"نتنياهو لا يحتكر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية" رسائل ودلالات زيارة غانتس للولايات المتحدة.. هل تعاقب واشنطن الطرف الأول؟.. هآرتس: زيارة بيني تهدف لتعزيز المعتدلين في الحكومة الإسرائيلية.
أثارت زيارة وزير الجيش السابق وعضو مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى الولايات المتحدة عاصفة داخل إسرائيل، خاصة في ظل عدم تنسيق الزيارة ومخططها وأهدافها مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
وأظهرت تصريحات نتنياهو بأنه غاضب بشدة من غانتس لعدم الحصول على موافقته قبل التوجه إلى واشنطن، وأكدوا أن هذا يتعارض مع اللوائح الحكومية التي تتطلب موافقة كل وزير على سفره مسبقًا مع رئيس الوزراء.
وأشعلت تلك الزيارة فتيل الغضب لدى رئيس حكومة الاحتلال، ووصل الأمر إلى أن نتنياهو أوضح لغانتس بشكل مباشر، أن «إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط».
نتنياهو لا يحتكر «العلاقات الأمريكية الإسرائيلية»
وعلقت وسائل إعلام إسرائيلية على تلك الزيارة، واعتبرت أن زيارة غانتس للولايات المتحدة تنقل رسالة مفادها بأن نتنياهو لا يحتكر «العلاقات الأمريكية الإسرائيلية»، وأن تلك الرسالة من الزيارة ليست موجهة فقط إلى رئيس حكومة الاحتلال، إنما للجمهور أيضا، بحسب موقع «والاه».
واعتبر الموقع أن غانتس سيعقد سلسلة لقاءات مميزة للغاية خلال زيارته للولايات المتحدة، من بينها نائبة الرئيس، كامالا هاريس، ثم مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، وانتهاءً بوزير الخارجية، أنتوني بلينكن.
وبالإضافة إلى ذلك، سيجتمع أيضًا مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
فيما يقول كبار المسؤولين في البيت الأبيض إنه ليس من المقرر أن يجتمع الرئيس، جو بايدن، مع غانتس، حتى الآن.
وأوضح «والاه» أنه حتى من دون لقاء مع بايدن، فإن جدول غانتس في واشنطن يشبه جدول رئيس الوزراء وليس وزيراً يرأس حزباً بـ 12 مقعداً في الكنيست.
وبحسب التقرير، فإن الرسالة الرسمية من البيت الأبيض هي أن غانتس هو من بادر بالزيارة، وأن الاستجابة للزيارة جاءت كما يتم مع أي طلب من عضو كبير في الحكومة الإسرائيلية.
وقال مسؤول بارز في البيت الأبيض: «غانتس عضو في حكومة الحرب ونحن سعداء بلقائه، وهناك العديد من القضايا المهمة التي يجب الحديث عنها».
على الرغم من ذلك، يؤكد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية أنه ليس لديهم سبب للاعتذار أو الدفاع عن أنفسهم بسبب لقاء غانتس، وبالتأكيد ليس لنتنياهو، الذي في نظرهم هو آخر من يستطيع الحديث عن الأخلاق في مسائل من هذا النوع.
ويعترف مسؤولون في الإدارة الأمريكية أنهم يستمتعون بمشاهدة غضب نتنياهو منذ أن علموا أن غانتس سيقضي ثلاث ساعات في البيت الأبيض، يوم الاثنين، على بعد أمتار قليلة من المكتب البيضاوي.
وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة «لم يحاول أحد إيصال رسالة إلى نتنياهو، ولكن إذا كانت هذه هي الطريقة التي يرى بها رئيس الوزراء الأمور، فهذه ليست مكافأة سيئة».
البحث عن بديل لنتنياهو
ولفت والاه إلى أنه منذ بداية الحرب على غزة، أدركت إدارة بايدن أنه من المستحيل إدارة العلاقات مع إسرائيل إلا من خلال قناة واحدة، مع بنيامين نتنياهو، وكان غالانت وغانتس وآيزنكوت شركاء شرعيين لإدارة بايدن، ولكن مع اشتداد الخلافات مع نتنياهو في الأشهر الأخيرة، يبدو أنه هناك تغييرات قد طرأت.
