التحرش في إسرائيل يدفع بالعاهرات للخروج في مظاهرات.. 8133 حادثة تحرش خلال عام 2022.. 60% من المجندات يخدمن في مناخ انتهاكات جنسية و57% تعرضن لتلميحات جنسية مسيئة
" ان الشباب في اسرائيل سواء في المعسكرات أو في شوارع تل أبيب يدورون في فلك محدود ..إننا جميعا نخاف أن ننظرإلى بعيد، فهذه البلاد التي نعيش فيها غريبة عنا ومحاطة بخصومنا الذين لا يرضون عن بقائنا، وقد تقطعت الحبال بيننا وبين الماضي، وليس لنا الا ان نعيش الحاضر بل الساعة التي نحن فيها ، ويجب أن نقطتف الملذات من الأشجار المحرمة". هكذا وصفت الكاتبة والسياسية الاسرائيلية ياعيل ديان ابنة وزير الدفاع الاسرائيلي سابقا في كتابها وجه جديد في المرآه.
يعد التحرش الجنسي والاغتصاب في إسرائيل من أكثر القضايا المثيرة للجدل ليست فقط في المجتمع المدني بل امتدت إلى مؤسسات الدولة وجيش الاحتلال.
حيث نشرمؤخرا موقع والا العبري تقريرا حول الجرائم الجنسية التي تحدث في إسرائيل عقب الحرب على غزة ، إذ ناقش الكنيست الاسرائيلي في جلسة استماع للنهوض بوضع المرأة والمساواة بين الجنسين أمس الثلاثاء حالات الاعتداء الجنسي والجسدي على النساء و القاصرين الذين تم إجلاؤهم من منازلهم إلى فنادق في إسرائيل عقب الحرب على غزة ، حيث قالت السيناتور ميراف شاتز ممثلة الشرطة ، إنه منذ بداية عمليات الإخلاء تم فتح 40 قضية عنف أسري من 380 فندقا تتضمن مخالفات وجرائم خطيرة .
ولم يتمكن رئيس اللجنة ، عضو الكنيست تامنو شيتا من الحصول على معلومات دقيقة من الوزرات الحكومية حول نطاق الثغرة الأمنية التي تسببت في ذلك .
وقد عرضت مايا أوبرباوم من اتحاد مراكز المساعدة بعض الشكاوي التي وصلت إلى الاتحاد : " أحد السكان الذين تم إجلاؤهم كشف عن نفسه وتبول أم الأطفال عند مدخل أحد الفنادق"، كما تعرضت فتاة أخرى للاغتصاب من قبل رجل تم إجلاءه معها في نفس الفندق ، وأخرى تعرضت للاعتداء من شاب يبلغ من العمر 15 عاما ، وأخرى أبلغت عن شخص كشف عن نفسه لها في المصعد .
كما أن هناك أنباء عن اعتداءات جنسية في الأوساط التعليمية ، وعرضت ليات جال كوهين من مركز الحكم الإقليمي حادثة تم الكشف عنها منذ يومين فقط ، والتي قالت فيها والدة طفلة صغيرة أن ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات تعرضت للاغتصاب من قبل صبي يبلغ من العمر 8 سنوات ولا يعرف الوالدان ماذا يفعلان ؟
ليس هذا فحسب فقد نشرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية خبرا قبل 6 أيام عن حادثة لمدرب قيادة سيارات من جوش دان يشتبه بأنه تحرش جنسيا واغتصب فتاة تبلغ من العمر 19 عاما.
و أظهر تقرير صادر عن وزارة الأمن القومي الإسرائيلي بشأن التحرش الجنسي عبر الإنترنت أن الخط الساخن في البلاد خلال عام 2022 استقبل حوالي 8133 حادثة تحرش عن طريق الانترنت ، وفقا لموقع i24news.
