الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"كامب ديفيد" في مهب الريح.. الإعلام العبري يبرز حالة القلق من توتر العلاقات مع مصر بعد دعم دعوى جنوب أفريقيا أمام "العدل الدولية".. ومعاريف: استمرار عملية رفح سيكون ثمنها إلغاء اتفاق السلام

الإثنين 13/مايو/2024 - 04:46 م
صورة  أرشيفية
صورة أرشيفية

شن الاعلام العبري حملة هجومية على الحكومة الاسرائيلية بسبب حالة التوتر في العلاقات بينها وبين مصر والتي تهدد بنسف اتفاق السلام “معاهدة كامب ديفيد".

 

حيث أفادت صحيفة معاريف العبرية أنه على خلفية أزمة العلاقات، سمعت في الأيام الأخيرة في مصر تهديدات صريحة من إعلاميين وباحثين مقربين من النظام في القاهرة أن هناك أنباء عن  تعليق أو إلغاء اتفاق السلام بين مصر و اسرائيل . 


 و أضافت الصحيفة العبرية  ان إعلان مصر انضمامها إلى التماس جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي،   يمثل  تصعيدا في التوتر المسجل بين تل أبييب  والقاهرة منذ دخول إسرائيل رفح. 


  وأشار التقرير العبري  أن مصر بررت استئنافها أمام المحكمة بالأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. 

 

وقد يكون لموقعها في السياق الإنساني ثقل كبير، إذ تم استخدامها منذ بداية الحرب كجبهة لوجستية رئيسية لاستقبال وتخزين ونقل المعدات الطبية والغذاء والوقود من جميع أنحاء العالم إلى غزة، بمساعدة مئات الشاحنات يوميا.

 

 وكان أنبوب الأكسجين المركزي الذي تم استخدامه لهذا الغرض – حتى العملية الأخيرة للجيش الإسرائيلي – هو معبر رفح.

 

القضية الإنسانية في غزة مسؤولية مصرية 


 علاوة على ذلك، طوال فترة الحرب، تعاملت القاهرة مع القضية الإنسانية في غزة باعتبارها مسؤولية مصرية، ورأت أنها قناة مناسبة لإظهار التضامن مع الفلسطينيين.

 

 وليس من المستغرب أنه بمجرد توقف معبر رفح عن العمل، ولو مؤقتاً، توجهت مصر إلى قنوات بديلة لإثبات دعمها للفلسطينيين، بما في ذلك تحدي إسرائيل في المحافل الدولية.

 

 ومن وجهة النظر المصرية، فإن انضمام جنوب أفريقيا إلى التماسها يهدف إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لعدم توسيع العملية في رفح، ولإيصال رأي الجمهور المصري والعربي بأنها ليست شريكة للجيش الإسرائيلي.

 

وتشير الصحيفة العبرية أن ذلك الانضمام يوضح   لإسرائيل أن استمرار العملية في رفح سيكون له ثمن على العلاقات بين البلدين. وبما أن العملية تطول وتتوسع دون موافقة مصر، وحتى لو كانت هادئة، فإنها قد تلجأ إلى إجراءات احتجاجية إضافية.


وبالفعل سمعت في الأيام الأخيرة في مصر تهديدات صريحة من إعلاميين وباحثين مقربين من النظام في القاهرة للإضرار بالعلاقات بين البلدين إلى حد تعليق اتفاق السلام أو إلغائه.

 

وتابعت الصحيفة العبرية انه  يتعين على البلدين أن يجريا حواراً مسؤولاً وسلمياً وأن يعملا على إيجاد صيغة تمكن من الاستجابة الملائمة للاحتياجات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين في غزة ، والمصالح الأمنية الاستراتيجية لإسرائيل في مواجهة حماس ، لان المواجهة المصرية مع إسرائيل في محكمة لاهاي تلقي بظلال من الشك على علاقات الثقة الأمنية والسياسية التي بنيت بين البلدين، ولا تعزز المصلحة المشتركة في إيجاد حلول مستقرة وطويلة الأمد.

 

يديعوت آحرونوت

وأوضحت صحيفة «يديعوت آحرونوت» أن تلك الخطوة تأتي في وقت يسود فيه القلق بين الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية من أن تصدر محكمة العدل الدولية أمرا بوقف القتال في رفح.

 

وأشارت إلى أن وجود نشاط مكثف خلف الكواليس في إسرائيل لزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتي انخفضت بشكل كبير بسبب رفض مصر السماح بنقل المساعدات عبر معبر رفح – احتجاجا على احتلال إسرائيل للجانب الشرقي من معبر رفح.

 

الإخطار المصري للمحكمة يعكس المستوى المتدني الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إن «الإخطار المصري للمحكمة يعكس المستوى المتدني الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين»، مضيفا «الرسالة المصرية إلى لاهاي ليست هي ما يزعجنا، بل حقيقة أنها جزء من إشكالية كاملة لها عواقب على العلاقات بين البلدين».

 

وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن «هذا أمر لم يحدث في الماضي في العلاقات مع مصر. هذه خطوة صعبة. مصر ستواصل الضغط سياسيا وتبين لنا أنها لا تملك الصبر أو القدرة على الاستمرار.. أمر محزن للغاية ومقلق للغاية»، بحسب قوله.

 

وأكدت يديعوت أن الغضب الإسرائيلي ليس لأن مصر توجهت إلى لاهاي فقط، بل في الوقت نفسه لإغلاقها معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية من أجل نقل الضغوط الدولية على إسرائيل، لافتة إلى أن إسرائيل تجري محادثات مع القاهرة عبر قنوات رفيعة لإقناعها بفتح معبر رفح.