تعليقا على أكبر خسائرهم في غزة.. محللون إسرائيليون يحذرون: «القوة لن تحسم الحرب»
حذر محللون وخبراء إسرائيليون من الصعوبات التي يواجهها جيشهم في قطاع غزة، رغم الفارق الكبير في ميزان القوى بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وكانت عملية استهداف قوات الاحتلال في وسط قطاع غزة أمس، بمثابة صفعة قوية استيقظت عليها إسرائيل صباح اليوم بأكبر حصيلة لقتلى خلال يوم واحد.
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن 24 جنديا إسرائيليا قتلوا في غزة خلال يوم واحد.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري للصحفيين إن 21 جنديا قتلوا في انفجار. وأضاف أن «مسلحين» أطلقوا قذائف صاروخية على دبابة، وفي الوقت نفسه وقع انفجار في مبنيين زرعت القوات فيهما متفجرات لتدميرهما. وانهار المبنيان على القوات.
«تذكير لجيش الاحتلال»
وفي تعليق لصحيفة «معاريف » العبرية حول الخسارة الفادحة التي مُني بها جيش الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية، قالت إن هذه العملية تذكير بأن المعركة في الميدان صعبة للغاية وإن القتال عنيف ولا يزال مستمرا.
وقال المحلل البارز بالصحيفة، طال ليف رام، إن عملية أمس، التي وقعت وسط قطاع غزة، تعبر عن «التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجه الجيش الإسرائيلي»، مشيرا إلى أنه لم يحدث أي تقدم في استهداف كبار قادة حركة حماس وقضية المحتجزين.
جنود بجيش الاحتلال في قطاع غزة
ولفت إلى أن هذا الأمر ينطبق على مناطق مثل خان يونس بالجنوب، وأيضا مناطق شمال القطاع.
وأكد أن هذا النوع من «حرب العصابات»، من إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات والعبوات الناسفة أو الكمائن، هي التهديدات الرئيسية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع، فيما تعمل المقاومة بشكل مستقل لتكبيد الجيش الإسرائيلي أكبر كم من الخسائر.
«فخ الموت»
أما المحلل رامي يتسهار، قال إن ما حدث هو أكبر كارثة منذ بداية التوغل البري، ووصف الكمين الذي أدخلت فيه المقاومة الفلسطينية جنود الاحتلال بـ«فخ الموت».
وتابع يتسهار في مقال بموقع «عنيان مركازي » قائلا إن ما حدث «قصة مذهلة ومؤلمة وفظيعة، لكنها تعكس الواقع»، متابعا «هذا حادث يثبت أنه لا إمكانية لكسب مثل هذه الحرب بالقوة بل بتسوية متفق عليها».
جنود إسرائيليون يبكون في جنازة جندي قُتل في قطاع غزة
وتابع: «من يحلم بالعودة إلى مستوطنات الغلاف مع الشعور بأننا نسيطر على القطاع من الناحية الأمنية، فعليه أن يفكر مرة أخرى».
فيما أكد المحلل العسكري لموقع واللا ، أمير بوحبوط، أن الحادث هو الأسوأ منذ بداية التوغل العسكري في قطاع غزة، مشيرا إلى حدوثه قرب مستوطنة كيسوفيم على مسافة 600 متر فقط من الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.
«لا منطقة سهلة في غزة»
ويعود محلل معاريف طال ليف رام، ليؤكد في لقاء إذاعي : «لا توجد منطقة في قطاع غزة سهلة، حتى لو كنت تعتقد أن الإجراء (الروتيني) على ما يبدو هو الاستعداد لليوم التالي الذي تريد فيه إبعاد التهديدات، فإن الجانب الآخر (المقاومة) يقوم بدراستك».
وأضاف: «سيتعين على الجيش الإسرائيلي التحقيق فيه (الحادث)، وتعلم الدروس».
واستطرد: «حادث صعب للغاية، هناك ما يمكن تعلمه واستخلاص العبر منه… ونفهم أنه ستكون هناك أحداث صعبة ودروس وأحيانًا إخفاقات ضمن هذه الحملة العسكرية الشاقة. وهذا ما يحدث في ساحة المعركة للأسف».
وفي تقرير آخر، قالت القناة 12 إن مكان الكارثة أصبح موقعًا ضخمًا للحطام وتم تعريفه على الفور على أنه حدث متعدد الضحايا.
ولفتت إلى أن عمليات الإنقاذ المعقدة استغرقت ساعات طويلة واستمرت من عصر أمس حتى الليل، وسط مخاوف من عمليات استهداف أخرى.
وفي الساعات الأولى التي مرت عقب الانفجار، تم تعريف العديد من الجنود على أنهم مفقودين أو قطع الاتصال معهم.
اعتراف بالمرارة
وأكد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، صعوبة الحادث قائلا: «لقد مررنا بالأمس بأحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب» مؤكداً أن الحدث يتطلب استخلاص المزيد من الدروس.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي بدأ تحقيقا في «الكارثة»، موضحا «يجب أن نتعلم الدروس اللازمة ونبذل قصارى جهدنا للحفاظ على حياة محاربينا».
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
وشدد الرئيس الإسرائيلي، يستحاك هرتسوغ، على أن معارك عنيفة تجري في منطقة صعبة للغاية، مؤكداً العمل على دعم القوات التي تعمل في غزة.
أيضا وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، أكد أن سقوط القتلى في صفوف قواته هو شرط لتحقيق أهداف الحرب، قائلا: «هذه الحرب التي ستحدد مستقبل إسرائيل لعقود قادمة، وسقوط المقاتلين شرط لتحقيق أهداف الحرب».
كذلك، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، إن «الحرب لها ثمن باهظ ومؤلم».