ووفقا لبيانات الموقع الرسمي للابلاغ عن ضحايا الاعتداء الجنسي للنساء والرجال في اسرائيل ،حيث أجريت دراسة واسعة النطاق في إسرائيل عام 2013 كجزء من مشروع تريانا تبين من خلالها أن 18.3% من الفتيات تعرضن للاعتداء الجنسي قبل بلوغهن سن 16 عاما.
وأبلغ 14% من طلاب الصف السادس عن تعرضهم لانتهاكات جنسية ، وأبلغ 20% من طلاب الصف الثامن عن تعرضهم للتحرش الجنسي ، ومن جميع الفتيان والفتيات الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي أفاد حوالي 46.5% أن اعتداءات حدثت أكثر من مرة .
التحرش في مؤسسات الدولة
وكانت هناك حادثة هزت الشارع الاسرائيلي وهى قضية التحرش الجنسي التي تورط بها ينون ميغل رئيس كتلة حزب البيت اليهودي و روني ريتمان رئيس شعبة التحقيقات بقضايا فساد السلطة والجريمة المنظمة بالشرطة الاسرائيلية بالتحرش الجنسي بضابطة تعمل معه وتمت إقالته بعد التحقق من الواقعة، أما الرئيس الاسرائيلي الاسبق موشيه كاتساف الذي قضى في السجن 5 أعوام بعد إدانته في اغتصاب موظفة سابقة حين كان وزيرا في تسيعينات القرن الماضي والتحرش بامرأتين أخريين وتم الحكم عليه بالحبس 7 سنوات ، لكن صدر عفو عنه ليخرج قبل إنقضاء المدة بسنتين ليقضي 5 سنوات وراء القضبان وبذلك يكون أول رئيس اسرائيلي يدخل السجن .
وفي السابق قد اتهام رئيس الوزراء الاسبق إيهود أولمرت بالاعتداء الجنسي على صحفية إسرائيلية ، بالاضافة إلى اتهام وزير الداخلية الاسرائيلي سيلفان شالوم وقد وصلت عدد البلاغات المقدمة ضده إلى 10 بلاغات واضطر إلى تقديم استقالته من منصبه وتخلى عن مقعده في الكنيست وترك العمل السياسي.
التحرش في الجيش الاسرائيلي
وفي تقرير لصحيفة يديعوت أحرنوت لمجندات في الجيش الاسرائيلي تعرضن لاعتداءات جنسية متكررة من قبل موظف، وقد وصفوا أن الجيش جحيما بالنسبة لهم ، وبحسب الدعوى ، فإن المجندات اللاتي تم الاعتداء عليهن قد اختارن خدمة عسكرية كبيرة في الجيش وشعرن بخيبة أمل عميقة لأنه كان من المفترض أن يكون الجيش مكانا آمانا بالنسبة لهم فلقد أصبح ساحة للتحرش الجنسي .
و وفقا لموقع gvolotbrorim فكان هناك استطلاع لإدارة يوهليم في عام 2016 تم إجراءه بعد إدانة حجابي وبخاري وتم اكتشاف أن واحدة من كل ست مجندات ذكرت أنها تعرضت للتحرش الجنسي من قبل القادة العسكريين أو جنود الاحتياط .
كما أفادت 60% من المجندات أنهن يخدمن في مناخ متحرش جنسيا ، وأفادت 57% من المجندات أنهن تعرضن لتحرش بتلميحات جنسية مسيئة.
و أوضح موقع yedlaw أنه في الأونة الأخيرة ارتفعت حالات الاعتداء الجنسي في الجيش الاسرائيلي بشكل كبير إلى معدل صادم قدره 1 من كل 4 ويشير هذا الرقم المثير للقلق بوضوح إلى قضية مثيرة وتحتاج إلى معالجة عاجلة ، فقد ارتفع عدد الحالات المبلغ عنها بنسبة 24% ، وتعد نصف الضحايا من النساء أغلبهم من الجنزد الشباب تحت سن 35 عاما، وعادة ما يحدث الاعتداء الجنسي أثناء العمليات العسكرية مثل التدريبات القتالية و تحدث حالة واحدة من كل أربع حالات بعد أداء واجب الحراسة أو أثناء قضاء أجازة في منطقة مدنية غير عسكرية ، وبعض الضحايا لا يبلغون عن اعتداءاتهم خوفا من العواقب.
