"متلازمة قلب الجندي".. مرض جديد يصيب الجنود الإسرائيليين خلال الحرب على غزة
أفاد موقع والا الاسرائيلي عن تزايد بعض الأمراض لدى جنود الجيش الاسرائيلي الذين شاركوا في الحرب على غزة ، وقد تبدو هذه الأمراض ناجمة عن اضطراب ما بعد الصدمة والذي يصاب به العديد من الجنود بسبب خوض المعارك.
وأشار التقرير العبري أنه عندما يعود الجندي من ساحة المعركة وهو غير قادر على إيقاف "العقلية المقاتلة "، فإنه يدخل في خطر متزايد وعملية مستمرة تمر بجسده ويمكن أن تسبب أمراضا خطيرة.
وأشار الخبراء في إسرائيل أن هناك علاقة بين إصابات ما بعد الصدمة لدى الجنود والأمراض الجسدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، التي تظهر من الممكن في الوقت الحالي أو بعد سنوات من انتهاء الخدمة العسكرية؟ وهو ما يطلق عليه المتخصصين اسم "متلازمة قلب الجندي".
وتتمثل خصائص المتلازمة في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة في الجهاز العصبي وأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الأيضية مثل مرض السكري من النوع 2 .
وقد تبين أن الجنود الذين شاركوا في الحرب الذين اصيبوا بالاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، ولديهم عوامل أخرى إضافية مثل التدخين وشرب الكحول وقلة النشاط البدني، وأكثر من ذلك، تتزايد بالنسبة لهم المخاطر، والتي تنبع من عدم التوازن بين الجهاز العصبي وهرمونات التوتر.
وتعد متلازمة قلب الجندي، والمعروفة أيضًا باسم متلازمة دي كوستا، قد تم وصفها لأول مرة من قبل جاكوب مينديز دي كوستا (1833-1900)، الذي كان طبيبًا في جيش الاتحاد، وقام بتشخيصها بين الجنود الذين قاتلوا في الحرب الأهلية الأمريكية بين عامي 1861-1865.
خلال الحرب الأهلية، عمل دا كوستا في مستشفى فيلادلفيا، حيث عاين أكثر من 400 مريض يعانون من أمراض قلبية غير محددة بعد التعرض لضغوط المعركة. نشر دا كوستا ملاحظاته حول المتلازمة عام 1871 في المجلة الأمريكية للعلوم الطبية تحت عنوان "على القلب العصبي: دراسة سريرية لاضطراب القلب الوظيفي وعواقبه". ووصف في المقال الجنود الذين ظهرت عليهم، بعد التعرض للقتال، أعراض مثل التعب وضيق التنفس وسرعة ضربات القلب والتعرق، دون وجود اضطراب قلبي محدد. كان قلب الجندي أحد المتلازمات العديدة الموجودة في كتب التاريخ والتي حددت الأعراض الجسدية (متعددة الأجهزة) بعد التعرض لصدمة نفسية.
فقط عندما يعود الجندي من ساحة المعركة ويكون غير قادر على إيقاف " العقلية المقاتلة "، فإنه يدخل في خطر متزايد وعملية مستمرة غير منضبطة. يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن الذي لا يتكيف مع السياقات الروتينية (بما في ذلك الحياة الأسرية والعلاقات والمجتمع بشكل عام) إلى أعراض نفسية لدى بعض الأشخاص، بالإضافة إلى تطور أمراض القلب والأوعية الدموية والدماغ التي تُعرف بمتلازمة قلب الجندي.