فيلم "السرب".. عندما يكون الفن وثيقة تاريخية خالدة
لم يكن الفن يوماً بمعزل عن كل ما يُحاك بالوطن بحلوه و مُره بل كان وثيقة تاريخية موثقة و شاهدة على كل الأحداث الوطنية خاصةً البطولات التي يقوم بها رجال الوطن البواسل في الجيش و الشرطة دفاعاً عن الوطن و مصر الأبيًة الحرة
وهذا ما رأيناه مؤخراً في فيلم " السرب " أحدث إنتاج فني لإحدى بطولات القوات الجوية عن الضربة الجوية على مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابى فى ليبيا بعد واقعة إعدام التنظيم لـ21 قبطياً ذبحاً فى ليبيا وبعدها بساعات نفذت القوات الجوية توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى توجيه ضربة نوعية للثأر من قتلة شهداء مصر فى ليبيا ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش.
وما أيشعها من جريمة هزت العالم كله و أيقظت ضمير العالم لهذه العصابات الإرهابية الدموية التي لا تراعي حرمة الدم ولا الدين ولا الوطن ولا حتي الإنسانية.
وجاء فيلم " السرب " ليكون وثيقة تاريخية موثقة لتعيش و تُخلد و يراها جيل بعد جيل لتكون شاهدة على أبشع الجرائم الإنسانية و لتشهد أيضاً ببطولات خالدة للقائد المصري الرئيس عبد الفناح السيسي و رجال القوات الجوية البواسل.
وفيلم " السرب " هذا العمل الوطني العظيم نجد فيه كل عناصر النجاح الفني المتميز من أداء الممثلين فيه الذين كانوا في أفضل حالاتهم الفنية و تشعر و أنت تراهم علي الشاشة بحماسية عالية ليس فقط في الاداء التمثيلي و لكن في الإحساس و المعني و هذا ما دائماً نشعر به كمشاهدين في مثل هذه الأعمال الوطنية العظيمة إلي جانب عنصر الإخراج للمخرج أحمد نادر جلال الذي أبهرنا بهذا الإخراج المميز خاصةً في المشاهد الحربية و نقل الصورة كما لو كانت لقطات حيًة من لحم و دم مع التصوير الذي فاق الوصف و أظهر الفيلم في أبهي صورة
ويحقق فيلم " السرب " أعلي الإيرادات في أيام معدودة ليؤكد وعي المشاهد لقيمة و أهمية هذه النوعية العظيمة من الأعمال الوطنية الخالدة
والعظيم في فيلم " السرب " هو إنتاجه الضخم من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي قدمت إنتاج فني ضخم يليق بالحدث لدرجة أنك تشعر أنك تري فيلم حربي بمواصفات عالمية و هنا يكمن التحدي ، فكم لدينا من أفلام وطنية عظيمة عشنا معها منذ منتصف السبعينات و حتي الآن توثق بطولات حرب أكتوبر المجيدة بشكل رائع و مميز ولكن كان لا يناسب حدث نصر أكتوبر المجيد وذلك لضعف الإمكانيات التي كانت موجودة فى تلك الحقبة الزمنية إلي جانب أن تقديم هذه الأعمال السينمائية جاءت عقب أحداث حرب أكتوبر مباشرةً فكان الإستعداد لها استعداداً معنوياً ليس إلا
ولطالما نادي الجمهور و الكتًات و النقاد و حتي صناع الحقل الفني بضرورة تقديم اعمال سينمائية أو درامية بإنتاج فني ضخم حتي يواكب الأحداث و البطولات الوطنية الحافلة و لكن دون جدوي
وبعد مرور سنوات عديدة جاء فيلم " الممر " ٢٠١٩ يُعد الفيلم أحد أضخم الإنتاجات السينمائية في تاريخ مصر بميزانية تجاوزت الـ ١٠٠ جنيه مصري، وقامت شركة الإنتاج ببناء ديكورات الفيلم بالكامل، حيث وفرت إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة مواقع التصوير وبعدها تم الاستعانة بمتخصصين لبناء الديكورات بالكامل لمطابقتها بالواقع خلال تلك الفترة، وتم الاستعانة بفريق عمل أميركي لتصميم مشاهد الأكشن والمعارك الحربية
بدأ تصوير الفيلم في 15 سبتمبر 2018، في خمس مدن هي السويس، جنوب سيناء، أسوان، الإسماعيلية والقاهرة و ذهب كل طاقم التمثيل إلى مدرسة الصاعقة للقيام بالتدريبات المكثفة لحمل السلاح وإطلاق النار
ويوثق هذا الفيلم اللحظات الصعبة التي مر الشعب و الجيش المصرى من وقت هزيمة يونيو ١٩٦٧ و حتي نصر أكتوبر المجيد
ولأول مرة يري المشاهد المصري فيلماً يتناول أحداث الحرب و البطولات المجيدة لرجال قواتنا المسلحة البواسل بهذا الشكل المبهر العظيم
ثم كان مسلسل " الإختيار " الجزء الأول في عام ٢٠٢٠ و تم عرضه في شهر رمضان المبارك و كانت المفاجأة و هي لأول مرة نري عملاً فنياً يخلد بطولة كبيرة من بطولات الجيش المصرى بهذا الإنتاج الفني الضخم الذي أذهل الجميع صغار و كبار نقاد و جماهير و صناع الفن نفسه حتي أن كل أطفال مصر و الوطن العربي أصبح حلمهم الأول أن يكونوا جنود في الجيش المصرى من شدة تأثرهم بهذا العمل الفني المؤثر و التي لم قدمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإنتاج ضخم لم نراه من قبل و لطالما تمنينا تقديم هذه النوعية المميزة من الأعمال الوطنية بهذا المستوى الرائع ولكن دون جدوى حتي تحقق الحلم من خلال الشركة المتحدة للخدمات الإعلاميّة والتي أعادت نفس التجربة في الأعوام التالية فكان مسلسل " الإختيار ٢ " ثم " الإختيار ٣ " وكان هذا المسلسل بمثابة وثيقة تاريخية شاهدة على بشاعة الجرائم التي تعرضت لها مصر الحبيبة علي يد الجماعات الإرهابية منذ أحداث يناير 2011 وحتي وقت عرض المسلسل إلي جانب أعمال درامية أخرى قدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في هذا السياق مثل " هجمة مرتدة و العائدون و الكتيبة ١٠١ "
كل هذه الأعمال الدرامية الخالدة جاءت بعد سلسلة مسلسل " كلبش " الذي جسد فيه بطولات خالدة للشرطة المصرية
تبقي هذه الأعمال الفنية هي الوثيقة التاريخية الخالدة لكل الأجيال المتعاقبة ليشهدوا و يتيقنوا و يعلموا ما تم بذله من تضحيات و بطولات من رجال مصر البواسل من الجيش و الشرطة للدفاع عن الوطن و الحرية
ولم يكن فيلم " السرب " إلا إستكمالاً لسجل حافل بالبطولات المجيدة لرجال مصر البواسل من الجيش والشرطة
فـ تحية شكر و تقدير لكل من شارك في تقديم هذه الأعمال الفنية الخالدة لتكون وثيقة وطنية تاريخية يفتخر بها الأجيال القادمة إن شاء
وتصدق فيهم الآيه القرآنية الكريمة
{ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }
صدق الله العظيم