الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

معرض الكتاب يحتفي بتجربة الكاتب المغربي محمد شكري

الثلاثاء 06/فبراير/2024 - 05:52 م
معرض الكتاب يستضيف
معرض الكتاب يستضيف الكاتب المغربي محمد شكري

احتفى الصالون الثقافي، في أخر أيام الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بأدب الكاتب المغربي الراحل محمد شكري، أدار الندوة الشاعر والناقد الدكتور أحمد حسن، بمشاركة الناقد الكبير الدكتور صبري حافظ، والناقد والكاتب والمترجم د . سمير مندي والناقد المغربي الدكتور محمد مشبال.

 

وناقشت الندوة مشروع محمد شكري الأدبي ممثلا في رواية "الخبز الحافي "نموذجا".

 

في البداية قال أحمد حسن، أن محمد شكري، كان مدفوعا بالمغامرة والفضول وبرغم من جسارته وشجاعته إلا أن حياته كانت فوضوية، ورغم إنه كان يكتب عن تفاصيل حياته الدقيقة لكن يبدو في تصوره انه يشبه بفرسان العالم القديم وقدرته علي مواجهة الحياة بكل مرارتها.

 

وقال صبري حافظ، إن محمد شكري استطاع أن يكتب عالما مغايرا عن العوالم التي عرفها منذ بداياته في القرن العشرين واقتحم مناطق مسكوت عنها وكتب عنها بصدق وعفوية من الداخل وبصدق الي حد الصدمة الجارحة، ورصد تاريخ المغرب السياسي والاجتماعي المليء بالمتناقضات، مجموعة الكتاب الأوروبيين الذين ترددوا علي طنجة كتبوا عالم طنجة في رواياتهم ولكن محمد شكري عاش تجربة غير عادية وكتبها بطريقة غير عادية إلى حد كبير فهو خرج من الحرب العالمية الثانية وعاش في قاع المجتمع حينذاك وفي أكثر درجات خصوصيته كما أتيح له أن يكون جزء من العالم الثري أيضا فتحول من صعلوك صغير الي كاتب كبير بحق، والطريقة التي كتب بها هذا النص بالغ الخصوصية.

 

 

وسرد: حكي لي كيف ولدت رواية الخير الحافي، فعندما تعرف علي الكتاب الأوروبيين لم يكن يقرأ ويكتب في عمر ال26  ومع ذلك كان يجيد الفرنسية والإنجليزية من خلال تعامله مع الكتاب الغربيين، وعندما تحدث مع أحدهم وحكي لهم قصته فقال له ناشر انجليزي شهير إنه سينشر ترجمة لرواية تحكي قصة شكري ولكنه قال للناشر إنه كتب روايته بالفعل ولم يكن كتبها أصلا، ثم ذهب لكتابتها باللغة الإنجليزية وكانت أول رواية عربية تنشر باللغة الإنجليزية والفرنسية أولا ثم ترجمتها للعربية ، وربما جاء نجاح هذه الرواية بسبب إنه لم يتعمد الكتابة، فسياق كتابة الرواية هو سر طزاجة هذا النص.

 

