعمال العدائية في سيناء على وجه التحديد، لكن حكومتي فرنسا وبريطانيا أوصتا باتخاذ إجراءات تتعلق بقناة السويس

2- كان على إسرائيل أن تنفذ عملية تبدو وكأنها عمل حرب حقيقي حتى تتمكن الحكومتان الفرنسية والبريطانية من القول بأن القناة كانت في خطر

3- ستبدأ القوات الجوية الفرنسية والبريطانية في العمل بعد ما لا يزيد عن 36 ساعة من شن إسرائيل هجومها. 

4- في اليوم التالي ليوم الإنزال، سترسل الحكومتان الفرنسية والبريطانية رسالتين مختلفتين بعض الشيء، يطلق عليهما نداء وليس إنذاراً من أجل الحفاظ على سمعة إسرائيل الطيبة.(على حد زعم المؤامرة) 

5- لتعزيز الدفاع الجوي عن المدن الإسرائيلية في الفترة ما بين بدء الأعمال العدائية وتدخل الحلفاء، تعهدت فرنسا بنشر قاذفات مقاتلة في إسرائيل , ولكن كان من المقرر أن تُعطى هذه الطائرات علامات سلاح الجو الإسرائيلي لإخفاء هويتها الحقيقية. 

6- كان من المقرر أن يكون يوم الإنزال يوم الاثنين، 29 أكتوبر 1956، الساعة 1900 بتوقيت إسرائيل.

لكن بن غوريون أثار نقطتين جديدتين , أولهما طالب بأن الاتفاقية يجب أن تلزم بريطانيا صراحةً بالامتناع عن تفعيل المعاهدة الأنجلو-أردنية إذا هاجم الأردن أو العراق إسرائيل مقابل تعهد إسرائيلي بعدم مهاجمة الأردن

وثانيهما أراد من الحكومتين البريطانية والفرنسية أن تأخذا بعين الاعتبار مطالب إسرائيل الإقليمية، حتى لو لم تتمكنا من دعمها رسمياً. وقال: " لدى فرنسا وبريطانيا مصلحة حيوية في قناة السويس" ثم أضاف " مضيق تيران هو قناة السويس التابعة لدولة إسرائيل--- نعتزم الاستيلاء على مضيق تيران ونعتزم البقاء هناك وبالتالي ضمان حرية الملاحة إلى إيلات."

 

 

رابعاً : (7) مواد لبروتوكول سيفر بالمؤامرة ضد مصر 

يقول السطر الأول بديل الديباجة : "إن نتائج المحادثات التي جرت في سيفر في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 1956 بين ممثلي حكومات المملكة المتحدة ودولة إسرائيل وفرنسا هي التالية أسفرت عن سبع مواد رئيسية . 


تنص المادة الأولى على أن إسرائيل ستشن هجومًا واسع النطاق مساء يوم 29 أكتوبر بهدف الوصول إلى منطقة القناة في اليوم التالى , وتم وضع هذه الصياغة بهذا الخبث المستتر للتأكيد - كما أصر سيلوين لويد وزير الخارجية في عهد رئيس الوزراء انطونى إيدن  من أبريل 1955. وتزامنت فترة ولايته مع أزمة السويس فى العدوان الثلاثى في رسالته المؤرخة 23 أكتوبر 1956 إلى كريستيان بينو وزير الخارجية عن فرنسا بينو -  على أن الحكومتين البريطانية والفرنسية لم تدعيان أو تحرضان الحكومة الإسرائيلية على مهاجمة مصر، بل أشارتا فقط إلى رد فعلهما على مثل هذا الهجوم  


وتنص المادة الثانية على توجيه النداءات الأنجلو-فرنسية للأطراف المتحاربة بوقف القتال وسحب قواتهم إلى مسافة عشرة أميال من القناة , وأن مصر وحدها مطالبة بقبول الاحتلال المؤقت للمواقع الرئيسية على القناة من قبل القوات الإنجليزية والفرنسية.

 

وتنص المادة الثالثة على أنه إذا فشلت مصر في الامتثال، فسيتم شن الهجوم الأنجلو-فرنسي على القوات المصرية في الساعات الأولى من صباح يوم 31 أكتوبر. 

 

وتشير المادة الرابعة إلى نية حكومة إسرائيل احتلال الشاطئ الغربي لخليج العقبة وجزيرتي تيران وصنافير لضمان حرية الملاحة. ولم تتعهد الحكومتان البريطانية والفرنسية بدعم هذه الخطة، لكنهما لم تعربا عن أي معارضة لها.  



