حــسن فـــايــق.. الكوميدان الذي أبكى سعد زغلول
لم يكن مجرد ممثل ضاحك يرسم البهجة والسرور في قلوب الجماهير فقد كان واحداً من رجال ثورة 1919، يكتب المونولوجات التي تلهب مشاعر الشعب ضد الإنجليز بل ويهتف بها بنفسه في المظاهرات.
حسن فايق محمد الخولي أحد أهم صناع السعادة في تاريخ السينما العربية في أكثر من 300 فيلم سينمائي بخلاف تراث مسرحي و إذاعي و تليفزيوني.
ولد في السابع من يناير من العام 1898، في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، وبدأ مسيرته الفنية مبكراً عندما بلغ من العمر 16 عاماً، وانتقل للإقامة في الإسكندرية، بسبب عمل والده في الجمارك.
خلال الحفل الذي أقامه والده بمناسبة حصول ابنه على الشهادة الابتدائية، قدم حسن فايق أغاني الشيخ سلامة حجازي بأداء أعجب الحضور، ومن هنا ظهرت موهبته في الغناء والمونولوج.
في عام 1914 بدأ فايق احتراف الفن مع فرقة روز اليوسف في مسرحية فران البندقية، ثم انضم بعدها إلى فرقة عزيز عيد واستمر معها حتى عام 1917، وفى عام 1919 بدأ في إلقاء المونولوجات وكان يقوم بتأليفها بنفسه.
لعب حسن فايق دوراً مؤثراً في ثورة 1919، من خلال إلقاء المونولوجات الفكاهية التي تسخر من الإنجليز، وكان المتظاهرون يحملونه على الأعناق، ويسيرون به في الشوارع وهو يلقي المونولوجات الثورية التي يؤديها بخفة ظل، فيبهج المتظاهرين، وفي نفس الوقت يلهب حماسهم، وحدث أثناء الثورة أن مرض ولزم الفراش، فبعث إليه سعد زغلول يأمره بأن يعود إلى المتظاهرين ليلقي بينهم مونولوجاته الحماسية وكان هو من يؤلف هذه المونولوجات و يقوم بتحلينها و إلقاءها وكان يلقي هذه المونولوجات امام الزعيم سعد باشا زغلول قبل أن يلقيها على المتظاهرين.
وعن سر الضحكة الشهيرة التي ميزت حسن فايق طوال مشواره الفني، وأصبحت جزءا من شخصيته، قال حسن فايق في حوار صحفي { إنه اقتبستها من أحد المتفرجين الذي كان يجلس في الصفوف الأولى في المسرح، وكان يضحك هذه الضحكة سواء كان المشهد يستدعي ذلك أم لا، وكالغريب أن الجمهور من حوله كان ينخرط في الضحك عند سماع ضحكته، فأخذها عنه فايق.}
من أشهر أفلامه
{ سكر هانم وخطيب ماما والزوجة 13 وليلة الدخلة ولعبة الست وأبوحلموس والعيش والملح وشارع الحب وقمر 14 ونشالة هانم وحسن ومرقص وكوهين، و المهرج الكبير و شارع الحب و أحبك أنت و محبوبة الجماهير و تاكسي الغرام و نشالة هانم و دستة مناديل }.
أصيب حسن فايق بالشلل وظل يعاني من المرض طيلة 15 عاما حتى وفاته، وكان لإصابته بالشلل واقعة مؤثرة فقد كان جالسا في أحد المحال يحتسي فنجانا من القهوة، وارتعشت يداه وسقط الفنجان على حلته الأنيقة لكنه لم يجد من يساعده في إزالة بقع القهوة، فسقط على الأرض مغشيا عليه، وعندما استدعوا طبيبا لفحصه اكتشف إصابته بشلل نصفي.
عاش فايق في منزله بعد إصابته بالشلل دون مورد رزق يعينه على مواجهة أعباء الحياة، وعاني من تجاهل زملائه له وجحودهم عليه، وعلم الرئيس الراحل أنور السادات وبحاله فقرر صرف معاش استثنائي له.
ولكنه كان يكتب مقالات صحفية فنية في اخر ايامه كانت تعطي له دفعة معنوية و تشعره بالحياة
في يوم 14 سبتمبر من العام 1980 توفى صاحب أشهر ضحكة في السينما إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية في مستشفي المقاولون العرب.
رحم الله صاحب السعادة و البهجة