كأس الأمم الأفريقية ما بين أسود ونسور وفيلة.. قصص مثيرة وراء ألقاب الفرق الأفريقية
لقد اختار كل منتخب أفريقي لقبا يميزه عن غيره بهدف بث الحماس في نفوس لاعبيه ومشجعيه من جهة، وبث الخوف في نفوس لاعبي الفرق المنافسة من جهة أخرى. فما السبب وراء اختيار كل لقب من تلك الألقاب، التي أصبحت جزءا أساسيا من لعبة كرة القدم في أفريقيا؟
"الأسود غير المروضة تلتهم الأفيال، وثعالب الصحراء تنقض على المحاربين الشجعان، والنسور في مواجهة النجوم السوداء".
قد تجد هذه العناوين على صفحات إحدى الصحف أو المواقع الرياضية، ولا تفهمها إذا لم تكن متابعا جيدا لكرة القدم في أفريقيا، التي تتنافس منتخباتها في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 بكوت ديفوار.
لكن إذا كنت من عشاق الساحرة المستديرة وتعرف أدق تفاصيلها، فستعرف على الفور أن العناوين السابقة تعني: "الكاميرون تفوز على كوت ديفوار، والجزائر تنتصر على ناميبيا، ومالي في مواجهة غانا".
حيوانات الغابة
تشهد النسخة الحالية من بطولة كأس الأمم الأفريقية مشاركة العديد من المنتخبات التي تحمل ألقابا لحيوانات من حيوانات الغابة، بدءًا من الأسود مرورًا بالأفاعي والفهود ووصولًا إلى الأفيال.
ويلقب منتخب الكاميرون، الذي حصل على لقب البطولة خمس مرات، بمنتخب "الأسود غير المروضة". ونظرا لما يمثله الأسد من رمز للقوة والشراسة فقد اختارته عدة منتخبات رمزًا لها، بما في ذلك منتخب السنغال، حامل اللقب وأحد أقوى المرشحين للحصول على البطولة الحالية، والملقب بـ "أسود التيرانغا". وقد فضل السنغاليون إضافة كلمة "التيرانغا"، التي تعني "حسن الضيافة" باللغة المحلية، من أجل التفرقة بينه وبين باقي المنتخبات التي تحمل نفس اللقب.
وهناك أسود أخرى تزأر في البطولة وهي "أسود الأطلس" المغربية، نسبة إلى جبال الأطلس. وقد حققت الأسود المغربية إنجازا استثنائيا في نهائيات كأس العالم الأخيرة بقطر باحتلالها للمركز الرابع، كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز التاريخي.
ويلقب منتخب كوت ديفوار بـ "الأفيال"، إذ يعد الفيل هو الشعار الوطني لكوت ديفوار، التي كان لها تاريخ طويل في صناعة العاج. وهناك أيضا "الأفيال الوطنية"، وهو لقب منتخب غينيا.
يلقب المنتخب السنغالي بـ "أسود التيرانغا"
ويحمل منتخب أنغولا اسم "الغزلان السوداء"، وهي نوع من الغزلان المهددة بالانقراض والتي توجد في أنغولا وتتميز بالقوة والسرعة والحيوية.
أما لقب "الثعالب"، التي تتسم بالمكر والدهاء، فيطلق على منتخب غينيا بيساو، وكذلك على المنتخب الجزائري الملقب بـ "ثعالب الصحراء"، والذي يحمل أيضا لقب "محاربو الصحراء".
واختار منتخب الكونغو الديمقراطية لقب "الفهود"، نظرا لأن الفهد يتميز بالسرعة الفائقة والشراسة خلال ملاحقة فريسته، وبالتالي فإن اللقب يهدف إلى حث لاعبي منتخب الكونغو على اللعب بكل سرعة وقوة من أجل التغلب على الخصم.
ونظرا لأن النسر يعد رمزا للقوة والسرعة، فقد اختارته العديد من المنتخبات رمزا لها، مثل المنتخب النيجيري، الذي يعد أحد أقوى وأعرق المنتخبات في القارة السمراء، ومنتخب تونس الملقب بـ "نسور قرطاج"، بسبب ارتباط تونس التاريخي بالحضارة القرطاجية، التي كان رمزها الوطني هو النسر. وبالتالي، يأمل التونسيون أن يروا لاعبي منتخب بلادهم وهم يتحركون داخل الملعب مثل النسور من حيث القوة وخفة الحركة.
وقد اختار منتخب مالي أيضا لقب "النسر"، الذي يعد رمزا للدولة وله أهمية كبيرة في الأساطير الشعبية هناك.
يلقب المنتخب المصري بـ "الفراعنة" بسبب اعتزاز المصريين بحضارة الفراعنة التي تعد واحدة من أقدم وأعرق الحضارات في التاريخ
أولاد وملوك
تلقب مصر بمنتخب "الفراعنة"، بسبب اعتزاز المصريين بحضارة الفراعنة التي تعد واحدة من أقدم وأعرق الحضارات في التاريخ. كما يلقب المصريون بـ "ملوك أفريقيا"، وهو لقب يعكس مكانتهم في كرة القدم الأفريقية، إذ إن المنتخب المصري هو الأكثر حصولا على لقب البطولة بسبع مرات، من بينها ثلاث مرات على التوالي، أعوام 2006 و2008 و2010، في إنجاز تاريخي.
أما منتخب جنوب أفريقيا فقد اختار لقبا مختلفا وهو "بافانا بافانا" أو "الأولاد".
فمن ينتصر في هذا الصراع القوي ويصعد لمنصة التتويج في المباراة النهائية في 11 فبراير القادم: الملوك، أم الأسود، أم المحاربون الشجعان، أم الأفيال، أم الثعالب؟