دراسة تكشف وجود بكتيريا مرتبطة بسرطان القولون والمستقيم عند الشباب

قام بحث جديد أجراه مستشفى كليفلاند كلينك، بتخطيط التغييرات في بكتيريا مرتبطة بالأورام بهدف التوصل إلى استراتيجيات جديدة محتملة يمكن توظيفها في محاربة ارتفاع عدد حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عند الشباب لدى الأفراد، الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما.

بحث يكشف وجود بكتيريا مرتبطة بسرطان القولون والمستقيم عند الشباب

وكشف البحث اختلافات في بكتيريا مرتبطة بالأورام ومتعلقة بسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب. وقد تسهم النتائج، التي تم نشرها في مجلة "إي بايو ميديسن" (eBioMedicine) ، التي تعد جزءا من مجلة "لانسيت ديسكفري ساينس" (Lancet Discovery Science)، في ابتكار أساليب فحص وعلاج جديدة للمصابين بهذا المرض.

وتشير أرقام الجمعية العالمية للسرطان إلى أن الحالات العالمية المسجلة للبدايات المبكرة لسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب شهدت زيادة بأكثر من الضعف من 95,000 حالة في عام 1990 لتصل إلى أكثر من 225,000 حالة في عام 2019.

وقال الدكتور ألوك كورانا، طبيب الأورام في مستشفى كليفلاند كلينيك والباحث الرئيسي في الدراسة: "تشكل الزيادة غير المبررة في حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عند الشباب مصدر قلق كبير. لقد اكتشف فريقنا الطبي أن البكتيريا كانت متواجدة بشكل أكبر وكانت متميزة أكثر من الناحية التركيبية في الأورام، التي أصيب بها المرضى صغار السن. ستساعدنا هذه المعلومات في فهم أسباب المرض بوضوح أفضل، وتعزيز إمكانية الوصول إلى توجهات وقائية ومعلّمات تشخيصية وأهداف علاجية جديدة".

تكنولوجيا تسلسل جيني

واستخدمت هذه الدراسة، التي تم إجراؤها بأثر رجعي، تكنولوجيا تسلسل جيني لمقارنة عينات الأنسجة المأخوذة من 136 من المرضى الشباب المصابين بسرطان القولون والمستقيم، مع العينات المأخوذة من 140 من المرضى متوسطي العمر. وتم تحديد بكتيريا فريدة مرتبطة بالورم لدى مجموعة المرضى الأصغر سنا؛ حيث كان أفرادها أكثر عرضة للإصابة بأورام الجانب الأيسر والمستقيم وبمرحلة متقدمة. وشملت الميكروبات الرئيسية المرتبطة بالسرطانات لدى الشباب كلا من "أكيرمانسيا" (Akkermansia) و"باكتيرويديس" (Bacteroides).

وتجدر الإشارة إلى أن المؤلفين الأوائل للورقة البحثية هما الدكتور شيمولي باروت، من مركز كليفلاند كلينك للسرطان، والدكتور نصير سانجوان، من مركز "كليفلاند كلينك ليرنر" للأبحاث.

من جانبه قال الدكتور باروت: "يمكننا من خلال تحديد تفاصيل هذه البصمة الميكروبية للمرض، الذي يصيب الشباب، أن نتطلع للتوصل إلى تحديد مؤشرات حيوية جديدة للفحوصات والأدوية، التي تستهدف البكتيريا ذات الصلة".

من جهته اختتم الدكتور سانجوان قائلاً: "هناك حاجة لإجراء أبحاث إضافية حول دور عوامل أسلوب الحياة مثل النظام الغذائي والأدوية والسمنة، والتي يمكنها التأثير على بكتيريا الأمعاء والمساهمة في الإصابة بالسرطان في مرحلة الشباب".

جدير بالذكر،  أن أسباب وعوامل خطورة سرطان القولون والمستقيم تكمن في اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات والدهون من مصادر حيوانية والتدخين وشرب الخمر والتهابات الأمعاء المزمنة مثل التهاب القولون التقرحي، بالإضافة إلى العامل الوراثي.

وتتمثل أعراض سرطان القولون والمستقيم في وجود دم في البراز وآلام البطن الشديدة وانخفاض الوزن بدون سبب واضح والتعب والإعياء المستمرين.