تعاني منه النساء أكثر.. ماذا نعرف عن الألم العضلي الليفي؟
الألم العضلي الليفي من المشكلات الصحية التي باتت اليوم واحدة من الحالات الشائعة التي يتم السؤال عنها، وطلب الاستشارة الطبية في كل مكان من العالم.
وخصوصية هذه الحالة هو أنها تصيب النساء أكثر من الرجال وفي مختلف الفئات العمرية، كما أنها تجمع بين الحالة النفسية والجسدية، إذ تعاني النساء من الألم العضلي والإرهاق إضافة إلى الحزن والاكتئاب وتبدل الحالة المزاجية.
ويقول استشاري الطب الفيزيائي والتأهيل الدكتور أحمد الخير خلال حوار له مع برنامج "الصباح" على سكاي نيوز عربية:
الألم العضلي الليفي هو متلازمة تصيب النساء أكثر من الرجال.
يتجلى الألم العضلي الليفي في آلام متعددة بأماكن مختلفة من الجسم، ويعد هذا المرض من الأمراض المزمنة المتعلقة بالألم، حيث يشمل حالات الألم المستمر والمزمن. غالبًا ما ينتج الألم عن فرط حساسية تطلق عليها اسم "الألم المركزي" (Centralized Pain)، مما يعني أن الألم يصبح مركزياً ويزداد حدّة.
يتركز الألم ويظهر غالباً في المناطق العضلية، سواء في الجزء العلوي أو السفلي من خط الحوض على الجانبين الأيمن والأيسر، ويكون الألم أكثر شيوعاً في الكتف، الورك، الركبة، المرفق والعضلات المحيطة بالرقبة.
التشخيص القديم يشترط وجود ألم في 21 منطقة معينة تُعرف بالنقاط المؤلمة العضلية، بينما يعتمد التشخيص الحديث على تقييم وجود ألم عضلي منتشر عبر مناطق متعددة ومختلفة.
الألم الذي يستمر أكثر من 6 أسابيع يصنف عادة كألم مزمن، وقد يمتد هذا التصنيف ليشمل فترات تصل إلى 12 أسبوعًا.
ينبغي على الأفراد الذين يعانون من عدم ارتياح أو ألم مستمر المبادرة بزيارة الطبيب للحصول على تقييم واستشارة طبية مناسبة.
من الأسهل على النساء أن يتحدثن بشكل أكبر عن الجانب الآخر من متلازمة الألم ألا وهو مشاكل النوم والمشاكل المتعلقة بالتركيز، التفكير أو المزاج مقارنةً بالرجال ومع ذلك، يبقى الألم موجودًا لدى كلا الطرفين.
من غير الممكن تحديد الأسباب المؤكدة وراء ظهور هذه المتلازمة بدقة.
يسمح التشخيص في فهم طبيعة هذا المرض.
يتم عند اللزوم إعطاء أدوية تخفف الألم وتساعد المريض على استعادة التركيز وتحسين جودة النوم ومعالجة الألم بشكل عام.
من العلاجات المفيدة هو استخدام الإبر الجافة أو الصينية والتي تُسهم في تفكيك العقد العضلية التي تسبب الألم.
يمكن أيضا الاعتماد على العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية وحياة متوازنة.
المفتاح الأساسي هو دقة التشخيص وضبطه لنتعرف بدقة إلى الأسباب وتأهيل العلاج الملائم لإمكانية زيادة أو نقصان شعور المريض بالألم.
الغاية من هذا العلاج هي تخفيف شدة الألم وتقليل تكرار الأيام المؤلمة، وبمرور الوقت، قد يصل المريض إلى مرحلة يتلاشى فيها الألم تماماً ويتمكن من العيش حياة طبيعية خالية من الآلام.
الألم لا ينتج عن التوتر، بل يعمل التوتر على تفاقم الألم.
ازدياد مستوى التوتر يؤدي إلى تدهور الحالة، فضلاً عن مشكلات التركيز التي تزيد من تعقيد الوضع، هذه حالة مرضية متعددة الأبعاد تستدعي معالجة شاملة ومتعددة الجوانب لضمان التعافي الكامل.
من الضروري أن يكون الفرد على دراية بنوعية المسكنات التي يتناولها، حيث إن بعضها يمكن أن يؤثر سلباً على القلب والمعدة والجهاز الهضمي.
الحفاظ على نمط حياة متوازن أمر في غاية الأهمية. فالتغذية السليمة والنوم الكافي، إلى جانب تجنب المنشطات ليلاً والامتناع عن السهر، أمر بالغ الأهمية.