إذ يشكك الرئيس الأمريكي ومستشاروه في جدية في نوايا نتنياهو في المفاوضات بشأن صفقة المحتجزين، ويشعرون بالقلق من تأثيرات حلفائه في الائتلاف الحكومي عليه، خاصة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير.
وبحسب الموقع، فإن البيت الأبيض لا يتابع الحرب عن كثب فحسب، بل يتابع أيضًا الأزمة السياسية المحيطة بقانون التجنيد الإجباري.
والسؤال الذي يطرحه الكثيرون في البيت الأبيض هو ما إذا كانت الانتخابات في إسرائيل أصبحت سيناريو ملموسًا أكثر، وبات هذا التساؤل هو أحد الأسئلة الرئيسية التي سيطرحها مستشارو بايدن على غانتس.
تعزيز المعتدلين في الحكومة الإسرائيلية.
من جانبها، قالت صحيفة «هآرتس » إن زيارة غانتس تأتي في إطار قرار الولايات المتحدة بتعزيز المعتدلين في الحكومة الإسرائيلية.
ويعتبر غانتس، القائد العسكري ووزير الجيش السابق، هو المنافس السياسي الرئيسي لنتنياهو في استطلاعات الرأي.
وبحسب بيان لمكتبه، يعتزم غانتس خلال زيارته للولايات المتحدة «الدفاع عن شرعية العملية العسكرية في قطاع غزة، وتعزيز الترتيبات الأمنية في لبنان، فضلا عن مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين».
وسيجري أيضًا محادثات حول الحفاظ على المساعدات الأمريكية لإسرائيل وتعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين.
وتأتي زيارته للولايات المتحدة في الوقت الذي تشعر فيه إدارة بايدن بالإحباط المتزايد تجاه نتنياهو وحكومته التي يُنظر إليها على أنها مدينة لأعضائها اليمينيين المتطرفين، بحسب «تايمز أوف إسرائيل »، حيث قال بايدن في وقت سابق من هذا الأسبوع إن إسرائيل ستخسر الدعم الدولي إذا حافظت على «حكومتها المتشددة».
وتزايدت الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار في غزة، لا سيما بعد استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني خلال الحرب حتى الآن.
انتقادات أمريكية لما بعد الحرب
وبحسب وكالة «أسوشيتد برس» فإن الانتقادات الأمريكية تتركز بشكل خاص على خطط ما بعد الحرب في غزة، إذ يريد نتنياهو أن تحتفظ إسرائيل بسيطرة أمنية مفتوحة على غزة، على أن يدير الفلسطينيون الشؤون المدنية.
بينما تريد الولايات المتحدة أن ترى تقدما في إنشاء دولة فلسطينية، وتتصور قيادة فلسطينية متجددة تدير غزة مع التركيز على إقامة الدولة في نهاية المطاف.
وهذه الرؤية يعارضها نتنياهو والمتشددون في حكومته.
وشكك مسؤول كبير آخر في مجلس الوزراء من حزب غانتس في طريقة التعامل مع الحرب واستراتيجية تحرير المحتجزين.
وظل غانتس غامضا بشأن وجهة نظره بشأن الدولة الفلسطينية، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر أنه سيحصل على دعم كافٍ ليصبح رئيسًا للوزراء إذا تم إجراء التصويت اليوم.
وفي حالة تقدم صفقة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين خلال الزيارة للولايات المتحدة، فإن هذا الأمر يمكنه أن يعزز موقف غانتس ودعمه بشكل أكبر.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نحو 10 آلاف شخص تظاهروا مساء السبت للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة. وتزايدت مثل هذه الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة، لكنها تظل أصغر بكثير من مظاهرات العام الماضي ضد خطة الحكومة لإصلاح النظام القضائي.