أما الناقد سمير مندي فاوضح إنه مشغول برواية الخبز الحافي وكيف تمكن من كتابة السيرة الذاتية ، فنحن نكتب السيرة في التراث العربي القديم عن العظماء أو عن بعض العظماء الذين اثروا الحياة ، إذا فكيف نقرا السيرة الذاتية لمحمد شكري بين هؤلاء العظماء فإن السيرة الذاتية بالمعني القديم تضعنا امام إشكالية قبول سيرة شكري واظن إنه كان موفقا في اختيار عناوين سيرته، يقول شكري في مقدمة الخبز الحافي انه كتب سيرة الطيش والغوابة من قلب الظلام كما كتب طه حسين في الأيام وقام مندي بعمل مناظرة بين طه حسين و شكري حيث تتحول ذكريات شكري لاستدعاء سيرة الذعر في التاريخ القديم وأعرب عن عدم ولعه بسيرة الأيام لطه حسين فإن الصبي في الأيام يختلف تماما عن طه في روايته، وكان شخص آخر يتحدث عن طه حسين ونلاحظ في الأيام ان الراوي والاديب هو نفس الراوي ، ولنقل ان شخصية اديب هي الشخصية الموازية لطه حسين الذي استدعاه وكتبه، وهذا هو الخيال الموازي الذي كتب من خلاله طه حسين سيرته الذاتية في الخبز الحافي آفة الفقر لا تقل أبدا في ماسويتها عن العمي، ويقول سمير مندي أن الفقر والعمي وجهان لعملة واحدة ولكن يقول شكري إنه كتب ليحيي هذه الأرض الموات وهناك تفاصيل كثيرة رصدها الناقد الكبير سمير مندي بين سيرة طه حسين في روايتيه (الايام واديب ) وبين الخبز الحافي لشكري سيرصدها في دراسة وافية في وقت لاحق .

 

وعلي الجانب الأخر،  دكتور محمد مشبال الناقد المغربي الكبير واستاذ البلاغة قال إنه يمني نفسه بقراءة محمد شكري من منظوره كأكاديمي ولكنه استثمر تجربة معايشة ظهور أعمال شكري الذي قراها بالفرنسية في البداية والسؤال الذي بهمه، لماذا هذا الاهتمام الكبير الذي خلقه أدب محمد شكري فهذا الأمر يحتاج لدراسه مستقله ولكنه طرح بعض الإجابات لأنه يعتقد أن هناك تضخيم ما هو نفسه ساهم فيها ، فاستحضر السياق الأدبي في مطلع الثمانينيات في المغرب حينما ظهرت هذه السيرة وانبهر بها قراء المغرب رغم انها كتبت في بداية السبعينيات، فالقاريء المغربي في تلك الفترة كان يقرا أدب مختلف وكان يقرا طاهر بنجليون وكان شخصية مختلفة تماما  فإذا انتقلنا الي بلاغة تجريبية في بعض النصوص لكتاب آخرين من المغرب وفي تلك الفترة لم تكن تصلنا نماذج من الرواية المصرية ، فكل الكتب التي كانت متداولة في المغرب كانت مشرقية أكثر، وكان عدد الروايات المغربية قليل جدا وكذلك النقاد ، وأوضح أنهوكان هناك بؤسا في خيال الرواية المغربية في ذلك الوقت ولابد من وضع منتج محمد شكري في حوار مع ما كان ينتج في سباق ما كان يقدم في حينها ، وأن كانت السيرة الذاتية لمحمد شكري تكمن في صورته كمؤلف وقد استثمر فترة فقره الذي امتهن فيها المهن البسيطة ومارس السرقة وعاش الصعلكة الحقيقية وربما ثراء تلك الفترة الاستثنائية من مشاعر الفقر والبؤس فخرجت كمؤلف صادق عاش الواقع المكتوب لها تاثير كبير علي استقبال القراء لها وقد صور المدينة الحقيقية بعد الاستقلال حرمان بعض وفوز بعض حيث تجاور التهميش مع طنجة الكوزموبولينان فهذا جزء لا يمكن فصله عن المدينة وقد استخدم بلاغة سردية لم تكن معروفة في السرد الذاتي ، فقد ابتعد عن اللغة الفصيحة وتفاعل مع العامية ومن جهة أخرى هو لم يقدم قدوة بشكل بلاغي ولكنه عكس تلك الفكرة والقاعدة الخاصة بنوع السيرة الذاتية ، ولخص مشبال كلمته إنه لخص علاقته باعمال شكري من خلال قراءاته ومقارنته مع الآخرين وإنه يجب أن نضعه في مكانه الحقيقي دون مبالغة.