شيماء المرسي لـ "مصر تايمز" : أتوقع رد حوثي جديد موجه لهدف استراتيجي حساس في الداخل الإسرائيلي
لأول مرة قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي أهدافا عسكرية لنظام الحوثي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن، ردًا على مئات الهجمات التي نفذت ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة ، و لم تكن مجرد رد على هجوم الحوثيين بدون طيار على تل أبيب، الذي أسفر عن مقتل رجل يبلغ من العمر 50 عامًا، ولكن أيضًا على حوالي 200 قذيفة قال إنها أُطلقت من جانب الجماعة تجاه المدنيين الإسرائيليين والبنية التحتية المدنية منذ أكتوبر، هكذا قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري.
وقالت شيماء المرسي مديرة وحدة الرصد والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إننا “نشهد حاليا تصاعد لحدة التوتر مع ذراع الحوثي المدعوم من إيران بعد الهجوم الإسرائيلي الأول على الأراضي اليمنية”؛ مضيفة أنه “وللأسف سيكون هناك تصعيد نتيجة الضربة الإسرائيلية وهو ما أكده مصدر يمني مطلع في حديثه لقناة الميادين: أن الرد الإسرائيلي محاولة لحفظ ماء الوجه، لكنه في الحقيقة يشعر بالفزع من الهجوم الحوثي وتمكن صواريخهم من اختراق القبة الحديدية”.
وصرحت شيماء المرسي في تصريحات خاصة لـ (مصر تايمز)، أن “الأنشطة العسكرية لجماعة الحوثي اليمنية ستستمر في التنسيق والتعاون مع محور المقاومة بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
وتابعت، أنه "يبدو من تسارع السياق الزمني للأحداث أن قوى إقليمية بعينها تنوي زيادة دائرة الصراع وليس التهدئة، خاصة ونحن قد تابعنا أول خطاب للرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان مؤكدًا دعمه لمحور المقاومة في لبنان "حزب الله" ضد العدوان الإسرائيلي، أي أنه ليس دعم صوري كما توقع الكثيرون وإنما هو دعم مشروط وموجه، ولا يمكن أن تقرر جماعة الحوثي أمر الهجوم دون إشارة أو موافقة إيرانية".
كما توقعت شيماء المرسي أن “يكون هناك ضربات إسرائيلية أخرى بعد ضربة يوم السبت على ميناء الحديدة اليمني. فهذا الأمر متوقف على الرد الحوثي على الهجوم الإسرائيلي، وأتوقع أن يكون هناك رد حوثي جديد، ولكنه هذه المرة سيكون موجه لهدف استراتيجي حساس في الداخل الإسرائيلي، وما يعني أن هجمات الحوثي من جهة إلى جانب الاشتباك القائم بين إسرائيل وحماس مع الاشتباك الحدودي مع حزب الله، ما هو إلا تنفيذ للمخطط الإيراني في استنزاف القوى العسكرية الإسرائيلية. ومع ذلك هناك توقع أن نشهد خلال الأيام القادمة حملة اغتيالات للقيادات الحوثية كرد إسرائيلي آخر في حالة تكرار الهجوم الحوثي ضد إسرائيل”.
وأشارت إلى أن رقعة الصراع بدأت بالتوسع بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وتدخل قوى دولية كالولايات المتحدة كداعم عسكري لإسرائيل في حربها ضد حماس، ومن ثم دخول أذرع إيران المتمثلة في جماعة الحوثي وحزب الله إلى الصراع الإسرائيلي بهدف معلن، (وهو الرد أو الانتقام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.).
وأنهت حديثها قائلة: “أما إسرائيل فهي تدرك تماما المسعى الإيراني من وراء هذا التحالف بين الأذرع ومحور المقاومة في فلسطين، ولهذا ستعمل إسرائيل على جرّ إيران نفسها في الحرب. أما باقي القوى الإقليمية المتمثلة في مصر والسعودية والإمارات إلى جانب روسيا والصين سيعملون على التهدئة. ومع ذلك لا يمكن التوقع أن التهدئة سيكون خيارُ فعالًا، خاصة وأن كل المؤشرات تشير إلى تصاعد حدة الصراع”.