الإثنين 08 يوليو 2024 الموافق 02 محرم 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

دبلوماسية بريطانية: مؤشرات تدل على أن الحرب في السودان مستمرة ولن تتوقف حاليا

السبت 22/يونيو/2024 - 11:53 ص
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت الدبلوماسية البريطانية روزاليندا مارسدن، إن الحرب في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تنم عن أي دلالة على أنها في طريقها للتوقف، وسط انتهاكات خطيرة من الجانبين لحقوق الإنسان ضد المدنيين وتزايد عدد العناصر الخارجية التي تؤجج الحرب.

وقد حذرت الأمم المتحدة من حدوث كارثة إنسانية، حيث إن ملايين السودانيين يعانون فعلا من المجاعة أو على وشك التعرض لذلك. ومع تصعيد القتال والعنف العرقي خاصة في دارفور، ليس من المرجح أن يستطيع أي من الطرفين تحقيق انتصار حاسم، مما يمكن أن يؤدي إلى صراع مطول والتقسيم الفعلي للبلاد.

وتقول مارسدن الزميلة في برنامج أفريقيا بمعهد الشؤون الملكية البريطاني( تشاتام هاوس) إنه في الوقت الحالي يتمثل الضوء المشرق بالنسبة للمدنيين السودانيين في غرف لمواجهة الطوارىء يديرها الشباب وغيرهم ممن يقدمون العون في الخطوط الأمامية والذين يضحون بأرواحهم لمساعدة مجتمعاتهم.

وتضيف مارسدن في تقرير نشره معهد تشاتام هاوس أن السودان يحتاج بصورة ملحة في الوقت نفسه إلى بديل للأطراف المتحاربة ومؤيديها- كيان مدني يُعتمد عليه ويمثل الجميع على نطاق واسع، يضع رؤية للسلام، ويضغط لإنهاء الحرب ويقدم للمجتمع الدولي نقطة ارتباط بديلة.

ويوفر المؤتمر الأول لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية( المعروفة اختصارا باسم " تقدم") الذي يعد أكبر تحالف للمجتمع المدني السوداني والقوى السودانية الفاعلة، بصيصا من الأمل.

تأسيس تحالف تقدم

تأسس تحالف "تقدم" في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وعقد مؤتمره التأسيسي في أديس آبابا في آواخر أيار/ مايو الماضي، وشارك فيه نحو 600 شخص من كل ولايات السودان – رغم إلقاء القبض على بعض المدعويين في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع, وعلى الرغم من تعرض تحالف "تقدم" للانتقاد لانفصاله عن نشطاء القواعد الشعبية سعى جاهدا لأن يصبح أكثر شمولا. فقد حضر المؤتمر أشخاص من 24 دولة، وعقد ممثلون للنساء والشباب مؤتمراتهم التمهيدية، وقدم آلاف السودانيين إسهاماتهم عبر الانترنت. كما شاركت بعض الفئات السياسية والعسكرية كمراقبين، بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو( وهي حركة مسلحة تسيطر على منطقة كبيرة في جبال النوبة والنيل الأزرق). كما أن مشاركة حزب المؤتمر الشعبي كمراقب كان هدفها توضيح أن الإسلاميين الذين يدعمون الحكم المدني يمكنهم أيضا الانضمام إلى المعسكر المناهض للحرب.

وقد أقر المؤتمر رؤية سياسية لمستقبل السودان، أكدت على أن أكثر الأولويات إلحاحا هي التوقف الفوري لأعمال القتال، وتكثيف الجهود لمواجهة الكارثة الإنسانية، ووضع آليات لحماية المدنيين وتمكينهم من العودة إلى ديارهم من خلال مهمة مراقبة على الأرض.

وتوضح مارسدن التي عملت كممثلة شخصية للاتحاد الأوروبي في السودان في الفترة من 2010 حتى 2013 أنه من أجل تجنب التقسيم الفعلي للبلاد ، من الضروري أيضا تعجيل الجهود الرامية للتوصل لحل سياسي من خلال ترسيخ حكم مدني ديمقراطي و المساواة في المواطنة دون أي تمييز على أساس الديانة أو الهوية أو الثقاقة.

وفي أعقاب مؤتمر تحالف "تقدم" أصبحت له قيادة برئاسة رئيس وزراء السودان السابق عبدالله حمدوك، وقاعدة سياسية وجغرافية واجتماعية أكثر تنوعا، مما يمكنه القيام بدور أكثر قوة لدعم التحالف في العواصم الدولية والإقليمية.

وتضيف مارسدن أن التحالف يحتاج إلى مواصلة توسيع نطاق الاصطفاف مع الآخرين في المعسكر المدني المناهض للحرب، وطرح أي خلافات سياسية أو أيديولوجية جانبا، وتعميق التواصل مع عناصر المجتمع المدني الشعبية الفاعلة، بما في ذلك لجان المقاومة التي يقودها الشباب، والجماعات الحقوقية النسائية، والنقابات العمالية والمهنية، وكذلك الجماعات السياسية الأخرى التي تريد إنهاء الحرب ودعم التحول الديمقراطي.

ولتحقيق ذلك، يسعى تحالف "تقدم" إلى تنظيم مائدة مستديرة لكل القوى الديمقراطية السودانية للإعداد لعملية سلام شاملة. وسوف تحتاج هذه المائدة إلى تنسيق دقيق مع مبادرات السلام الأخرى.

وأشارت مارسدن إلى أن الطرفين المتحاربين سعيا إلى جر تحالف "تقدم" إلى سياسات صراع السودان. وقد تعرض قادة التحالف إلى هجمات دائمة من جانب القوات المسلحة السودانية لاعتبارهم الجناح السياسي لقوات الردع السريع, كما تعرض التحالف للشيطنة من جانب رجال الدعاية الاسلاميين وأنصار نظام البشير الذين يرون أن التحالف يمثل التهديد الرئيسي لطموحهم في العودة للسلطة.

وفي مؤتمر أديس أبابا رد حمدوك على الاتهام الموجه للتحالف بالتحيز وأكد موقف التحالف المحايد، وأدان بيان المؤتمر النهائي الجانبين بشدة بسبب انتهاكاتهما.