كبير الأثريين لـ"مصر تايمز": أى تغيير فى هرم منكاورع يعد تغييرا للهوية
يقول الدكتور مجدى شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار،" إن الإعلان عن مشروع كساء هرم "منكاورع" فى هذا الوقت وبهذه السرعة لم يكن خطوة إيجابية تسبب فى حدوث جدل، فكان من المفترض والأفضل أن تتم بعد انتهاء المرحلة الأولى والمتمثلة فى عمل دراسة جدوى للمشروع وإنهاء أعمال الحفر حول الهرم ورؤية الأحجار، ومعرفة ما إذا كان ستكتمل هذه الخطوة أم لا"، مؤكدا أنه فى حالة عرض المشروع بشكل جيد فإنه مهما لاقى من هجوم فسينجح.
ويضيف لـ"مصر تايمز": هناك فرق مابين إعادة البناء وإعادة التركيب، ففى علم الترميم إذا كان هناك مبنى تدمر جزء منه نتيجة الظواهر الطبيعية كالزلازل أو الفيضانات أو الحروق فإنه فى هذه الحالة يمكن عمل إعادة بناء له، مثلما حدث فى معبدى أبو سمبل".
ويشير شاكر إلى أن هناك مواثيق دولية خاصة بالترميم مثل قوانين البندقية وفينسيا تقر بأنه لا يتم التدخل فى الأثر إلا فى حالة واحدة فقط وهى إذا كان يحتاج للحماية، ولو تم التدخل يكون بنسبة لا تزيد عن 20%، ويكون بلون مختلف وبحجر مختلف، موضحا أن جمال الشئ أحيانا فى أن يكون ناقص مثل برج "بيزا" المائل.
ويتوقع أن اللجنة العلمية من الممكن أن توافق على المرحلة الأولى بحيث يتم دراسة الأحجار طولها وحجمها، والمكان الذى ستوضع فيه وما إلى ذلك، على أن يتم استخدام أجهزة حديثة والصور والكمبيوتر.
ويتابع كبير الأثريين قائلا" اتوقع أن تنفيذ المرحلة الثانية سيكون أمر صعب ومعقد، هناك عدة تساؤلات يجب وضعها فى الحسبان أولا هل الأثر محتاج إلى حماية؟وهل الأحجار التى سيتم وضعها لن تؤثر على شكل الهرم وعلى الامتداد الكبير؟ وهل هناك لدينا كمية من الأحجار تكفى لارجاع الهرم كما كان؟ وهل سيتقبل الناس الشكل الجديد للهرم بعد الترميم؟، موضحا أن المشكلة تكمن فى أنه لا يوجد لدينا تصور عن شكل الهرم لا فى العصور الوسطى أو القديمة.
ويوضح أن اللجنة العلمية التى تم تشكيلها تضم عددا كبيرا من علماء وخبراء الآثار وبالطبع ستتبع الأساليب العلمية الحديثة، منوها أن عمر الهرم الأصغر يبلغ 4556 سنة وأى "لعب" أو تغيير فيه سيؤثر على الهوية المصرية باعتباره رمزا للبلد.
ويستطرد شاكر قائلا" أرجح المرحلة الأولى لكنى لا أنصح بالمرحلة الثانية فى الوقت الحالى على الاقل حتى نجد تكنولوجيا، من الممكن أن نرجع الشئ لأصله لكن هل سأضمن أن هذه الاحجار ستعيش ولا تكون حِمل على الهرم وتقلل من عمره، لا نستطيع توقع ما سيحدث، أرى أن نترك شئ للاجيال القادمة فنحن كدولة لا نمتلك إلا مجموعة من الآثار".
ويختتم كبير الأثريين حديثه قائلا" ترميم هرم منكاورع يحتاج إلى دراسة أكثر ووقت أطول، لذا أنصح بعدم التدخل إلا إذا كانت نتائج الدراسة مؤكدة مليون بالمائة، تم إبلاغ اليونسكو"