الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

بعد قرار التوسع فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية..هل يختفى التعليم التقليدي؟.. مدير عام التعليم الفنى ينفي القضاء على التعليم التقليدى.. خبير تربوي: الاحتياج مرتبط بسوق العمل وطبيعة وظائف المستقبل

الأحد 25/فبراير/2024 - 04:37 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أضحى للتعليم الفنى أهمية كبيرة وتأثير عظيم فى المجتمعات، وهذا ما أدركته معظم دول العالم واتجهت إلى وضعه على رأس أولوياتها وإعطائه اهتماما كبيرا، وبالتبعية فى مصر تغيرت الصورة الذهنية للتعليم الفنى تماما وأصبح للتعليم الفنى أكثر من نوع ، فهناك الحكومى وهناك المزدوج وهناك مدارس التكنولوجيا التطبيقية التى تم التوسع فيها مؤخرا؛ نظرا لأهميتها واحتياج سوق العمل لخريجيها.

 

خطة التوسع فى مدارس التكنولوجيا

 

وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى قد أعلنت الأيام الماضية عن استمرارها فى خطة التوسع في إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية ونطاق توزيعها الجغرافى، والذى وصل عددها حتى عام 2023 إلى 71 مدرسة فى 18 محافظة.

 

ينبغى الإشارة إلى أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية هي مدارس حكومية نموذجية للتعليم الفني بنظام الـ3 سنوات وتخضع جميعها لمجانية التعليم، وتقوم على الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والقطاع الخاص أو العام؛ من أجل الارتقاء والنهوض بمنظـومة التعليم الفني بمصر، وتعمل مدارس التكنولوجيا التطبيقية على تطبيـق المـعاييـر الـدوليـة في طـرق التدريـس والتـدريب.

 

وتتكون المناهج الدراسية بها من 3 محاور أساسية وهي العلوم الأساسية والثقافية والعلوم الفنية في مجال التخصص والتدريب العملي، وتشتمل على مسارات متعددة بعد التخرج، أولها الالتحاق بسوق العمل مباشرة، والالتحاق بالجامعات التكنولوجية، والالتحاق بالمعاهد الفنية، والالتحاق بالجامعات المصرية بعد إجراء معادلة.

 

امتيازات مدارس التكنولوجيا التطبيقية

 

وتمتاز مدارس التكنولوجيا التطبيقية بالحصول على شهادة مصرية مطابقة للمعايير الدولية، والحصول على شهادة خبرة من الشريك الصناعي، إلى جانب التدريب العملي أثناء فترة الدراسة بمصانع وشركات الشريك الصناعي، فضلاً عن فرص التعيين بشركات ومصانع الشريك الصناعي بعد التخرج، ومكافآت مالية أثناء فترة التدريب العملي.

 

يمكن للطلاب خريجى مدارس التكنولوجيا التطبيقية الالتحاق مباشرة بالجامعات التكنولوجية وبذلك يحصلون على شهادة البكالوريوس دون الاحتياج لعمل معادلة.

 

تتعدد تخصصات مدارس التكنولوجيا التطبيقية، منها تخصصات تطبق لأول مره بمصر، مثل مجالات الطاقة النظيفة، وصناعة الفواخير، والسياحة المستدامة، والذكاء الصناعي، والطاقة المتجددة، والمراقبة والإنذار، والألعاب الرقمية، وتكنولوجيا صناعة الحلي والمجوهرات، وتسويق الخدمات المالية، وزراعة النخيل، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتجارة التجزئة، والهندسة الزراعية، والتصنيع الغذائي.

 

ماهية مدارس التكنولوجيا الحديثة

 

وحول هذا الأمر يقول الدكتور خالد عبده، مدير عام التعليم الفنى بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة ونقيب معلمى القاهرة والمنيل، " تعد محافظة القاهرة من أكبر المحافظات التى بها مدارس تكنولوجيا تطبيقية حيث يوجد بها 20 مدرسة، يُعقد البروتوكول بين وزارة التربية والتعليم وبين المستثمر (الشريك الصناعى)، والذى بدوره يقوم بأخذ مدرسة وتجهيزها بما يخدم الصناعات الموجودة فى مصنعه، والتى دائما ما يتطلبها سوق العمل الجديد".

 

ويضيف لـ"مصر تايمز": يقوم مستشارو الوزارة لتطوير المناهج وطرق التدريس بتطوير المنهج وفقا للشكل المصرى والبيئة المصرية"، موضحا أن هناك صناعات كثيرة لكنها تكون باسم شركات مثل طلعت مصطفى واتصالات.