وتابع التقرير العبري أيضا أن العديد من الجنود والمجندات أصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة بسبب الاعتداءات الجنسية ، التي تنتشر بين الجنود الذكور في الجيش وهى تعد من القضايا الخطيرة، و غالبا ما يتم التغاضي وعدم الإبلاغ عنها ، و رغم أنه من المعروف على نطاق واسع أن النساء يقعن في أغلب الأحيان ضحايا هذا النوع من الجرائم إلا أن الرجال يتعرضون بشكل متزايد أيضا للاعتداء الجنسي ، ويخشى الجنود الابلاغ عن هذه الحوادث خوفا من الانتقام من قبل الجاني .
التحرش في مجتمع الحريديم
بالنسبة للتحرش في المجتمع الحريدي " المتدين" فهم يرفضون رفضا تاما الابلاغ عن حالات التحرش أو الاغتصاب وذلك خوفا من العار والفضيحة ، ودائما ما يدعو الحاخامات بعدم التفوه في هذا الشأن ابدا ، ولكن في عام 2014 بعد تفاقم الظاهرة فى المجتمع الاسرائيلى تقدمت 60 شكوى من المجتمع الحريدى لمراكز الابلاغ عن التحرش الجنسى،وعندما قاموا بسؤال الحاخامات عن هذه الشكاوي قالوا أنه لابد من حل لهذه المسألة دون إظهار هوية الضحية ، وقام الشباب الحريدي بإنشاء صفحة لارسال الشكاوي التي تتعلق بالتحرش دون الافصاح عن الهوية .
في عام 2021 نشرت صحيفة هأرتس الاسرائيلية تحقيقا مفصلا حول شهادات ضحايا المتحرشين من الحاخامات (رجال الدين) ومنهم يهودا ميشي زهاف مؤسس زكا الخيرية والاغاثية ، فقد ضم التقرير 3 نساء وشاب قد تحرش به عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات ، تلك الحادثة هزت المجتمع الحريدي المتشدد .
الكارثة كانت تكمن في المعالج حاييم والدر الذي يعيش في مدينة بني براك بضواحي تل أبيب، وقد وجه له الاتهام في 22 شهادة من الذكور والاناث وأكدوا على تعرضهم للاعتداء الجنسي ، وقد رفض جلسة التحقيق معه ولم يحضر ، ورئيس المحكمة شموئيل إلياهو قال حينها أن المحكمة استمعت للشهود الذين شهدوا على زنا والدر مع العديد من النساء المتزوجات بالاضافة إلى انه كان هناك أدلة على ذلك من تسجيلات لافعال والدر المشينة وسمع أيضا اعترفاته في هذه التسجيلات ، وبعد عدة أسابيع تحديدا في 27 ديسمبر 2021 أقدم والدر على الانتحار مطلقا الرصاص على نفسه في مقبرة بتاح تكفا وكانت جثته بجوار قبر ابنه الذي توفي قبل سنوات بسبب مرض السرطان .
العاهرات في اسرائيل يتظاهرن ضد التحرش
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل حتى وصل إلى العاهرات فقد خرجت النساء العاهرات في اسرائيل في مظاهرات متكررة لعدة سنوات تجوب شوارع تل أبيب بداية من ميدان اسحاق رابين حتى حدائق روتشيلد، رفعن لافتات وشعارات تطالب بحمايتهم من التحرش و تغليظ عقوبة المغتصبين
ومع الازدياد في حالات التحرش تجاه الاطفال والاناث والذكور، يخرج العديد في الشوارع من المحتجين على هذه الظاهرة التي تعتبر كقنبلة موقوتة في احتجاجات أطلق عليها me to، لأن الأنظمة في دولة الاحتلال فشلت في مساعدة الفتيات والأطفال القاصرين مما سينذر ذلك بعواقب وخيمة في المستقبل.