الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

حرب إيران وإسرائيل.. ماذا بعد جسّ النبض بالمسيّرات؟..تل أبيب: لانريد الآن حربا مع طهران

السبت 20/أبريل/2024 - 01:41 م
علما إيران وإسرائيل
علما إيران وإسرائيل

 

على الرغم من توعدها علانية بالرد على أول هجوم مباشر عليها من جانب إيران، لم تتبن إسرائيل رسميا الهجوم الذي استهدف مدينة أصفهان بوسط إيران فجر الجمعة، في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية عن وقوف تل أبيب وراء الهجوم بعد إخطار واشنطن به مسبقا.

 

ونقلت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية عن مصدر وصفته بالمقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله : "لا أحد يريد الآن حربا مع إيران... أثبتنا لهم أننا قادرون على اختراقهم... أمامنا الآن مهام أكثر أهمية وهي جبهتا غزة ولبنان".

 

ونقلت شبكة (إيه بي سي) الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله إن "3 صواريخ من طائرات مقاتلة إسرائيلية أطلقت من خارج إيران... إسرائيل استهدفت موقع رادار للدفاع الجوي بالقرب من أصفهان، وهو جزء من الدفاع عن منشأة نطنز (النووية)".

 

وفي المقابل، سارع مسؤولون إيرانيون لنفي تعرض بلادهم لضربة صاروخية من الخارج، واكتفوا بالإعلان عن التصدي لمسيرات صغيرة في سماء أصفهان دون تضرر أي من المنشآت الحساسة، بعد تهديد ووعيد خلال الأيام الماضية بأن أي هجوم إسرائيلي سيقابل بـ"رد فوري قاس".

 

وفي أول تعليق رسمي على الانفجارات التي وقعت في وسط البلاد، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنه تم إسقاط "طائرات مسيرة صغيرة لم تسبب خسائر مادية أو بشرية في أصفهان".

 

وأضاف الوزير الإيراني خلال اجتماعه مع سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الجمعة في نيويورك: "في مسعى يائس، حاول الإعلاميون الداعمون للنظام الصهيوني (إسرائيل) تحويل الهزيمة إلى نصر".

 

وبينما أرجع محللون عدم إعلان إسرائيل مسؤوليتها رسميا عن تلك الضربة، "لأسباب استراتيجية"، عزا آخرون حرص طهران على التأكيد على محدودية الضربة والتقليل من شأنها لعدم رغبتها في التمادي في موجة التصعيد الراهنة بعد أن بلغ التوتر ذروته وسط تهديدات متبادلة بالضرب في العمق عقب شن إيران هجوما غير مسبوق على إسرائيل يوم السبت الماضي، باستخدام مئات الطائرات المسيرة والصواريخ.

 

وذهبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية للرأي نفسه عندما رجحت اكتفاء إسرائيل بتوجيه "ضربة محدودة" لإيران "لتجنب التصعيد فيما يبدو".

 

ونقلت عن مسؤولين ومحللين قولهم: " يبدو أن الضربة الانتقامية التي شنتها إسرائيل ضد إيران يوم الجمعة كانت محدودة النطاق للغاية ومصممة لتجنب تحويل حرب الظل طويلة الأمد بين الخصمين في الشرق الأوسط إلى حريق شامل".

 

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، قالت إنه أكد الضربة شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الهدف منها فقط هو "إرسال رسالة إلى إيران مفادها أن إسرائيل لديها القدرة على ضرب أهداف داخل البلاد".

 

بينما نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع أن الضربة "تم حسابها بعناية".

 

وفي غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين تقديراتهم أن الهجوم على أصفهان "لن يؤدي لتصعيد كبير خلال الفترة القادمة".

 

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إيران نقلت رسالة للولايات المتحدة عبر سويسرا مفادها أنها لا ترغب في التصعيد.

 

ورأت واشنطن بوست أنه "مع التزام إسرائيل الصمت بعد الهجوم وتقليل إيران من شأنه، يبدو أن الجانبين يأملان أن تكون الهجمات المتبادلة حتى الآن كافية لإرضاء المواطنين محليا دون الحاجة إلى مزيد من الانتقام".

 

وقال تشارلز ميلر، وهو خبير أمني في الجامعة الوطنية الأسترالية : "عندما تفكر في بعض الخيارات التي تمت مناقشتها، مثل الهجوم على البرنامج النووي الإيراني، أو حتى نوع ما من هجوم للقوات الخاصة، لا يبدو لي أن هذا هو في الواقع تصعيد كبير... يبدو أن كلا الجانبين يريدان في الواقع أن ينظر إليهما على أنهما يفعلان شيئا ما دون المخاطرة فعليا بالقيام بأي شيء استفزازي للغاية".

 

يأتي هذا بينما نقلت صحيفة بوليتيكو عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أنهم يأملون أن "يؤدي التزام الصمت بشأن ضربة إسرائيل لإيران إلى مرور اللحظة الخطيرة دون تصعيد يقود إلى حرب".

 

وأضافت الصحيفة أن "هناك إحباطا بسبب عدم استجابة إسرائيل لتحذيرات (الرئيس الأمريكي جو) بايدن رغم ارتياحنا لمحدودية الهجوم".

 

وفي السياق ذاته، نقلت قناة فوكس نيوز عن مسؤولين أمريكيين أن "الضربة الإسرائيلية لإيران كانت محدودة والجانبان أوصلا رسالتيهما".

 

وأثارت الضربة الأخيرة التي كانت مدينة أصفهان الإيرانية مسرحا لها، ردود فعل دولية واسعة تلاقت جميعها في خانة الإعراب عن القلق حيال إمكانية توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط واندلاع حرب إقليمية، لما لذلك من تبعات على الأمن والسلم الدوليين.

 

وربما لا يحتاج الأمر عناء من أي متابع لتطورات الأوضاع في المنطقة لاستخلاص أن القوى الدولية الإقليمية والعالمية تكرر نفس مواقفها الداعية للتهدئة مع كل جولة تصعيد بين إسرائيل وإيران، والمحذرة من خروج الأمر عن نطاق السيطرة وجر الشرق الأوسط لاضطرابات أوسع لا يمكن تصور أبعادها، لكن مراقبين يرون أن الأطراف المنخرطة في الصراع تصم آذانها فيما يبدو عن دعوات التهدئة، وتمضي ولو ببطء نحو تحقيق أهدافها، واصفين التطورات الأخيرة بأنها قد تأتي في إطار "مرحلة جس نبض" قبل "تطور خطير".