هل تُعتبر المُحليات الصناعية خيارًا أكثر أمانًا من السكر؟
أثار ارتفاع شعبية المُحليات الصناعية، الكثير من الأسئلة حول سلامتها، ولا سيما أن الدراسات الحديثة تشير إلى وجود صلة محتملة بين بدائل والمخاطر الصحية المختلفة، بما في ذلك .
وتُستخدم المُحليات الصناعية، مثل السكرين والأسبارتام والسكرالوز والستيفيا والزيليتول والإريثريتول، بشكل شائع في مجموعة واسعة من المنتجات، بدءًا من المشروبات الرياضية وحتى السلع المخبوزة، بحسب تقرير نشرته شبكة "NBC News".
وبينت الشبكة أنه رغم موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) على استخدامها، إلا أن المخاوف بشأن سلامتها لا تزال قائمة، مضيفة أن أطباء القلب وخبراء التغذية يعتبرون أن المُحليات لا تزال غير مدروسة، وقد تحمل مخاطر لم تُفْهَم بالكامل بعد.
وأثار الدكتور ستانلي هازن من عيادة كليفلاند مخاوف بشأن الآثار الصحية للكحوليات السكرية مثل الزيليتول والإريثريتول، إذ تشير أبحاثه إلى أن التركيزات العالية من المُحليات قد تزيد لزوجة الصفائح الدموية، مما قد يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
فيما يقوم الدكتور فاسانتي مالك من جامعة تورنتو الكندية بدراسة التأثيرات الصحية للمشروبات المحلاة بالسكر مقابل المُحليات الخالية من السعرات الحرارية والماء.
وشملت دراسته أكثر من 500 مشارك بهدف تقييم السمنة وصحة القلب مع مرور الوقت، مما يوفر رؤى قيمة حول كيفية تأثير المُحليات المختلفة على الصحة على المدى الطويل مقارنة بالسكر التقليدي.
وفي جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، تتعاون اختصاصية التغذية فاليسا هيدريك مع المعاهد الوطنية للصحة (NIH) في تجربة تغذية خاضعة للرقابة لمقارنة تأثيرات المُحليات الصناعية المختلفة على السكر.
وتهدف الدراسة، التي تركز على الأفراد المصابين بمقدمات مرض السكري، إلى عزل تأثير المُحليات على مستويات الجلوكوز في الدم وصحة الميكروبات المعوية، بغض النظر عن أي استهلاك إضافي للسكر.
ويكمن أحد التحديات الكبيرة في تفسير مجموعة الأبحاث الحالية باحتمال وجود علاقة سببية عكسية، ويشير الدكتور مالك إلى أن الناس غالباً ما يتحولون إلى المُحليات غير السكرية كرد فعل لتطور مرض السكري أو زيادة الوزن، وهو ما يمكن أن يشكل ارتباطات مضللة بين استهلاك المُحليات والقضايا الصحية، عوضا عن إثبات وجود علاقة سببية مباشرة.
وتعتمد العديد من الدراسات على البيانات المبلغ عنها ذاتيًا فيما يتعلق باستهلاك مواد التحلية، والتي قد تكون غير موثوقة، وقد تُحْجَب المكونات مثل الزيليتول ضمن قوائم طويلة من المكونات، مما يعقد الجهود المبذولة لتتبع المدخول بدقة، إضافة إلى أن أحجام العينات الصغيرة وفترات الدراسة القصيرة تحد من إمكانية تفسير النتائج.
وتشير الدكتورة ميشيل بيرلمان، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي والرئيس التنفيذي لمعهد برايم في ميامي، إلى صعوبة تقديم توصيات واسعة النطاق؛ بسبب قيود الأبحاث الحالية.
وتقول، وفقًا للشبكة: "من الصعب حقًا تفسير الكثير من هذه الدراسات. لا توجد مقارنة مباشرة بين منتجات مثل ألواح الحلوى مقابل الزيليتول، مما يجعل من الصعب الإدلاء ببيانات محددة".
وذكرت الشبكة أن مجموعات صناعية مثل مجلس مراقبة السعرات الحرارية يقول إن الادعاءات التي تربط المُحليات الصناعية بالمخاطر الصحية تستند إلى أبحاث معيبة.
وتؤكد كارلا سوندرز، رئيسة المجموعة التجارية، أن هذه المُحليات هي بديل أكثر أمانًا لإدارة تناول السكر والحالات الصحية مثل السمنة والسكري.
وتشير الدكتورة ماريا كارولينا من جامعة ميامي إلى أنه حتى المُحليات الطبيعية مثل ستيفيا وفاكهة الراهب تخضع لعملية معالجة كبيرة، وهذا يضيف طبقة أخرى من التعقيد لتقييم آثارها الصحية، ويتفاقم التحدي بسبب التباين في كيفية استخدام المُحليات ودمجها في المنتجات المختلفة.
ويتفق الخبراء على أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث الشاملة لتحديد خيارات التحلية الأكثر أمانًا وما إذا كان استبدال السكر بهذه البدائل يوفر فوائد صحية حقيقية، فيما يدعو العديد من المتخصصين في مجال الصحة إلى تقليل الأطعمة المصنعة والتركيز على الخيارات الكاملة غير المصنعة.