استعدادات "يورو24 ".. 8 منتخبات تحلم بدور الحصان الأسود
عادة ما تشهد مسابقات كرة القدم الكبرى، ومن بينها كأس الأمم الأوروبية، تألق منتخب أو أكثر غير مرشح للمضي قدما في البطولة، والتقدم ضمن أدوارها واجتياز العقبات واحدة تلو الأخرى، وربما يصل الأمر إلى التتويج باللقب في النهاية.
وهناك العديد من الأمثلة على ذلك في النسخ الماضية للمسابقة الأهم والأقوى على مستوى المنتخبات في القارة العجوز، فمازال تتويج منتخب اليونان المذهل بأمم أوروبا (يورو 2004) في البرتغال ماثلا للأذهان، وكذلك منتخب الدنمارك، الذي لم يكن متأهلا من الأساس لنسخة المسابقة عام 1992 في السويد، قبل أن تتم الاستعانة به عوضا عن منتخب يوغوسلافيا، ليفاجئ الجميع بحصوله على الكأس في النهاية.
وينطبق الأمر ذاته على منتخب تشيكوسلوفاكيا، الذي أحرز اللقب عام 1976، وتأهل للمباراة النهائية في نسخة (يورو 1996) بإنجلترا تحت مسمى جمهورية التشيك.
وخلال النسخة المقبلة لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2024) التي تستضيفها ألمانيا، هناك العديد من المنتخبات المرشحة للعب دور (الحصان الأسود) في المسابقة وفقا لترشيحات جماهير الكرة الأوروبية، عطفا على نتائجها في التصفيات المؤهلة للبطولة، وكذلك المستويات التي قدمتها في الفترة الأخيرة، نلقي عليها الضوء في السطور التالية.
اسكتلندا
يشارك المنتخب في أمم أوروبا للمرة الرابعة في تاريخه والثانية عل التوالي، ويأمل في اجتياز مرحلة المجموعات للمرة الأولى في تاريخه، بعد فشله في عبور الدور الأول خلال مشاركاته الثلاث الماضية أعوام 1992 و1996 و2020.
وأوقعت القرعة منتخب اسكتلندا، الذي حقق فوزين وتعادلين وتلقى 5 هزائم خلال اللقاءات التسعة التي لعبها طوال تاريخه بالبطولة القارية، في المجموعة الأولى برفقة منتخبات ألمانيا والمجر وسويسرا، حيث يلعب المباراة الافتتاحية مع أصحاب الأرض.
وجذب المنتخب الاسكتلندي، بقيادة مديره الفني المحلي ستيف كلارك، الأنظار إليه خلال التصفيات، بعدما ظل متصدرا ترتيب المجموعة الأولى، التي ضمت منتخبات إسبانيا والنرويج وجورجيا وقبرص.
وكان منتخب اسكتلندا ضمن أوائل المنتخبات التي حجزت مقاعدها في النهائيات، عقب فوزه في لقاءاته الخمسة الأولى، التي كان من بينها فوزه 2 / صفر على نظيره الإسباني، قبل أن تتراجع نتائجه نسبيا عقب ضمان صعوده، ليكتفي بالوصافة عقب حصوله على 17 نقطة من 8 مباريات.
ألبانيا
فجر منتخب ألبانيا مفاجأة مدوية، عقب صعوده للمرة الثانية إلى أمم أوروبا بعد نسخة عام 2016، وذلك عقب تربعه على قمة ترتيب المجموعة الخامسة بالتصفيات، التي ضمت التشيك وبولندا ومولدوفا وجزر فاروه، برصيد 15 نقطة من 8 لقاءات.
وخلال مشواره بالتصفيات، تغلب مننتخب ألبانيا بملعبه 2 / صفر على بولندا بقيادها نجمها المخضرم روبرت ليفاندوفسكي، و3 / صفر على التشيك، وهو ما جعل الفريق يكتسب الثقة في مواجهة الكبار قبل اللعب في النهائيات.
وأكد البرازيلي سيلفينيو المدير الفني لمنتخب ألبانيا أن فريقه لا يعاني من أي ضغوط قبل المشاركة في يورو 2024، رغم وقوعه في المجموعة الثانية (الحديدية)، التي تضم إسبانيا وكرواتيا وإيطاليا.
