تفاصيل مناقشة رواية "العروس" للكاتب حمدى الجزار بمعرض الكتاب
ضمن محور الأعمال الروائية، نظمت قاعة فكر وإبداع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ندوة لمناقشة رواية "العروس"، الصادرة عن ديوان للنشر، للكاتب الروائي حمدي الجزار، وتناول الرواية بالنقد والتحليل والنقاش كل من: الناقد الدكتور غيضان السيد علي، والكاتبة الصحفية حنان عقيل، وأدار الندوة الشاعر والكاتب عيد عبد الحليم.
تفاصيل مناقشة رواية "العروس" للكاتب حمدى الجزار بمعرض الكتاب
وفى البداية، أكد الكاتب عيد عبدالحليم، أن رواية "العروس"، يتناول فيها الكاتب حمدي الجزار، ليلة رأس السنة، في داخل مطعم "العروس"، حيث يجتمع مجلس إدارة المطعم لتقديم كشف الحساب السنوي، وفي هذه الليلة بالتحديد، ينتظر الجميع إعادة توزيع الأسهم طبقًا لما يريد الحاج مرزوق عشم الله.
وأشار إلى أن الكاتب حمدي الجزار، هو روائي، وصدر له من قبل روايات "الحريم، سحر أسود، لذات سرية"، و"كتاب السطور الأربعة"، ونال جائزة ساويرس الثقافية عام 2006 عن روايته "سحر أسود"، وجائزة أفضل كتاب في معرض الكتاب عام 2015 وغيرها.
وقالت الكاتبة الصحفية حنان عقيل، إن رواية "العروس" ليست مرتبطة بأحداث بعينها ولكن الكاتب فتح الأحداث على مجموعة من الأجيال الجديدة عن ما يمر خلال السنوات الأخيرة، كما لاحظنا أن الراوى هنا هو السارد العليم، الضمير الغائب، على خلاف رواياته السابقة التى كتبها على لسان الشخصية الأساسية فى الرواية، لهذا السبب تجد أن رواية “العروس” انفتحت على عالم واسع يحدث فى زمن المضارع، وعودة إلى ماضى الشخصيات ونشأتها وتاريخها، وإشارات إلى مستقبل ما، عادة لا تقدم تفسيرات أو تأويلات بالرواية، فهو أمر خارج الرواية التى جرت بالفعل، وتذوق القارئ، وإن كنت ترى أن النهاية تتمسك بالأمل والتفاؤل، فهذا جيد وجميل.
وأضافت أن الرواية الجميلة يرتبط فيها كل تفصيل، وشخصية، وحدث، بالشخصيات الأخرى، كالعلاقة بين عزف آلات موسيقية عديدة، ومنفردة، تقوم جميعًا بأداء “سيمفونية” واحدة، فالنهايات ترتبط بالمقدمات، والمصائر دائمًا هى ثمرة الأحداث.
وأكد الناقد الدكتور غيضان السيد علي، أن الكاتب يسير على خط محفوظ، ولكن أكثر من ذلك يحاول التفوق عليه، وخاصة أن المكان هو البطل لأن العروس جاءت فى مطعم من ٧ طوابق، والتى تجسد الصراع بين شخصية الرواية.
وقال إن رواية "العروس" يتوافر فيها عالم خاص يحكيه لنا، وهو ينسج وفق نمط السرد الكلاسيكي، وهذه الرواية “العروس” تختلف في بنائها عن رواياته السابقة، ففي هذه الرواية يستخدم ضمير الغائب والفارق ليس بين صياغتين لغويتين ولكنه موقف السارد من العالم ووجهة نظر الراوي عن المروي عنه.
وواصل الدكتور غيضان، أن الكاتب ثرى جدا ونالت أعماله إعجابي، والتى تظهر أن الرواية تقوم على تشابك الشخصيات المعقدة مع بعضها البعض في "العروس"، وتتقاطع مصائرهم بطريقة مثيرة، وتكشف عن عالم مدهش يدور حول الصراعات والمعاناة في الطابق السفلي، والصراعات في الإدارة العليا، حيث تشكلت الرواية من 22 فصلا روائيا تمثّل متن الرواية، ونستطيع أن نقول أن ذهنية الكتابة الكبيرة حاضرة لدى المؤلف في هذه الرواية، فالرواية بها زخم هائل من الشخوص والحكايات.
وتابع أن الكاتب استطاع أن يوظف ضمير الغائب في الحكي، على خلاف ما صنعه في رواياته السابقة التي استخدم فيها ضمير المتكلم، والفارق ليس فارقا بين صيغتين لغويتين أو نحويتين لكنه تعبير عن موقف السارد من العالم المحكي عنه، أو وفق السرديات الجديدة وجهة نظر الراوي في المروي عنه.