زعيم المعارضة بإسرائيل: العقوبات على كتيبة "نتساح يهودا" خطأ
كشفت مصادر أمريكية عن نية واشنطن فرض عقوبات على كتيبة "نتساح يهودا"، اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الأحد، أن العقوبات الأمريكية على هذه الكتيبة خطأ "ويجب العمل على إلغائها".
"النتيجة ضرر خطير"
وأضاف أن "مصدر المشكلة ليس على المستوى العسكري بل على المستوى السياسي.. العالم يفهم ويعرف أن الوزير إيتمار بن غفير لا يريد أن تقوم الشرطة بفرض القانون في الضفة وأن الوزير سموتريتش لا يعارض الإرهاب اليهودي وأعمال الشغب الاستيطانية المتطرفة".
كما أضاف أن "النتيجة ضرر خطير لمكانة إسرائيل وتآكل خطير آخر لوضعنا الدولي"، معتبرا أن "جنود الجيش الإسرائيلي وقادته هم أول المتضررين من السياسة غير الشرعية والفشل السياسي للحكومة".
" قمة السخافة والانخفاض الأخلاقي"
أتى تنديد لابيد بعدما كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على X، أنه "لا ينبغي فرض عقوبات على الجيش الإسرائيلي.. لقد كنت أعمل في الأسابيع الأخيرة ضد فرض عقوبات على المواطنين الإسرائيليين، بما في ذلك في محادثاتي مع الإدارة الأميركية.. في الوقت الذي يقاتل فيه جنودنا تأتي نية فرض عقوبات عليه!.. هذه هي قمة السخافة والانخفاض الأخلاقي"، معلنا التزامه بمحاربة هذه الخطوة.
وانضم وزير الحرب بيني غانتس إلى الانتقادات، قائلا إن وحدة المشاة "جزء لا يتجزأ من الجيش الإسرائيلي" وملتزمة بالقانون العسكري والدولي. وأضاف أن لدى إسرائيل محاكم "قوية ومستقلة" قادرة على التعامل مع الانتهاكات المزعومة، وفق زعمه.
وكانت مصادر أمريكية قد كشفت عن احتمال أن يعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال أيام، عقوبات ضد كتيبة "نتساح يهودا" التابعة للجيش الإسرائيلي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية.
"مرتبطة بالعنف"
ولطالما كانت كتيبة "نتساح يهودا" محور العديد من الخلافات المرتبطة بالتطرف اليميني والعنف ضد الفلسطينيين، لا سيما وفاة المسن عمر أسعد، وهو فلسطيني أميركي يبلغ من العمر 78 عاما، حيث توفي بعد اعتقاله عند حاجز تفتيش، تم تكبيل يديه وكمم فمه وتركه الجنود على الأرض في منتصف الليل في ليلة برد قارس، وبعد ساعات قليلة عثروا عليه ميتا.
بعد التحقيق في الحادث، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه كان هناك "فشل أخلاقي للقوات وخطأ في الحكم، مع الإضرار بشكل خطير بقيمة الكرامة الإنسانية".
في أعقاب الحادثة، تم توبيخ قائد كتيبة نيتساح يهودا، كما تم طرد قائد السرية وقائد فصيلة الجنود على الفور، ليغلق التحقيق الجنائي الذي فُتح ضد الجنود دون أي محاكمة.
فنقلت إسرائيل الوحدة من الضفة الغربية في ديسمبر 2022، رغم أنها نفت أنها فعلت ذلك بسبب سلوك الجنود، ومنذ ذلك الحين خدمت الكتيبة في الغالب في الشمال.
أما البدايات، فتم إنشاء "نيتساح يهودا" حتى يتمكن المتدينون المتشددون وغيرهم من الجنود الإسرائيليين من الخدمة دون الشعور بأنهم يعرضون معتقداتهم للخطر.
"رجال حريديم"
وكانت تعمل كوحدة في الضفة، وتتكون بشكل رئيسي من رجال حريديم وشباب متطرفين لديهم آراء يمينية متطرفة، ولم يتم تضمينهم في وحدات قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي.
كما لا يتفاعل الجنود مع القوات النسائية بنفس القدر الذي يتفاعل به مع الجنود الذكور، كما يتم منحهم وقتا إضافيا للصلاة والدراسة الدينية، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقد شارك أعضاء الوحدة في العديد من حوادث العنف المثيرة للجدل، كذلك أدينوا في الماضي بتعذيب وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين مشابهة لما حدث مع المسن عمر أسعد.
كما يقال إن"نيتسح يهودا" هي وحدة عسكرية إسرائيلية متمركزة في الضفة الغربية، أصبحت وجهة للمستوطنين اليمينيين المتطرفين الذين لم يتم قبولهم في أي وحدة قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي.
يشار إلى أن الخارجية الأميركية بدأت التحقيق مع الكتيبة أواخر عام 2022 بعد تورط جنودها في عدة حوادث عنف ضد المدنيين الفلسطينيين ولهذا اتخذت قرارها.