تركيا
يحلم منتخب تركيا بمسيرة رائعة في (يورو 2024)، مثل مشواره المذهل في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، حينما فاجأ الجميع بحصوله على المركز الثالث في المونديال، خاصة بعد تحسن نتائج الفريق في الفترة الأخيرة.
وجاءت نتائج المنتخب التركي في التصفيات المؤهلة للبطولة القارية، لترفع من طموحات جماهيره بشأن قدرته على تحقيق المفاجآت في ألمانيا، والتأهل على الأقل للمربع الذهبي الذي صعد إليه خلال نسخة المسابقة عام 2008 بسويسرا والنمسا.
ويشارك منتخب تركيا في أمم أوروبا للمرة السادسة في تاريخه والثالثة على التوالي، عقب صدارته ترتيب المجموعة الرابعة بالتصفيات، التي ضمت كرواتيا، وصيفة كأس العالم 2018 وصاحبة المركز الثالث بمونديال 2022، وكذلك منتخبات ويلز وأرمينيا ولاتفيا، برصيد 17 نقطة من 8 لقاءات.
وجاء التعاقد مع المدرب الإيطالي فينتشينزو مونتيلا في أيلول/سبتمبر الماضي، ليعيد البريق لمنتخب تركيا، الذي تغلب 1 / صفر على ملعب مضيفه المنتخب الكرواتي بالتصفيات، وربما ستكون الفرصة مواتية أمامه للمرور لمرحلة خروج المغلوب في البطولة، بعدما اكتفى باللعب في مرحلة المجموعات خلال مشاركتيه الماضيتين بالنهائيات.
ويلعب منتخب تركيا، الذي يتواجد في المركز الـ40 عالميا ضمن تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات، في المجموعة السادسة مع منتخبات البرتغال والتشيك وجورجيا.
النمسا
كان من أوائل المنتخبات الصاعدة للنهائيات، بفضل نتائجه الجيدة في مشواره بالمجموعة السادسة للتصفيات، التي ضمت بلجيكا والسويد وأذربيجان وإستونيا، حيث جاء في المركز الثاني برصيد 19 نقطة من 8 مباريات.
وفي مشاركته الرابعة بأمم أوروبا والثالثة على التوالي، يأمل المنتخب النمساوي في اجتياز مرحلة المجموعات وتكرار ما قام به في النسخة الماضية (يورو 2020)، التي شهدت ظهوره الأول في الأدوار الإقصائية، بعدما ودع البطولة من دور المجموعات عامي 2008 و2016.
ولن تكون مهمة منتخب النمسا، بقيادة مديره الفني المحلي رالف رانجنيك، سهلة في تحقيق مبتغاه في ظل وقوعه في المجموعة الرابعة بالنهائيات، مع منتخبات فرنسا وهولندا وبولندا.
ويعول الفريق على خبرة رانجنيك، الذي كان مرشحا لتولي تدريب بايرن ميونخ الألماني مؤخرا، قبل أن يرفض عرض النادي البافاري ويتمسك ببقائه مع النمسا.
المجر
واصل منتخب المجر مشاركاته في أمم أوروبا للنسخة الثالثة على التوالي، فيما يتواجد بالبطولة للمرة الخامسة، لكنه يأمل في الذهاب بعيدا بالمسابقة، تحت قيادة مديره الفني الإيطالي ماركو روسي.
ومنذ مشاركته في كأس العالم 1986 بالمكسيك، غاب المنتخب المجري عن الظهور في البطولات الكبرى، قبل أن يلعب في أمم أوروبا (يورو 2016) في فرنسا، ومع اكتسابه خبرة اللعب في المواعيد الكبيرة، فإنه يطمح لإسعاد جماهيره والظهور بقوة من جديد، لاسيما وأنه كان أحد منتخبات الصفوة في العالم خاصة خلال حقبة الخمسينيات من القرن الماضي.
وما يعزز من طموحات الفريق في الظهور بشكل جيد بـ(يورو 2024)، نتائجه خلال رحلة التصفيات، حيث تواجد على قمة المجموعة السابعة، التي ضمت صربيا والجبل الأسود وليتوانيا وبلغاريا، برصيد 18 نقطة من 8 لقاءات، محققا 5 انتصارات و3 تعادلات، دون أن يتلقى أي خسارة.
