الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي بالسودان بسبب الحرب
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية تحذَّيرات الأمم المتّحدة ،أمس الجمعة ، بأنّ خمسة ملايين سوداني قد يواجهون في غضون بضعة أشهر "انعدام أمن غذائي كارثياً"، بسبب الحرب الدائرة في بلادهم منذ قرابة عام.
منسّق الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث قال في مذكرة إلى مجلس الأمن الدولي إنّه "من دون مساعدات إنسانية عاجلة ووصول للمنتجات الأساسية" فإنّ ما يقرب من 5 ملايين سوداني يعانون بالفعل من حالة طوارئ غذائية، "يمكن أن ينزلقوا إلى انعدام أمن غذائي كارثي في بعض أنحاء البلاد في الأشهر المقبلة".
الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي بالسودان
ولفت المسؤول الأممي إلى أنّه "لوحظت بالفعل زيادة غير مسبوقة في علاج حالات الهزال الحادّ، وهو الشكل الأكثر فتكاً من سوء التغذية، في المناطق التي يمكن الوصول إليها"، معرباً عن قلقه بشأن المناطق التي يصعب الوصول إليها، حيث "ما يقرب من ثلاثة أرباع الأطفال البالغ عددهم 4.7 مليون طفل" يعانون من سوء تغذية خطير، وتحتاج النساء الحوامل أو المرضعات إلى مساعدة عاجلة.
ودعا غريفيث إلى اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لمنع هذه الكارثة من "أن تترسّخ"، مطالباً بالخصوص بتحسين وصول المساعدات الإنسانية، وتوفير مزيد من الأموال، وتحقيق وقف لإطلاق النار.
وكانت الأمم المتّحدة دعت الجمعة إلى "وصول غير مقيّد" للعاملين في المجال الإنساني في السودان، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إنه "لبلوغ المحتاجين، تحتاج المنظمات الإنسانية إلى وصول آمن وسريع ومستمر وغير مقيّد، خصوصاً عبر خطوط الجبهة".
وشدّد على أن "التعبئة الحاشدة للموارد من جانب المجتمع الدولي هي أيضاً ضرورية"، علماً أن برنامج الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية للسودان بـ2,7 مليار دولار في 2024 لم يموّل إلا بنسبة تقلّ عن 5%.
وأوضحت جيل لولر، من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، التي قامت أخيراً بزيارة للخرطوم، أن هناك مخزوناً كافياً من المساعدات الإنسانية في بورتسودان، لكن إيصالها إلى السكان يطرح مشكلة.
الجوع يهدد السودان
في وقت سابق حذّر برنامج الأغذية العالمي بدوره من أن الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة 11 شهراً "قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم"، في بلد يشهد أساساً أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي، وفق ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.
إذ قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، إن المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي أوقعت آلاف القتلى وأدت إلى نزوح 8 ملايين شخص "تهدد حياة الملايين، كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها".
كما تابعت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: "قبل 20 عاماً شهد دارفور أكبر أزمة جوع في العالم، ووحد العالم (آنذاك) جهوده لمواجهتها، ولكن السودانيين منسيون اليوم".
فيما أكدت ماكين أنه ما لم يتوقف العنف "قد تخلف الحرب في السودان أكبر أزمة جوع في العالم". ووفق برنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من "5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة"، في الوقت الراهن.
بينما تقول منظمة أطباء بلا حدود إن طفلاً يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للاجئين في دارفور. وفي جنوب السودان -حيث لجأ 600 ألف شخص هرباً من الحرب- "يعاني طفل من كل 5 أطفال في مراكز الإيواء عند الحدود من سوء التغذية"، بحسب ماكين.
كما يعاني 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وصار 5 ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين يعاني العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.
في غضون ذلك، يفتك سوء التغذية بأطفال السودان، وتفشّت بين السودانيين أمراض شتى، أبرزها الكوليرا، التي بلغ عدد المشتبه في إصابتهم بها أكثر من 10 آلاف شخص.
زاد من وطأة الأمر تعرُّض الأطباء والمستشفيات والعاملين بالطوارئ في الأحياء للهجوم والاعتداء. وقد فشل موسم الحصاد بسبب اضطراب الأمطار وانعدام الأمن، ما تسبب في موت الناس في السودان جوعاً.
وتتواصل في السودان، منذ 15 أبريل 2023، حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، خلّفت نحو 13 ألفاً و900 قتيل، وما يزيد على 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة