الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

أم كلثوم.. زوجة رجل مهم

الجمعة 16/فبراير/2024 - 03:52 م

يقف العالم العربي علي قدم و ساق قبل موعد حفلتها الخميس الأول من كل شهر وذلك منذ عام مايو 1937 وحتي آخر حفلاتها يناير 1973 .


الكل يترقب ماذا ستغني وتشدو بأعذب الألحان و الكلمات بل يترقب الجميع أيضاً حتي الفستان الذي ترتديه في حفلها الساهر .

 

أنها الست أم كلثوم الوحيدة في العالم العربي التي جمعته من المحيط إلى الخليج وبل و وقف لها جميع الملوك و الأمراء و الرؤساء و الوزراء و إنحني لها الجميع يقبل يدها كبيراً و صغيراً حباً و تقديراً و إحتراماً  .

 

تحرك كل من حولها بنظرة ثافبه من عينها و تقف شامخة علي المسرح شموخ الأهرام و أبو الهول .

 

وتجلس في مجالس العلم و الثقافه مع كبار الشخصيات المؤثرة في الوطن العربي والكل يعمل لها ألف حساب نظراً .

 

هذه المرأة التي إختارتها مجلة تايم الأمريكية واحدة ضمن أفضل خمسين شخصية مؤثرة في العالم بأسره .


لدورها  الإجتماعي البارز و المؤثر في وطنها العربي و للقيم النبيلة التي قدمها فنها الراقي علي مدار نصف قرن من الزمان .

 

ولكن هناك جانب آخر في حياة أم كلثوم كأمراة  فقبل أن تتزوج من الدكتور الحفناوي كانت قد إرتبطت بالخطوبة مرتين .


المرة الأولى من شريف باشا صبري خال الملك فاروق عام 1944 وتم فسخ الخطوبة في أقل من ثلاثة أشهر .


والخطوبة الثانية من الموسيقار محمود الشريف عام 1946 وتم فسخ الخطوبة بعد أقل من شهرين ولم يثبت أنها تزوجت إلا من الدكتور محمد حسن الحفناوي كما أوضح نجل شقيقها المهندس محمد الدسوقي .

 

و في بيتها فهي زوجة لأحد كبار رجال الطب ليس في الوطن العربي فقط بل في العالم بأسره .

 

الدكتور محمد حسن الحفناوي  


ولكن من هو هذا الرجل المهم الذي أصبح زوجاً لأهم امرأة في الوطن
أنه الدكتور محمد حسن الحفناوي  إبن محافظة أسيوط والده من كبار أعيان أسيوط 
تخرج من كلية طب القصر العيني ودرس الدكتوارة في الولايات المتحدة الأمريكية في الأمراض الجلدية وكان عضواً في 12 جمعية علمية و دولية كان يذهب للمؤتمرات العلمية الدولية ممثلاً لمصر و العرب و إفريقيا و إسمه موجود في المراجع العلمية الدولية المترجمه لأكثر من لغة وله أمراض بأسمه هو الذي إكتشفها .


تم تكريمه من هيئات مصرية و دولية كثيرة و حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم .

وهو العالم العربي الوحيد الذي مثًل بلاده في المؤتمر الطبي الذي عقد في بعد العدوان الثلاثي مباشرةً في ميونيخ وحضره 3800 طبيب عالمي وقدم الدكتور الحفناوي دراسة شاملة و شرح وافي لأحد الأمراض الجلدية النادرة وقام الجميع بعاصفة من التصفيق على الإنجاز العلمي النادر للعالم المصري .

 

 


كان سمًيعاً كبيراً لأم كلثوم وكان له بنوار بإسمه في مسرحها يدعو له أصدقائه من الأطباء بنوار الأطباء وكانوا يذهبوا لأم كلثوم لمصافحتها .

وأم كلثوم كانت تهتم بالعناية بشعرها و بشرتها مثلها مثل أي إمرأة خاصةً إذا كانت فنانة وذهبت إلى عيادته بترشيح من الشاعر أحمد رامي وقامت بينهما صداقة فكانت تستشيره في مشاكلها الطبية بصفة عامة فكان الوحيد الذي كان يعلم عنها كل مشاكلها الطبية فكان طبيبها الخاص ثم كان الزواج الذي كان لقاء السحاب بين العلم و الفن .


فأم كلثوم التي عُرض عليها الزواج من كبار الشخصيات العامة في مصر و الوطن العربي إستشعرت مع الدكتور الحفناوي أنه أقرب إليها من سواه .

 

وتم الزواج في يوليو 1954 وبرغم أن أم كلثوم كانت أكبر من زوجها الدكتور الحفناوي بعدة سنوات إلا أن الإحترام الذي كان بينهما أكبر بكثير من أي فارق عمري بل وكانت أم كلثوم علي علاقة طيبة بأولاد الدكتور الحفناوي من زوجته الأولي فكانت أجازة أولاده الصيفية يقضونها كاملة في فيلا أم كلثوم بناء على طلب أم كلثوم نفسها بل وكانت زوجته الأولي من أشد المعجبات لأم كلثوم وكانت دائمة الحرص على حضور حفلاتها كما أوضح نجل الدكتور الحفناوي .

ومع زوجها العالم المصري الدكتور الحفناوي كانت تذهب أم كلثوم معه في معظم المؤتمرات العلمية الدولية خارج مصر ولكن بصفتها مسز حفناوي وتكون في قمة سعادتها بهذا اللقب حتي الشارة التي كانت ترتديها في المؤتمر العلمي الدولي وعليها هذا اللقب .


بل وكانت تسشيره في أمور فنها و تعاونها مع شعراء و محلنين جدد وكانت تأخذ برأيه الذي يكون دائماً لصالحها ومن الملاحظ أن أزهي نشاط فني  لأم كلثوم كان منذ زواجها 
وكان مقعده في الصف الأول مباشرة بالريكوردر الخاص به ليسجل الحفله . 

بل و كانت أم كلثوم كونها زوجة أحد أهم العلماء في مصر تحاول جاهدة توفير كل سبل  الراحة و الهدوء في منزلها لزوجها فكانت تحب أن تقوم بخدمته بنفسها وتكون في منتهي السعادة بذلك و تتبادل معه قراءة الكتب العلمية و الأديبة وأحياناً كثيرة تقوم بتنظيم جدول أعماله وتسافر معه إلي مسقط رأسه بأسيوط وسط أهله وذويه . 

 

وإستمر زواج أم كلثوم بالدكتور الحفناوي لمدة  21 عاماً حتي وفاتها في 3  فبراير 1975 وحزن عليها حزناً جعله يعتزل الناس و الحياة العامة حتي رحل عام 1986 .