ويتطلع منتخب المجر بما يمتلكه من لاعبين أكفاء بمختلف الخطوط، في مقدمتهم دومينيك سوبوسلاي، لاعب وسط ليفربول الإنجليزي، لتحقيق نتائج جيدة في أمم أوروبا القادمة، حيث يتواجد في المجموعة الأولى.
رومانيا
يشارك المنتتخب للمرة السادسة في أمم أوروبا بعدما غاب عن النسخة الماضية، وبلا شك فإنه يطمع تحت قيادة مديره الفني المحلي إدوارد يوردانيسكيو، في تكرار ما قام به عام 2008، عندما صعد لدور الثمانية، بعدما ودع مبكر المسابقة من الدور الأول خلال مشاركاته الأربعة الأخرى في المسابقة.
وفاجأ المنتخب الروماني الجميع بظهوره القوي في المجموعة التاسعة بالتصفيات، التي تصدرها عن جدارة برصيد 22 نقطة من 10 لقاءات، متفوقا على منتخبات سويسرا وإسرائيل وبيلاروس وكوسوفو وأندورا، حيث حقق 6 انتصارات و4 تعادلات.
ويعد منتخب رومانيا أحد منتخبين حافظا على سجلهما خاليا من الهزائم بعد خوضه 10 لقاءات في التصفيات مع منتخب البرتغال، وهو ما جعل جماهيره تحلم بإمكانية عودة العصر الذهبي للفريق خلال النسخة المقبلة.
ويلعب الفريق في المجموعة الخامسة (المتوازنة) في النهائيات، بجوار منتخبات بلجيكا وسلوفاكيا وأوكرانيا.
أوكرانيا
تحدى المنتخب الأوكراني جميع الظروف الصعبة التي تمر بها بلاده، منذ بداية الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، واقتنص ورقة الترشح لأمم أوروبا القادمة للمرة الرابعة على التوالي، ولكن عبر بوابة الملحق.
وتعين على منتخب أوكرانيا خوض الملحق، بعدما حل ثالثا في المجموعة الثالثة بالتصفيات خلف منتخبي إنجلترا وإيطاليا، برصيد 14 نقطة من 8 مباريات، متفوقا على منتخبي مقدونيا الشمالية ومالطا.
وبينما كان الفريق في طريقه للخروج من الدور قبل النهائي للملحق، عقب تأخره صفر / 1 أمام مضيفه منتخب البوسنة والهرسك، فإنه انتفض في اللحظات الأخيرة، ليحرز هدفين في آخر 5 دقائق في مفاجأة من العيار الثقيل، ويبلغ نهائي الملحق، الذي انتصر خلاله على نظيره الأيسلندي.
ويلعب فريق المدرب المحلي الشاب سيرجي ريبروف في المجموعة الخامسة بالدور الأول للنهائيات التي تضم بلجيكا وسلوفاكيا ورومانيا، حيث يطمع في الصعود لدور الثمانية على الأقل من أجل تكرار إنجازه الذي حققه في النسخة الماضية للمسابقة القارية.
سلوفينيا
تسجل ظهورها الثاني في أمم أوروبا، بعدما شاركت في نسخة المسابقة عام 2000، وهي ضمن المنتخبات التي تتحسس طريقها نحو الصعود للأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخها.
وبعدما لعب دور (ضيف الشرف) خلال مشاركاته سواء بتصفيات كأس العالم أو أمم أوروبا في السنوات الأخيرة، أظهر المنتخب السلوفيني الكثير من رباطة الجأش خلال مشواره بالمجموعة الثامنة لتصفيات يورو 2024، التي جمعته مع منتخبات الدنمارك وفنلندا وكازاخستان وأيرلندا الشمالية وسان مارينو.
وحل منتخب سلوفينيا، بقيادة مديره الفني المحلي ماتياز كيك، في المركز الثاني برصيد 22 نقطة من 10 لقاءات، بفارق الأهداف فقط خلف نظيره الدنماركي (المتصدر).
ويتجدد الموعد مرة أخرى بين منتخبي سلوفينيا والدنمارك، بعدما جمعتهما قرعة الدور الأول في النهائيات بالمجموعة الثالثة، برفقة منتخبي صربيا وإنجلترا.