في ذكري مخترع "برايل".. مناشدات بالاهتمام المجتمعي للمكفوفين وتوفير وظائف مناسبة
تحل ذكرى ميلاد لويس برايل مخترع الطريقة التى يستخدمها "الأكفاء" او كما هو دارج "المكفوفين" وضعاف البصر للقراءة، حيث أحدثت وقت ظهورها ثورة في حياة كل من فقد بصره، ليتمكن من التواصل مع الحياة الطبيعية التي يغيشها الأصحاء، ويستطيع بعضهم التغلب على ظلمات المجهول بالتعرف على ما يحدث خارج هذا الحاجز الاسود الذي يفصله مع مجتمعه فيثقف نفسه احيانا واحيانا اخري يتفوق على عجره وابتلاءه باستكمال دراساته ونيل اعلى الشهادات التي قد لا يستطيع المبصرون احيانا تحقيقها .
وفي حوار أجراه موقع "مصر تايمز" مع حمادة
فواز الأخصائي والمحاضر في مجال التربية الخاصة، وأحد المهتمين بشؤون ذوي
الاحتياجات الخاصة بشكل عام، اوضح أنه فيما يخص وضع المكفوفين في مراكز التأهيل
الحكومية، فانه مازال هناك نقاط تقصير كثيرة، كون هذه المراكز بحاجة إلى مزيد من
الرقابة، الامر الذي يجعل "المكفوفيين" الى اللجوء لمراكز خاصة ذات
التكلفة العالية التي لا يقدر على تحكلها احيانا آسر المكفوفين.
وأوضح فواز أن أكبر تحدي يواجه الكفيف هو الحركة، حيث
يحتاج الكفيف إلى مرافق له أثناء عملية التنقل من مكان إلى آخر أو أدوات تساعده
على التحرك أذا كان بمفرده وهنا نجد ان الوسيلة الأشهر عالميا هي العصا البيضاء، داعيا
المؤسسات الحكومية المعنية بشئون ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين الى توفير هذه
النوعية من العصا البيضاء بشكل أكبر، وإعداد الطرق والأماكن العامة لسير وأستقبال
المكفوفين؛ ليستطيع التحرك بالعصا البيضاء بشكل أمن كما هو معمول به فى الطرقات
والشوارع الكبري بدول العالم خاصة أوروبا وشرق اسيا وامريكا، مشيرا إلى أن حركة
الكفيف بدون مرافق تدعمه نفسيًا، وهو ما يجب ان يتم مع بناء العديد من المدن
والطرق الجديدة فى مصر .
وأوضح حمادة فواز أن إيجاد وظيفة مناسبة هو أحد أكبر
العوائق التي تواجه الكفيف بشكل خاص وذوي الهمم بشكل عام، حيث احيانا كثيرة يتساوي
الكفيف مع المبصر فى تنفيذ الكثير من الاعمال اضافة لتفوق البعض منهم على المبصرين
بالتحدي والارادة التي تكون بداخله، بالإضافة الى العوائق التي يوجهها الكفيف
العامل حول مسألة التدرج الوظيفي، وتلك النقطة في حاجه إلى تعديل سواء في التشريعات
والقانونين أو في اللوائح.
وفيما يخص قدرة المجتمع على التأثير بشكل إيجابي في حياة
المكفوفين، أكد حمادة فواز على أهمية إيمان أفراد المجتمع بقدرات المكفوفين،
وتقديم المزيد من الدعم لهم، وعدم النظر لهم بانهم فئة أقل أو مرضي وهو ما يشعر
الكفيف بالاذي النفسي .
وفيما يخص مسئلة التعليم، أوضح أننا في مصر بحاجة إلى
اهتمام بعض المؤسسات التعليمية فى المدارس والجامعات بتحويل بعض الملفات لكتب بطريقة
برايل، مشيرا إلى أنه حتى الأن الأمر معتمد كليا على المتطوعين والمتبرعين، واختتم
حديثة بأهمية تسليط الضوء والوعي المجتمعي والاعلامي بفئة المكفوفين والقيان
بحملات توعية لكيفية تعاون المجتمع وتعامله معهم وحمايتهم من التنمر وهو ما يجب ان
يكون محط انظار الحملات والمبادرات التي تقوم بها مؤسسات الدولة حاليا مع ذوي
الاحتياجات الخاصة بوجه عام .
يذكر ان العالم يحتفل هذه الايام بميلاد لويس برايل ..
مخترع طريقة قراءة بريل، والذي ولد فى 4 يناير 1809 بمدينة شرق فرنسا، وفقد بصره
في حادث أليم وعمره لم يتجاوز الـ 3 سنوات بعد تعرضه لضربة بالخطأ على عينه من عصا
مثبت بها مثقابين في ورشة عمل والده، وعجز الطباء عن انقاذ عينه نتيجة لتضررها
الشديد، وبعد عامين فقد عينه الآخرى بعد إصابته بالرمد التعاطفي، وبدأ يسير برايل
مستخدما عصا صممها له والده، وواصل دراسته كا مستمع فقط حتى أتم الـ 10 سنوات.
ونظرا لتمتعه بذكاء شديد، أرسله والده إلى المعهد الوطني
للشباب المكفوفين في باريس، حيث اخترع طريقة برايل وهو في سن الـ15، وأصبح مدرّسا
فى المعهد، وساءت صحته عندما كبر، حيث كان يعاني من أمراض دائمة فى الجهاز
التنفسى، و استقال من وظيفته عندما اشتد عليه المرض، وعاد إلى بيت عائلته فى
كوبفراى حيث توفى عام 1852 بعد يومين من بلوغه سن 43.
وجاءت فكرة نطام الكتابه برايل عن طريق طريقة كتابه تدعى
"الكتابة الليلية"، ابتكرها ضابط في الجيش الفرنسي يدعى شارل باربيار
لقراءة الرسائل الحربية، حيث التقى به عام 1821 خلال زيارة له في المعهد، وأبلغه
بأبتكارت لتلك الطريقة في الكتابه ليستطيع من خلالها الجنود التخاطب بينهم في
الأمور السرية دون الحاجة للكلام أو استخدام ضوء لمشاهدة النص المكتوب، ولم يتم
اعتماد نظام كتابة برايل رسميًا فى المعهد فى فترة حياته بل اعتُمد النظام رسميًا
فى فرنسا فى عام 1854 بعد وفاة برايل بعامين.
واعتمدت لغة برايل على نظام الحروف البارزة، حيث يمكن
للكفيف أو ضعيف البصر من القراءة والكتابة عن طريق اللمس، وفي بداية الأمر واجه
برايل صعوبة في فهم تلك الشفرة، فخفض العدد الأقصى للنقاط من 12 إلى 6 ؛ لذا عمل
على اختراع طريقة كتابة جديدة، والتي قدمها لأول مرة في المعهد عام 1824، وقام
لاحقًا بتوسيع نظام كتابته ليشمل رموز الرياضيات والموسيقى، ونشر أول كتاب بنظام
كتابة بريل فى عام 1829.
كما تزامن الاحتفال بعيد ميلاد لويس برايل مع إطلاق مجمع
البحوث الإسلامية بمصر حملة توعية شاملة باللغتين العربية والأنجليزية لدعم ذوي
الهمم، والتي تحمل عنوان "بدعمهم ترحمون"، وتنفذ بشكل مباشر وإلكتروني،
وتستهدف الحملة كيفية التعامل مع ذوي الهمم .
كما أطلق مجموعة من الطلاب بكلية الإعلام جامعة القاهرة
بحملة لدعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وجاءت الحملة بعنوان
"بطاقة رقم عشرة"، حيث تقدم وزارة التضامن الاجتماعي لذوي الاحتياجات
الخاصة بطاقة خدمات متكلمة، وتسعى الحملة إلى دمج أصحاب الهمم البصرية والسمعية
والحركية في المجتمع، ومساعدتهم في التعامل مع أفراده.