"الشباب في مسيرة مجلس حكماء المسلمين" في ندوة بجناح المجلس بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب
نظم جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة بعنوان: "الشباب في مسيرة مجلس حكماء المسلمين، قدمها كلٌّ من خليفة خالد، ويارا أحمد، وميرة المهيري، وميرة المزروعي، من خريجي منتدى شباب صناع السلام، الذي أطلقه المجلس ضمن مبادراته الهادفة إلى تمكين الشباب وتطوير قدراتهم وتمكينهم وتأهيلهم، لدعم الجهود العالمية في صناعة السلام، وتعزيز التعايش الإنساني وبناء جسور التواصل والحوار مع الآخر.
وفي بداية الندوة، استعرض خريجو منتدى شباب صناع السلام، مسيرة مجلس حكماء المسلمين في نشر قيم التسامح وتعزيزها والأخوة الإنسانية، وتفعيل دور قادة الأديان ومختلف شرائح المجتمع في الجهود العالمية لمعالجة التحديات المختلفة التي تواجهها الإنسانية، لا سيما فئة الشباب؛ حيث أكدوا أن الدور الرائد الذي يقوم به المجلس في رعاية الشباب وتمكينهم ودعمهم في مختلف المجالات، وفي مجال صناعة السلام، وترسيخ ثقافة التنوع والتعددية، أسهم في مساعدتهم على الانفتاح على الآخر وفهم قيم التعايش والتفاعل الإيجابي مع المجتمعات والشعوب المختلفة.
وقال خليفة خالد، أحد خريجي النسخة الأولى من منتدى شباب صناع السلام، إن مشاركته في المنتدى شكلت محطة استثنائية، التقى خلالها شبابًا آخرين من مختلف الثقافات والجنسيات والأديان؛ ليعيشوا تجربة تعايش حقيقية تعلموا فيها سُبل تطبيق نهج متكامل ومتنوع يركز على القيم الإنسانية المشتركة، وإحياء روح التسامح والتعايش في مجتمعاتهم ودولهم، مشيرًا إلى أن شباب منتدى شباب صناع السلام شاركوا في تنظيم حدث عالمي فريد من نوعه، وهو المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي تُوِّج بتوقيع فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، أكبر رمزين دينيين في العالم على وثيقة الأخوة الإنسانية، أهم وثيقة في التاريخ الإنساني الحديث.
و أضاف خليفة خالد أن التعاون والتواصل بين خريجي منتدى شباب صناع السلام ظل مستمرًّا حتى بعد انتهاء المنتدى؛ حيث عملوا على تنفيذ إستراتيجيات ومشروعات ومبادرات تدعم صناعة السلام ونشر التسامح والتعايش السلمي في عدد من الدول؛ مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وجمهورية مصر العربية، ومملكة الأردن، ومملكة المغرب، ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها.
بدورها أعربت ميرة المزروعي، إحدى خريجي النسخة الثانية من منتدى شباب صناع السلام، عن تقديرها وشكرها لمجلس حكماء المسلمين، الذي أتاح لها الفرصة للمشاركة في المنتدى، والاستكشاف والتعلم، وعيش تجربة حقيقية في مجال صناعة السلام والتسامح وبناء جسور الحوار وفهم الآخر، مؤكدةً أن الشباب بحاجة إلى خطاب يترجم هويتهم وقيمهم وإبراز سماحة الدين الإسلامي ونهجه الوسطي المستنير، ومواجهة خطابات التطرف والكراهية والتعصب والتمييز، ومد جسور التواصل مع الشباب في الغرب.
وأشارت ميرة المهيري، إلى أن مجلس حكماء المسلمين لم يقتصر دوره على إشراك الشباب في منتدى شباب صناع السلام والمبادرات الشبابية الأخرى، ولكنه حرص على أن يتم تمكين الشباب وتأهيلهم؛ ليكونوا سفراء السلام في العديد من المنصات والمؤتمرات والفعاليات الدولية، مشيدةً بجهود المجلس في مجال دعم الشباب وتمكينهم، وحرصه الدائم على الاستماع إلى أفكار ورؤاهم المختلفة والاستفادة منها في تطوير مبادراتهم وبرامجهم الموجهة لفئة الشباب وأيضًا للإنسانية جمعاء.
من جانبها، استعرضت يارا أحمد، إحدى خريجي النسخة الثانية من منتدى شباب صناع السلام، أحد أهم المبادرات التي جاءت ضمن مخرجات هذه النسخة، التي ركَّزت على دمج ريادة الأعمال وتمكين الشباب وقضية المناخ في مسابقة واحدة؛ حيث بلغت عدد المشاركات نحو 50 مشروعًا شبابيًّا من 11 دولة حول العالم، هدفت إلى دعم الشباب، وتشجيعهم على تطوير حلولٍ مبتكرةٍ ومستدامةٍ تعالج الأزمة المناخيَّة، وتمكين الشَّباب للمشاركة في الحوارات العامة وعمليات صنع القرار حول سياسات الحفاظ على البيئة وتخفيف تأثيرات التغيُّر المناخي، داعيةً في نهاية الندوة إلى الإيمان بالشباب وقدراتهم بوصفهم طاقة دافعة للتغيير والتقدم، ومصدرًا للإبداع والابتكار، واستثمار لبناء مستقبلٍ مشرقٍ للأوطان.
جدير بالذكر أن مجلس حكماء المسلمين أطلق النسخة الأولى من منتدى شباب صناع السلام في لندن عام 2018؛ حيث نظمها بالشراكة مع الأزهر الشريف، وأسقفية كانتربري، في حين أُقيمت فعاليات النسخة الثانية من المنتدى في شهر يوليو 2023 في مدينة جنيف بسويسرا، بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي ومؤسسة روز كاسيل؛ حيث شارك في كل نسخة من النسختين 50 شابّّا وشابة من مختلف أنحاء العالم.
ويوفِّر المنتدى منصة للحوار بين الشباب من عمر 18 إلى 30 عامًا من الذين يعملون على تطوير حلول وتوصيات مبتكرة ومستدامة لتحقيق السلام في المجتمعات، كما يهدف إلى تمكين الشباب والشابات من إطلاق المبادرات والمشاريع الوطنيَّة والإقليميَّة المتعلقة بصناعة السلام، ونشر قيم التسامح والأخوة الإنسانية ومبادئها.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض أبوظبي الدولي للكتاب؛ يقدِّم فيه أكثر من 220 إصدارًا بـ 5 لغات مختلفة، منها 22 إصدارًا جديدًا يعالج أبرز القضايا الفكرية المهمة، بالإضافة إلى استضافة مجموعة من الندوات الثقافية التي تُناقِشُ موضوعات تركِّز على الحوار والتسامح والتَّعايش والشَّباب وصناعة السلام والبيئة، وركنٍ مميز لفن الخط العربي، وعدد من الفعاليات الترفيهية المخصصة للأطفال؛ حيث يقع جناح المجلس في قاعة 10 جناح 10 C17 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض.