الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"السترة الواقية أصبحت وسيلة لاستهدافهم.. كيف تتمكن غارات الطائرات الإسرائيلية بدون طيار من مقتل الصحفيين في غزة؟

الأحد 30/يونيو/2024 - 03:50 م
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أفادت مجلة +972 الإسرائيلية ، بأن مقتل الصحفيين في غزة ربما لم يكون  من قبيل المصادفة ، ولكن على ما يبدو أنه متعمد خاصة في ظل وجود الطائرات بدون طيار ونظام لافندر الذي تسبب في مقتل الآلاف خلال الحرب الإسرائيلية على غزة  ، لاستهدافه عناصر حماس ، فربما الامر كذلك أيضا وهناك استهداف للصحفيين الفلسطنيين .

 

وفقا للتقرير الإسرائيلي، أنه  بحسب لجنة حماية الصحفيين، فإن 103 صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام من بين أكثر من 37 ألف ضحية فلسطينية جراء القصف الإسرائيلي لقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، في أعنف حرب للصحفيين في التاريخ الحديث.

حيث انطلقت منظمة "قصص ممنوعة" ــ التي تتمثل مهمتها في مواصلة عمل الصحفيين الذين يقتلون أثناء أداء عملهم ــ للتحقيق في استهداف الصحافة في غزة والضفة الغربية. 

 

جريمة الحرب

و تابع التقرير، أنه  بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب على الجيوش التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين، وتوجيه الهجمات نحو الأهداف العسكرية فقط. إن استهداف المدنيين عمدا، بما في ذلك المراسلين، يعد جريمة حرب. وحتى لو كان الهدف العسكري مشروعاً، فيجب ألا يتسبب الهجوم في وقوع إصابات أو إصابات أو أضرار مفرطة في صفوف المدنيين بما لا يتناسب مع المكاسب العسكرية .

ممارسة الصيد 

 وقال التقرير، إن مصادر استخباراتية عسكرية إسرائيلية مطلعة  أوضحت كيفية استخدام الطائرات بدون طيار في غزة لمهاجمة نشطاء حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني ، و  أن هذه الممارسة يشار إليها في الجيش باسم "الصيد". 

ووفقًا لثلاثة مصادر، كان استخدام الجيش للطائرات بدون طيار والمركبات الجوية غير المأهولة للاغتيالات واسع النطاق بشكل خاص في الحرب الحالية - وفي بعض الحالات أدى إلى إيذاء المدنيين.

 

استخدام الذكاء الاصطناعي 

وأوضحوا أن ضباط المخابرات اعتمدوا بشكل كبير على برامج آلية  بالذكاء الاصطناعي وغير دقيقة، في محاولة "لمطاردة" الآلاف من المشتبه بهم في وقت واحد باستخدام الطائرات بدون طيار، وهي الممارسة التي وصفها أحد المصادر بأنها "صيد واسع النطاق".

و تشكل الإشارات جزءًا أساسيًا من تحديد أهداف الطائرات بدون طيار: وفقًا للخبراء، يمكن اعتراض النشاط عبر الإنترنت، مما يكشف عن موقع الشخص. وأوضح خليل ديوان، المحامي والباحث في حرب الطائرات بدون طيار، أن هذا يعني أن الجيوش لديها الكثير من المعلومات حول الأشخاص الذين تستهدفهم. 

 

و قال ديوان وفقا للتقرير : "تعمل حرب الطائرات بدون طيار في نظام بيئي من استخبارات الإشارات والبنية التحتية للاتصالات. الهواتف المحمولة وبطاقات SIM الخلوية واستخدام تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المحددة بإعدادات الموقع والبث المباشر يعرض المرء لرسم خرائط للأهداف". 

تحتوي الطائرات بدون طيار على أجهزة استشعار على متنها ووصلة راديو تنقل البيانات المجمعة إلى محطة أرضية، والتي تحدد بعد ذلك الهدف. كما تسمح الكاميرات بالأشعة تحت الحمراء وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية بالتأكد البصري من الهدف، بشرط أن تكون الظروف الجوية مواتية، أو أن الطائرة بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض بما يكفي.

 ووفقًا للخبراء، فإن بعض نماذج الطائرات بدون طيار التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي تكون الرؤية واضحة بما يكفي بحيث يمكن لمشغل الطائرة بدون طيار رؤية سترة صحفية.

 

نظام لافندر 

 ويشر التقرير إنه على الرغم من عدم وجود دليل على أن  نظام لافندر الذي يحدد الصحفيين كأهداف، فمن "المحتمل" أن يحدد الذكاء الاصطناعي الصحفيين عن طريق الخطأ على أنهم عملاء لحماس.

كما  لاأن هناك صحفيون يتحدثون كثيرًا مع مسؤولي حماس أو مسلحيها". “من المحتمل أن يكون الصحفي في غزة موجودًا في مجموعات الواتساب [لحماس]، و على الاتصال بهم،  لذا فمن المنطقي أن يصفه لافندر بأنه أحد مقاتلي حماس”. 

 

السترة الصحفية 

 وقد أخبر العديد من المراسلين اتحاد الصحفيين أنهم يخشون الآن ارتداء ستراتهم الصحفية. ويحتفظ البعض بها مخبأة في حقائبهم، ولا يرتدونها إلا عندما تدور الكاميرات.  وقال أحد الصحفيين الذين أصيبوا خلال الحرب على غزة   و  الذي تعافى الآن، أن “السترة الواقية في حد ذاتها أصبحت وسيلة لاستهدافك، أكثر من كونها وسيلة لحمايتك”.