وفي المادة الخامسة تتعهد إسرائيل بعدم مهاجمة الأردن خلال فترة الأعمال العدائية ضد مصر وتتعهد بريطانيا بعدم مساعدة الأردن إذا هاجمت إسرائيل. وكان الغرض من هذه المادة هو التقليل إلى أدنى حد من خطر الصدام العسكري بين إسرائيل وبريطانيا على الجبهة الأردنية.  وجسدت المادة الخامسة موافقة بريطانيا على طلب إسرائيل بأنه في حالة وقوع هجوم أردني على إسرائيل، فإن المعاهدة الأنجلو-أردنية لن تدخل حيز التنفيذ , وذلك يعني أن بريطانيا وإسرائيل اتفقا على التواطؤ ضد مصر والأردن وكذلك. 

 

وتتطلب المادة السادسة من الحكومات الثلاث الحفاظ على سرية أحكام الاتفاقية بشكل تام. وأخيرا، تنص المادة السابعة  على أن أحكام البروتوكول ستدخل حيز التنفيذ بمجرد تأكيدها من قبل الحكومات الثلاث. 

 

خامساً : ملحق بروتوكول سيفر

ويعرض الدكتور محمد خفاجى نتائج المحادثات التي جرت في سيفر في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 1956 بين ممثلي حكومات المملكة المتحدة ودولة إسرائيل وفرنسا هي كما يلي:

1-شنت القوات الإسرائيلية مساء يوم 29 أكتوبر 1956 هجومًا واسع النطاق على القوات المصرية بهدف الوصول إلى منطقة القناة في اليوم التالي.

2-عند علمت الحكومتين البريطانية والفرنسية بهذه الأحداث، في يوم 30 أكتوبر 1956 على التوالي، وجهتا في نفس الوقت نداءين إلى الحكومة المصرية والحكومة الإسرائيلية على السطور التالية :                

للحكومة المصرية : ) أ) وقف جميع أعمال الحرب.   (ب) سحب كافة قواتها إلى مسافة عشرة أميال من القناة.  (ج) قبول الاحتلال المؤقت للمواقع الرئيسية على القناة من قبل القوات الأنجلو-فرنسية لضمان حرية المرور عبر القناة لسفن جميع الدول حتى التوصل إلى تسوية نهائية. 

للحكومة الإسرائيلية : (أ) وقف جميع أعمال الحرب)ب) سحب كافة قواتها إلى مسافة عشرة أميال شرق القناة.  بالإضافة إلى ذلك، سيتم إخطار الحكومة الإسرائيلية بأن الحكومتين الفرنسية والبريطانية طلبتا من الحكومة المصرية قبول الاحتلال المؤقت للمواقع الرئيسية على طول القناة من قبل القوات الإنجليزية الفرنسية.

ومن المتفق عليه أنه إذا رفضت إحدى الحكومتين، أو لم تعط موافقتها، خلال اثنتي عشرة ساعة، فإن القوات الأنجلو-فرنسية ستتدخل بالوسائل اللازمة لضمان قبول مطالبها.  (ج ) يتفق ممثلو الحكومات الثلاث على أن الحكومة الإسرائيلية لن تكون مطالبة بالوفاء بالشروط  الواردة في الاستئناف الموجه إليها، في حالة عدم قبول الحكومة المصرية الشروط الواردة في الاستئناف الموجه إليها من جانبها.

3-في حالة عدم موافقة الحكومة المصرية خلال الوقت المحدد على شروط الاستئناف الموجه إليها، فإن القوات الإنجليزية الفرنسية ستشن عمليات عسكرية ضد القوات المصرية في الساعات الأولى من صباح يوم 31 أكتوبر.

4- ستقوم الحكومة الإسرائيلية بإرسال قوات لاحتلال الشاطئ الغربي لخليج العقبة ومجموعة جزر تيران وصنافير لضمان حرية الملاحة في خليج العقبة. 

5-تتعهد إسرائيل بعدم مهاجمة الأردن خلال فترة العمليات ضد مصر.ولكن في حالة قيام الأردن خلال نفس الفترة بمهاجمة إسرائيل، فإن الحكومة البريطانية تتعهد بعدم تقديم المساعدة للأردن.

 6-يجب أن تظل ترتيبات هذا البروتوكول سرية تمامًا. 

7-  تدخل حيز التنفيذ بعد موافقة الحكومات الثلاث (توقيع)  ديفيد بن غوريون - باتريك دين - كريستيان بينو