الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

سناء جميل.. أبكت نجيب محفوظ وأفقدها السمع عمر الشريف

السبت 27/أبريل/2024 - 01:16 م

لا تملك إطلالة كقريناتها لتمنحها حظوظ بطلة الشباك لكن حضورها الطاغي مع موهبتها جعلتها تتفوق علي نجمات الصف الأول وقدمت لها فرص النجومية لتكون الأولى في "الزوجة الثانية"، والدور المحوري الرئيسي في "بداية ونهاية"، والأورستقراطية في "سواق الهانم" و الأم الكادحة في فيلم "أضحك الصورة تطلع حلوة"

 

سناء جميل

اسمها الحقيقي ثريا يوسف عطا الله بخيت مواليد 27 أبريل 1930 من محافظة المنيا ولدت لعائلة صعيدية لأب محام بالمحاكم المختلطة وأم خريجة مدارس أمريكية مع ثلاثة أخوة يكبرن عنها بعدة أعوام تعلمت في مدرسة فرنسية داخلية

 

طردها أخوها من المنزل بعد ما ضربها علي وجهها بعدة لطمات جعل سمعها بطئ و ذلك بسبب عملها بالفن بعد ما ضمها زكي طليمات لبنات فرقته في المعهد العالي للفنون المسرحية واستأجر  زكي طليمات لها منزلا لتعيش فيه وكانت تفترش الأرض وتنام فوق ملابسها وخرجت من بلدتها محافظة المنيا و أهل قريتها يشارون عليها " الغازية أهي الغازية أهي "

 

عملت في التفصيل والخياطة مقابل 6 جنيهات لسداد إيجار الشقة التي عاشت فيها وشراء أثاث بيتهاوكان أول راتب لها 12 جنيها 


ظهرت في أكثر من عشرين فيلم سينمائي في مشهد أو إثنين في ادوار خفيفة و تافهة للغاية الي ان جاءتها الفرصة الكبيرة عندما رفضت فاتن حمامة دور " نفيسة " في فيلم { بداية و نهاية }عام 1960 للأديب العالمي نجيب محفوظ و ذهبت هي لصلاح أبو سيف تتوسل إليه أن تعمل هذا الدور و لو بدون مقابل فوافق أبو سيف وهو مقتنع حيث يعلم قدر وموهبة سناء جميل وبالفعل كان أهم أدورها علي الإطلاق وحازت عنه علي 3 جوائز دولية حتي أنها قالت "والله لو كانوا قالولي إدفعي فلوس عشان تمثلي الدور ده كنت دفعت الفلوس دي حتي لو هشحتها" حتي أن الأديب العالمي نجيب محفوظ أشاد بدورها وقال عنها "لأول مرة تبكيني شخصية كتبتها ووجدتها تتنفس".

 

ثم بعد ذلك أصبح لها وضع مختلف في السينما فقدمت مع صلاح أبو سيف أيضاً رائعتهما الثانية "الزوجة الثانية" عام 1967 دور "حفيظة" زوجة العمدة صلاح منصور وعلقت في أذهان الناس حتي الآن عبارتها الشهيرة "الليلة ياعمدة"

 

ومن أشهر أفلامها {المستحيل وفجر يوم جديد والملاعين وملائكة الشوارع والشيطان والخريف والشك ياحبيبي ونساء خلف القضبان والخرتيت} 

 


وفيلم " الرسالة " التي جسدت فيه دور أول شهيدة في الإسلام سمية بنت خياط و بالرغم كون سناء جميل مسيحية إلا أنها أجادت هذا الدور لدرجة جعل مخرج الفيلم مصطفي العقاد أن يشك أنها مسيحية

 

نالت شهرة أوسع عندما قدمت مسلسلات تليفزيونة علمت في الشارع المصري مثل دورها مع فؤاد المهندس في مسلسل { عيون } و دورها " فضة المعداوي " في مسلسل { الراية البيضاء } مع جميل راتب

 

إتصلت بأحمد زكي و طلبت منه أن تعمل معه حبا فيه و في فنه فلم يصدق نفسه وقال لها " أنتي أكيد بتهزري معايا " وبالفعل قدمت معه فيلم { سواق الهانم } ثم فيلم { اضحك الصورة تطلع حلوة }

 

أصيبت بضعف في السمع وحساسية في الأذن بسبب صفعة أخيها في بادئ حياتها ثم جاء عمر الشريف في فيلم "بداية ونهاية" بصفعته التي أرادت هي أن تكون واقعية

 

التقت زوجها ورفيق عمرها لويس جريس في إحدى الحفلات وكان يظن أنها مسلمة قبل أن يصارحها بحبه واستمر زواجهما 40 عاماً

 

إستجاب لها وزير الأوقاف عندما إفتقدت صوت المؤذن الذي يؤذن في المسجد المجاور لها و إستعاضوا عنه بمؤذن آخر صوته سئ فقامت بالإتصال فوراً بوزير الاوقات تطلب عودة المؤذن الاول التي كانت تستمتع بصوته في الآذان

 

قررت الراحلة عدم الإنجاب لتتفرغ للفن قائلة في ذلك " عشان الاولاد ميلوش دراعي و يغصبوني علي شغل انا مش عايزاه لمجرد اوفر لهم مال و بس لأني أنا و لويس جد و دوغري "


عانت سناء جميل من مرض "سرطان الرئة" ودفنت بعد موتها بـ3 أيام أملا في حضور أحد أفراد عائلتها لجنازتها ولكن أبداً لم يحضر أحد