"فظائع مروعة".. أطباء أجانب تطوعوا للعمل بغزة يكشفوا عما رأوه في القطاع
شارك أربعة أطباء من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تجاربهم في مستشفيات في غزة في الأمم المتحدة، الثلاثاء 19 مارس 2024، خلال مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، حيث رووا ما رأوا وسمعوا عن كثب، في انتظار أن يلتقوا مسؤولين في البيت الأبيض وأعضاء بالكونجرس.
من هؤلاء جراح السرطان، نيك ماينارد، وهو من أُكسفورد وعمل متطوعاً في غزة على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية، والذي قال إنه لم يكن يتوقع أن يشاهد ما وجده هناك هذه المرة داخل مستشفيات قطاع غزة، وفق ما صرح به لوكالة رويترز.
قال ماينارد "قضيت أسبوعين في مستشفى الأقصى، وأعتقد أنه من الإنصاف أن أقول إنني لم أكن أتوقع أن أجد ما رأيته. رأيت أكثر الفظائع ترويعاً، وأشياء لم أكن أتوقع رؤيتها في أي مكان للرعاية الصحية".
أضاف ماينارد "رأيت أشياء في مستشفى الأقصى، ما زلت أستيقظ ليلاً أفكر فيها، إصابات مروعة، لا سيما النساء والأطفال، أكثر الحروق بشاعةً لدى أطفال صغار. طفلة واحدة لن أنساها أصيبت بحروق شديدة لدرجة أنك يمكنك رؤية عظام وجهها، كنا نعلم أنه لا توجد فرصة لبقائها على قيد الحياة، ولكن لم يكن هناك مورفين لإعطائه لها… لذلك لم تكن ستموت وحسب، بل ستموت وهي تتألم.
ما زاد الأمر سوءاً أنه لم يكن هناك مكان تذهب إليه وتموت، لذلك تُركت على أرضية قسم الطوارئ لتموت. هذه مجرد قصة واحدة، لقد رأينا جميعاً قصصاً متعددة من هذا القبيل".
رعاية كارثية في مستشفيات قطاع غزة
حيث قال زاهر سحلول، إخصائي الرعاية الحرجة في جماعة "ميد غلوبال"، إن هذا الوفد رفيع المستوى من الأطباء جاء إلى الأمم المتحدة للحث على اتخاذ إجراءات لتحسين الرعاية الصحية في المنطقة.
أضاف سحلول "هدفنا في الأيام الثلاثة المقبلة هو إيصال هذه الرسالة إلى أعلى مستوى لأننا نفهم، وأعتقد أن الجميع يفهم أن الدولة الوحيدة التي يمكنها التأثير على الوضع هي الولايات المتحدة الأمريكية".
كما قال: "لذلك فمن خلال التحدث إلى أعضاء مجلس الأمن القومي وأعضاء الكونغرس ووزارة الخارجية، نريد التأكد من أنهم يعرفون ما نعرفه، ونأمل أن يؤثر ذلك على عملية صنع القرار".
عرض سحلول في المؤتمر الصحفي صورة لطفلة مصابة قائلاً إن طفلة أخرى تبلغ من العمر سبع سنوات، هي هيام أبو خضير، وصلت إلى المستشفى الأوروبي في غزة مصابة بحروق من الدرجة الثالثة في 40% من جسدها، بعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية على منزلها إلى مقتل والدها وشقيقها وإصابة والدتها.
أضاف سحلول أنه بعد أسابيع من التأخير تم نقلها إلى مصر لتلقي العلاج، لكنها توفيت بعد يومين. وبعد عقد اجتماعات في مقر الأمم المتحدة يعتزم الوفد لقاء إدارة بايدن والكونغرس الأمريكي في واشنطن العاصمة لإطلاعهم على واقع مستشفيات قطاع غزة.
تدمير أغلب المستشفيات
حول استهداف إسرائيل مستشفيات قطاع غزة، وأثر ذلك، قال سحلول لرويترز "بس في غزة تأثير استهداف المشافي على السكان أمر يعني شيئاً كبيراً جداً، لأنه في الأصل غزة كان فيها فقط 39 مشفى، حالياً فقط 12 منها عم يشتغلوا، ولكن ليس بشكل فعال بسبب تدمير البنى التحتية في المشافي، استهداف مشفى الشفاء، مشفى الرنتيسي، مشفى الأهلي، مشفى كمال عدوان ومشفى ناصر".
كما أضاف "المستشفى الذي يغلق في غزة من الصعب كتير إنه ينفتح مرة تانية، من شان هيك فيه عندنا عدد كبير من السكان في غزة ما عندهن حالياً عناية صحية".
"يعني الطفل اللي بيمرض ممكن إنه ما يلاقي طبيب، المرضى اللي بتنزف ممكن إنه ما تلاقي طبيب، مريض السرطان عم بيموت بسبب عدم وجود المعالجين الكيماويين، مريض السكري ممكن يموت بسبب عدم وجود الأنسولين"، يقول سحلول.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في 7 أكتوبر 2023، تأكد استشهاد زهاء 32 ألف شخص بحسب مسؤولي الصحة الفلسطينيين، ويُخشى فقدان آلاف آخرين تحت الأنقاض، حيث تؤكد أرقام رسمية وجود أكثر من 8 آلاف شخص تحت الأنقاض التي خلفها العدوان الإسرائيلي.