"مصر تايمز" يرصد حقيقة ارتفاع أسعار السجائر بالسوق السوداء.. التجار: "إحنا هنبطل نشتغل بسبب الغلاء".. والغموض يكتنف حول دور شعبة الدخان
أصبحت أزمة إرتفاع الأسعار في مصر أمر صعب للغاية يواجه كافة المواطنين خاصًة محدودي الدخل، ومن أهم السلع التي ارتفعت أسعار السجائر الجديدة والتي يتم استهلاك كميات كبيرة منها كل يوم نظرًا لوجود العديد من الأشخاص المدخنين، وقد زادت أسعار السجائر من جديد في الآونة الأخيرة سواء المحلية منها أو المستوردة مما سبب الضيق لدى العديد من المواطنين، فما هي تفاصيل وحقيقة الأمر.
وشهدت مصر في الآونة الأخيرة ارتفاع ملحوظ في أسعار السجائر بشتى أنواعها الموجودة بالأسواق سواء المحلية أو المستوردة، كما أصبح هناك سيطرة من قبل السوق السوداء وبالتالي يتم بيع السجائر بأسعار تخالف ما تم تحديده في قائمة الأسعار الرسمية.
ومن هنا ، رصد "مصر تايمز"، خلال جولته بالأسواق والمحلات التجارية حركة أسعار السجائر بدايةً من توزيع التجار لها للمحلات لحين وصولها إلي أيدي المستهلكيين ، حيث إقتربت أسعار علبة الميريت في بعض المحلات التجارية و الأكشاك من الـ 100 جنيهاً وسط إنعدام الرقابة علي الأسواق وجشع التجار الذي لا ينتهي .
وتواصل موقع مصر تايمز مع مصطفي هريدي أحد البائعين بمنطقة الدقي ،وقال عبوة سجائر ميريت «Merit» بأنواعها وصلت من 95 حتي 100 جنيها ، بينما وصلت عبوة سجائر مارلبورو «Marlboro» بأنواعها نحو 90 جنيها ، كما سجلت عبوة سجائر إل آند إم «L&M» بأنواعها 75جنيها للعبوة الواحدة ، أما عن أسعار الشجائر الشعبية فوصلت سعر عبوة الكليوباترا بوكس نحو50 جنيهاً ، كما وصلت عبوة الكليوباترا بأنواعها 40 جنيهًا.
وأكد هريدي ، إنه يعاني في عمليه البيع من قبل المستهلك قائلاً “ الزبون بيشتكي إن الأسعار غالية ولكن هنعمل إيه ، التاجر بيبعها بالغالي وأنا مضطر أبيعها أغلي بـ 10 جنيه علي الأقل من التاجر اللي باخدها منه عشان أكسب فيها ، وكل حاجة وليها زبونها حتي لو غالية برضو هيشتريها ” .
ومن جانب آخر ، قال أحد البائعين بمنطقة فيصل ، إن حجم الزيادة في أسعار العبوات لا تتجاوز الـ 5 جنيهات عن الأسعار المعلنة وهو الذي يمثل هامش الربح والمكسب بالنسبة للبائع ، جاء ذلك لجذب أكبر عدد من الزبائن وسط حالة الركود بسبب أزمة إرتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه والتي يعاني منها المواطن البسيط ، لافتاً إن سعر عبوة الميريت تصل إلي 90 جنيهاً ، وعبوة سجائر مارلبورو بلغت 85 جنيهاً ، أما السجائر الـ إل آند إم تصل إلي 70 جنيهاً
وعلي ذات السياق ، أكد أحد التجار في تصريح "خاص لمصر تايمز" إنه يوجد جشع من قبل الموزعيين ، فكل موزع يعرض سعر مختلف عن صاحب المحل ومن هنا تأتي الأزمة ، إنه لم يتم التطبيق الفعلي للأسعار المعلنة حتي الأن بشكل موحد بين جميع التجار ، مشيراً علي سبيل المثال إن قاروصة سجائرالميريت تُباع بـ700 جنيه ، وفي بعض الأحيان تبلغ 850 جنيه ، ومن الممكن أن تصل إلي 900 جنيهاً ، قائلاً “التجار مش بيبعوا بسعر واحد كل تاجر بيبيع بسعر مختلف عن التاني ”
وأشار التاجر إنه بسبب حالة الإرتباك وعدم الإستقرار في السوق ، أدي إلي عزوف أغلب التجارعن التجارة بالسجائر، موضحاً إن أغلب البائعين يتعرضون للخسارة اليومية بسبب حالة الركود التي تشهدها الأسواق .
ولكن السؤال الحقيقي يكمن هنا .. ما دور شعبة الدخان في ظبط الأسواق ، ولماذا لم تتدخل حتي الآن بدورها الإعتيادي ، ماذا تفعل لحماية المستهلك من جشع التجار ، وبالأخص ماذا يفعل رئيس الشعبة وأين دوره الحقيقي في ظبط الأسواق .
وجدير بالذكر إنه أثار إبراهيم إمبابى رئيس شعبة الدخان بالاتحاد العام للغرف التجارية بتصريحاته الأخيرة جدلاً واسعاً ، حيث إدعي خلال الفترة الماضية إنه يجب إنظباط أسعار السجائر في الأسواق ، لوصول الأسعار إلي أرقام خيالية لم يسمع بها المواطن من قبل .
وأكد إمبابي إنه يمتلك قائمة بأسماء التجار المحتكريين وألزم شركات السجائر بإرسال كشف بأسماء التجار لجهاز حماية المستهلك لإحكام الرقابة على السوق ومنع التلاعب ، ولكن لم يحدث شئ ، ومازالت الأسعار مرتفعة بشكل جنوني وسط إنعدام الرقابة وتغافل الأجهزة الأمنية في تحجيم الوضع والسيطرة علي الأسواق لحماية المستهلك