طريق (794) يمنع الحركة بين شمال القطاع والجنوب.. حزام عسكري يغير تضاريس غزة .. “وول ستريت جورنال”: هدفه تسهيل عمليات جيش الإحتلال العسكرية.. محلل عسكري :فجوة واضحة بين شمال غزة وبقية القطاع
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي بدأ في إقامة الطريق العرضي 794، يبدأ من شرق قطاع غزة إلى غربه، بهدف فصل شمال القطاع عن بقية أجزائه. بداية الطريق ستكون من منطقة مستوطنة «نحال عوز» في غلاف غزة، ويمتد غربا إلى داخل القطاع حتى البحر المتوسط تقريبا، وهو يقطع أواصر القطاع.
وذكرت القتاة 14 الإسرائيلية، أن عشرات الآليات والشاحنات والمعدات الهندسية، التابعة لسلاح الهندسة في الجيش، تقوم حاليا ببناء مصانع للحجارة وتكسيرها لإقامة هذا الطريق.
ويؤكد المقدم شمعون عوركابي، بسلاح الهندسة القتالية للقناة: أن الطريق يمنع الحركة بين الشمال والجنوب، ويتيح التحكم بها بشكل دقيق.. بينما ترى القتاة 14، أن «هذا الطريق يدل على أن الجيش يستعد بلا شك للبقاء في غزة لفترة طويلة.»
أهداف الطريق 794
ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال ” الأمريكية، عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، قولهم:
- إن الجيش الإسرائيلي يعمل على إنشاء طريق يخترق وسط غزة، لتسهيل عملياته العسكرية، كجزء من خططه للحفاظ على السيطرة الأمنية على القطاع لبعض الوقت.
- وأن الطريق المرصوف بالحصى في جنوب مدينة غزة، شمال القطاع، هو أحد المساعي الإسرائيلية لإعادة تشكيل تضاريس المكان، لمنح جيش الاحتلال حرية الحركة، وقبضة أكثر إحكاماً على المنطقة التي كانت نقطة انطلاق لهجمات 7 أكتوبر العام الماضي على مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية.
- وتُتيح هذه الخطة للجيش الإسرائيلي الاستمرار في التحرك بسرعة عبر القطاع على طول مسار آمن، حتى بعد انسحاب معظم القوات.
الطريق يمهد لإستعداد الجيش الإسرائيلي للمرحلة المقبلة
ويُخطط المهندسون العسكريون الإسرائيليون، بحسب التقرير، لتدمير المنازل والمباني الأخرى على طول جوانب الطريق، ويقومون بالفعل بوضع قاعدة جديدة من الحصى لتوسيع الممر، وجعله أكثر فائدة من الناحية العسكرية، وفقاً للقطات بثتها القناة 14 الإسرائيلية السبت. ورفض متحدث عسكري التعليق على ذلك.
وذكرت «وول ستريت جورنال» أن هذا الطريق يُشكل جزءًا من «صورة ناشئة» بشأن كيفية استعداد الجيش الإسرائيلي للمرحلة المقبلة من الحرب، إذ يُخطط للانسحاب من المناطق المأهولة، والتركيز على الغارات المستهدفة ضد حركة “حماس”.
ومن المقرر استخدام الطريق بين الشرق والغرب، وتسيير دوريات فيه لحين اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي قد تستمر شهورًا أو حتى سنوات، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين يقولون إنهم لا ينوون احتلال غزة بشكل دائم، لكنهم يُخططون للحفاظ على السيطرة الأمنية داخل حدودها لفترة غير محددة، حسبما نقلت الصحيفة.
فجوة واضحة ..بين شمال غزة وبقية القطاع
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جاكوب ناجل، للصحيفة الأمريكية، إن هذا الطريق سيخلق «فجوة واضحة» بين شمال غزة وبقية القطاع. موضحًا أنه من غير المرجح أن يرتفع أي جدار بجوار الطريق، لكنه أشار إلى إمكانية إنشاء نقاط عبور مختلفة بين الشمال والجنوب تخضع للحراسة.
ويُمكن للطريق أن يخلق بشكل فعال «حزامًا عسكريًّا» عبر غزة، وهو ما قد يساعد في منع عودة حوالي مليون من سكان القطاع الذين نزحوا إلى الجنوب تحت القصف الإسرائيلي وسط دعوات للإجلاء خلال الأشهر الأولى من الحرب.
وقال أحد المسؤولين العسكريين إن القوات الإسرائيلية ستحرس الطريق لمنع هجمات مقاتلي الفصائل الفلسطينية.
إعادة إحتلال غزة من خلال تغيير ديموغرافي وجغرافي للقطاع
ويبدو أن دولة الاحتلال لديها خطة طوبلة الأمد في غزة، بحسب الباحث السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، مشيرا إلى تصريحات نتنياهو بتغيير الواقع في غزة، وهي نفس التصريحات التي قالها قادة عسكريون وأيضا أعضاء في حكومة الاحتلال، وكان البعض يظن أن التغيير المقصود هو تغيير المنظومة السياسية في غزة، بعزل حماس مثلا وتشكيل نظام يضمن الأمن لإسرائيل.