بعد الاطلاع.. الحماية الجنائيه للأوراق الموقعة على بياض
بات ضروريا التأكيد على أهمية الوعى القانوني في جميع المناحي الحياتية ودعونا نعيش في دهاليز هذا المقال لنلقى الضوء على خطورة بعض الأفعال التي يرتكبها الكثير من الناس وللأسف تحت بصر وبصيرة بعض رجال القانون، وهى التوقيع على الأوراق على بياض أو ترك فراغات في الأوراق الموقعة منهم فتكون الطامة الكبرى، حيث يتم ملئها بالتزامات تتضمن مديونيات أو مخالصات أو غير ذلك من الالتزامات التي يترتب عليها الاضرار بأموال ومصالح صاحب التوقيع، ومن أجل ذلك تدخل المشرع الجنائي بالحماية، فإذا كانت تلك الأوراق الموقعة على بياض سلمت على سبيل الأمانة وقام الشخص الذى اؤتمن عليها بملء البيانات تحققت بشأنه جريمة خيانة الأمانة في الأوراق الممضاة أو المختومة على بياض، أما إذا كانت تلك الأوراق حصل عليها المتهم خلسة أو حيلة أو عنوة وقام بكتابة البيانات أو ملئ الفراغات وترتب على ذلك الاضرار بأموال ومصالح صاحب التوقيع، فأنه تتوافر بشأنه جريمة التزوير بخلاف الجرائم الأخرى التي تنظمها نصوص قانون العقوبات .
وفى ذات السياق نجد أن قانون العقوبات تضمن في مادته رقم (340) أن " كل من ائتمن على ورقة ممضاة على بياض فخان الأمانة وكتب في البياض الذى فوق الامضاء أو الختم، سند دين أو مخالصة أو غير ذلك من السندات أو التمسكات التي يترتب عليها حصول ضرر لنفس صاحب الامضاء أو الختم أو لمالة عوقب بالحبس، وفى حالة ما إذا لم تكن الورقة الممضاه على بياض أو المختومة على بياض مسلمة الى الخائن، وإنما استحصل عليها بأي طريقة كانت فأنه يعد مزورا يعاقب بعقوبة التزوير "
وفى النهاية " بات التأكيد دائما وأبدا على أن فهم النصوص التشريعية وغايتها هى موهبه ترتبط بفن التعامل مع الواقع وتسخير القانون من أجل هذا الواقع "