 

 ويوضح عبده أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية من شروط الالتحاق بها أن يكون طالب الشهادة الإعدادية حاصل على مجموع كبير إضافة إلى اجتياز مجموعة من الاختبارات فى اللغة الانجليزية والعلوم والرياضيات، هذا بخلاف المقابلة الشخصية، فمن الممكن أن يكون الطالب حاصل على مجموع كبير لكنه لا ينجح فى المقابلة، مشيرا إلى أن خريج مدرسة التكنولوجيا يلتحق مباشرة بالجامعة إذا كان مجموعة أعلى من 90%، أما إذا كان أقل من ذلك فإن عليه عمل معادلة حتى يلتحق بالجامعة.  

 

ويشير إلى أن كثافة الفصل تبدأ من 20 حتى 24 طالب كحد أقصى، بالتالى فإن المدرسة لا تتعدى 200 طالب وذلك وفقا للبروتوكول، موضحا أن للطالب مكافأة شهرية وتأمين ووجبة، حيث يدرس مواد مرتبطة ببعض الدول فى الخارج مثل ألمانيا والصين ودول شرق آسيا، لافتا إلى أنه من المخطط أن تصل عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى 2030 نحو 100 مدرسة.

 

التكنولوجيا لن تقضى على التعليم الفنى

 

ويؤكد مدير عام التعليم الفنى أن التوسع فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية لن يقضى أبدا على التعليم الفنى التقليدى كما يُشاع، لافتا إلى أن طالب مدارس التكنولوجيا التطبيقية يكون مجموعه كبير فى حين أن الطالب الذى يحصل على مجموع قليل فى الشهادة الإعدادية يدخل خدمات.

 

ويتابع قائلا" سوق العمل أصبح يتحكم فى شكل التعليم، فالمناهج والأقسام التى تُفتح تكون مخصصة لاحتياجات سوق العمل ومتطلباته، حيث يتم إنشاء أقسام وفقا لاحتياج سوق العمل، وهذا تطور طبيعى بالتأكيد، لكن لا نستطيع أن نلغى ما يتعلق بالتعليم الفنى الحكومى".

 

ويختتم عبده حديثه قائلا" هناك طفرة فى التعليم المزدوج فى القاهرة ،إذ يدرس الطالب 4 أيام فى المصنع ويومان فى المدرسة، وهناك نوع آخر توجد المدرسة بداخل المصنع، وهناك 3 مدارس من أنجح المدارس وهم مدرسة "التكنولوجيا الحيوية" والموجودة فى مصنع بمنطقة بدرالصناعية، ومدرسة " مودرن بلس" والموجودة فى المنطقة الصناعية فى التجمع، ومدرسة فى "الهيئة العربية للتصنيع" الآن يقوم الطلبة بعمل تابلت".

 

سوق العمل متغير

 

وبدورها تقول الدكتورة بثينة عبد الرؤوف ، الخبير التربوى،" إن التوسع فى التعليم الفنى التكنولوجى أمر هام جدا، حيث أصبح هذا الاحتياج غير مرتبط فقط  بسوق العمل بل مرتبط بطبيعة كل الوظائف فى المستقبل،  حيث لا يُقبل أحد مهما كانت وظيفته وهو ليس لديه مهارات التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة".

 

وتضيف لـ" مصر تايمز": أنا ضد فكرة ارتباط التعليم بسوق العمل؛ لأن سوق العمل متغير، وبالتالى عند عمل نظام تعليمى فإنه يجب أن يوضع فى الاعتبار أن المستقبل متغير، ولابد أن أُعد جيل قادر على قيادة المجتمع والذى يعد سوق العمل جزء منه،و حتى يكون قادرا على التعامل مع متغيرات المجتمع وإلا سيتخلف المجتمع فى مجالات كثيرة جدا".

 

وتتابع الخبير التربوى قائلة" التكنولوجيا ليست مرتبطة بسوق العمل وغير مرتبطة بوظيفة معينة، لذا ينبغى توظيفها فى الصناعة والزراعة وخدمة المواطنين وفى عملية التعلم، بحيث يكون كل فرد فى المجتمع لديه مهارة استخدام الوسائل التكنولوجية".

 

وتشدد على ضرورة أن يكون الجانب التكنولوجى فى كل جامعات مصر، لافتة إلى أن سوق العمل يتحكم فى شكل التعليم فى المجتمع؛ لذا يجب أن يكون هناك التركيز على سوق العمل فى المستقبل وليس الآن بحيث لا تكون النظرة قاصرة على الحالية والتى لم تعد تجدى فى العصر الحديث".